محتويات
أورام الرئة
أورام الرئة هي نمو وتكاثر لخلايا الرئة أو خلايا الممرات الهوائية المؤدية إليها بسرعة متزايدة غير طبيعية، بالإضافة إلى عدم موت هذه الخلايا في موعدها كما هو الحال في الخلايا الطبيعية، فتنتج من ذلك كتلة من الخلايا التالفة وغير الفعّالة. والأورام بشكل عام نوعان: ورم خبيث يشار إليه باسم الورم السرطاني، وورم حميد، وتصاب الرئة بكلا النوعين من الأورام.
ورم الرئة الحميد مثله كمثل أي ورم حميد ينمو ببطء، ولا ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، لكن قد ينمو ويضغط على الأنسجة المحيطة به لكن لا يغزوها أو يدمّرها، وهو غير مهدد لحياة المريض وعادةً لا تتطلب الإصابة بأورام الرئة الحميدة إزالتها جراحيًا، ولكن بالطبع من الضروري استشارة الطبيب. وتجدر الإشارة إلى أنَّه إذا كان قطر هذه المجموعة من الخلايا 3 سينتيمتر أو أقل تسمّى عقدة، أما إذا كان أكبر من ذلك تسمّى كتلة.[١]
أمّا سرطان الرئة أو الورم الخبيث، هو ورم سريع النمو ينشأ بداية في العضو الأساسي وهو الرئة، ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر الأوعية الدموية واللمفاوية. وسرطان الرئة من أنواع السرطانات التي تنتشر مبكرًا بعد تكوينها، لذا هو من أخطر أنواع السرطانات وأكثرها تهديدًا لحياة المريض، ومن هنا تأتي أهمية الاكتشاف المبكر لسرطان الرئة. وفي الحقيقة تستطيع الخلايا السرطانية في الرئة الانتشار إلى أعضاء مختلفة من الجسم، لكن أكثرها شيوعًا هو الغدد الكظرية، والكبد، والدماغ، والعظام.[٢]
أنواع أورام الرئة الحميدة
توجد أنواع عديدة من الأورام الحميدة التي تصيب الرئة، لكن أكثرها شيوعًا هما:[١]
- الورم العيبي الرئوي: ويُشار له أضًا باسم هامارتوما (Hamartomas)، الذي يمثل 55% من أورام الرئة الحميدة، حيث 80% منها يظهر على الأجزاء الطرفية أو الخارجية من الرئة، والباقي يظهر في الممرات القصبة الهوائية، وتتكون الأورام العيبية من أنسجة طبيعية مثل: النسيج الضام، أو الغضاريف، أو الدهون، أو العضلات لكن بكميات ونسب غير طبيعية، ويكون قطره عادةً أقل من 4 سينتيمتر، وفي الحقيقة يتمركز هذا النوع من الأورام بمكانه دون أن يسبب أي ضغط على الأنسجة المحيطة به، ويظهر في الأشعة السينية في شكل عملة صغيرة دائرية، لكن أحيانًا يظهر في شكل قطعة صوف أو حبة فشار. كما ينتشر الورم عند الرجال أكثر من النساء، خاصةً في الأعمار بين الخمسين والسبعين عامًا.
- الورم الحليمي: هو نوع غير شائع من الأورام الحميدة ينمو في القصبات الهوائية، إذ تبرز هذه من السطح المتصلة بها، ويُقسّم لثلاثة أنواع:
- ورم حرشفي، وتنتج هذه عن العدوى بفيروس الورم الحليمي البشري (HPV) المُسبِّب أيضًا لظهور الثآليل وبعض الأمراض المنقولة جنسيًا، ويحدث هذا النوع من الأورام في كلا الأطفال والبالغين.
- ورم غدي، وهو أقل شيوعًا من الأورام الحرشفية، وغالبًا ما يُصيب الأشخاص البالغين.
- مزيج من الورم الحرشفي والورم الغدي.
أنواع أورام الرئة الخبيثة
يوجد نوعان أساسيان من أورام الرئة الخبيثة -سرطان الرئة- يقسّمان طبقًا لنوع الخلية التي بدأ منها السرطان، وتجدر الإشارة إلى أن تحديد نوع السرطان يساعد الطبيب على تحديد العلاج المناسب له، وبمكن بيان هذه الأنواع على النحو الآتي:[٣][٤]
- سرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة، يمثّل هذا النوع 80 إلى 85% من حالات سرطان الرئة تقريبًا، وهو ثلاثة أنواع لكن تجمعت تحت مسمّى واحد هو السرطان ذو الخلايا غير الصغيرة؛ لأنها تتطور بالطريقة نفسها، وتستجيب للعلاج نفسه، وهي:
- سرطانة غدية (Adenocarcinoma)، وهو أكثرها شيوعًا، ويبدأ من خلايا الغدد المسؤولة عن إفراز المخاط في بطانة الممرات الهوائية.
- سرطانة حرشفية (Squamous cell cancer)، وهو نوع يبدأ من الخلايا المسطحة التي تغطي سطح الممرات الهوائية، وينمو هذا النوع قرب منتصف الرئة.
- سرطان الخلايا الكبيرة، وهو سرطان يظهر بخلايا كبيرة مستديرة تحت الككجهر.
- سرطان الرئة ذو الخلايا الصغيرة، إذ يمثل هذا النوع 10 إلى 15% من حالات سرطان الرئة، وينتج عادةً من التدخين، وينتشر سريعًا في الجسم بعد تكوّنه، ويستجيب للعلاج الكيماوي أفضل من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة.
أعراض أورام الرئة
المراحل الأولى من سرطان الرئة لا تسبب ظهور أية أعراض، لكن تظهر الأعراض في المراحل المتقدمة من المرض، ويمكن بيان الأعراض على النحو الآتي:[٥]
- الإصابة بسعال لا يختفي مع الوقت.
- خروج دم مع السعال حتى لو بكميات بسيطة.
- ضيق التنفس.
- ألم الصدر.
- بحة الصوت.
- خسارة الوزن دون سبب.
- ألم العظام.
- الصداع.
أما بالنسبة لأورام الرئة الحميدة فلا تثسبِّب هذه ظهور أية أعراض في الغالبية العظمى من الحالات، إذ إن أكثر من 90 ٪ من هذه الأورام تُكتشَف عن طريق الصدفة ، في حال خضوع المُصاب لبعض الإجراءات التشخيصية التصويرية كالأشعة السينية على الصدر أو التصوير المقطعي المحوسب، أما في حال ظهور الأعراض فهي شبيهة بأعراض سرطان الرئة، وتتضمن:[١]
- السعال أو الصفير المستمر.
- ضيق في التنفس.
- ظهور دم مع السعال.
- وجود أصوات غير طبيعية عند فحص الرئتين.
- زيادة خطر الإصابة بالالتهاب الرئوي.
علاج أورام الرئة
لا تتطلب معظم أورام الرئة الحميدة أي علاج، لكن من الضروري أن يقوم طبيب بمراقبة الورم لمدة عامين على الأقل من أجل ملاحظة أي تغييرات قد تشير إلى وجود سرطان، وفي بعض الحالات تستدعي هذه الأورام أخذ خزعة واستئصالها جراحيًا، كما في حال تسبُّبها بضيق التنفُّس، أو في حال كان المثصاب مدخنًا، أو في حال ازياد حجم العقدة مع الوقت.[١]
أما بالنسبة للأورام السرطانية فيعتمد علاجها على موقع السرطان، ومرحلته، والصحة العامة للمريض. حيث الجراحة، والعلاج الإشعاعي هما أكثر الطرق استخدامًا في معالجة سرطان الرئة، لكن ذلك لا يمنع استخدام العلاج الكيماوي، خاصةً في علاج سرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة، وخلال الجراحة قد يستأصل الطبيب النسيج السرطاني مع النسيج المحيط به فقط، أو قد يستأصل جزءًا من الرئة أو فصّا كاملًا منها، وأحيانًا يلجأ إلى استئصال واحدة من الرئتين بالكامل طبقًا لمدى انتشار السرطان، ويستطيع المريض العيش بشكل طبيعي بعد استئصال إحدى الرئتين بشرط تمتعه بصحة جيدة قبل الاستئصال.
يُستخدم العلاج الكيماوي في قتل الخلايا السرطانية، وتقليص حجم السرطان، وهو يستهدف الخلايا سريعة النمو بشكل عام في الجسم، مما يسبب ظهور أعراض جانبية كثيرة له، ويُستخدم العلاج الكيماوي غالبًا في حال انتشار سرطان الرئة إلى أعضاء مختلفة من الجسم. أما العلاج الإشعاعي فيُجرى باستخدام أشعة ذات طاقة عالية لقتل الخلايا السرطانية، أو لتقليص حجم السرطان قبل الخضوع للجراحة، وهو مفيد أكثر في حال تمركز الخلايا السرطانية وعدم انتشارها. كما يُستخدم العلاج الموجه الذي يستهدف صفة معينة في الخلية السرطانية، مما يجعله لا يهاجم خلايا الجسم الطبيعية فتقل أعراضه الجانبية بشكل كبير مقارنة بالعلاج الكيميائي.[٦]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Benign Lung Tumors", clevelandclinic,2016-4-7، Retrieved 2019-4-27. Edited.
- ↑ Melissa Conrad Stöppler, "Lung Cancer"، medicinenet, Retrieved 2019-4-27. Edited.
- ↑ "Lung cancer", cancerresearchuk,2017-7-31، Retrieved 2019-4-27. Edited.
- ↑ "Lung Cancer", lungcancer, Retrieved 2019-4-27. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (2018-11-16), "Lung cancer"، mayoclinic, Retrieved 2019-4-27. Edited.
- ↑ Rachel Nall (2018-11-15), "What to know about lung cancer"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-4-27. Edited.