محتويات
الاستفهام في اللغة
الاستفهام في اللغة العربية أسلوب بلاغي يفيد طلب معرفة شيء لم يكن معروفًا لدى السائل أو المستفهم، ويكون باستخدام أداة خاصة للاستفهام، ومن أهم أدوات الاستفهام: (الهمزة، هل، ما، ماذا، لماذا، مَنْ)، وغيرها، وقد ورد هذا الأسلوب في القرآن الكريم في مواضع كثيرة، وأحيانًا يكون الاستفهام حقيقيًا، وقد يكون بلاغيًا مجازيًا يخرج لأغراض أخرى.
أنواع الاستفهام في القرآن الكريم
الاستفهام الحقيقي
يكون الاستفهام حقيقيًا بمعنى أنه يتطلب إجابة أو معرفة شيء يجهله السائل، ويحتاج إلى إجابة، ومن الأمثلة عليه: كم عمرك؟ مَن ضرب الولد؟ وغيرها، أما في القرآن الكريم فالاستفهام لا يأتي حقيقيًا؛ لأن الله -سبحانه وتعالى- لا يستفهم عن شيء من عباده وخلقه، فغرض الاستفهام في القرآن يكون بلاغيًا مجازيًا يراد به أغراض أخرى.[١]
الاستفهام البلاغي المجازي
قد يخرج الاستفهام عن معناه الحقيقي إلى أغراض بلاغية مجازية أخرى تعرف من خلال السياق أو الموقف الذي ورد فيه السؤال، وفائدته البلاغية هي إعطاء الكلام حيوية وزيادة الإقناع والتأثير، وإثارة السامع والقارئ، وأهم هذه الأغراض ما يأتي:[٢]
- استفهام التوبيخ
مثل: قوله تعالى: "أتدعون بعلًا وتذرون أحسن الخالقين."[٣]
ففي هذه الآية يراد من الاستفهام توبيخ المخاطبين بسبب دعوتهم لإله غير الله عزّ وجل.
وقوله تعالى: "ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها."[٤]
وهنا الغرض من الاستفهام التوبيخ لترك الهجرة في الأرض من أجل إقامة شرع الله فيها.
- استفهام النهي
ويراد بهذا الغرض النهي عن القيام بأمر ما، ومن الأمثلة عليه ما يأتي:
قوله تعالى: "أتخشونهم."[٥]
بمعنى أنه ينهاهم عن خشية غير الله.
وقوله تعالى: "ما غرّك بربّك الكريم."[٦]
بمعنى النهي عن الغرور.
- استفهام الدعاء
يكون الغرض منه الدعاء وطلب شيء ما من الله، ومن الأمثلة عليه: قوله تعالى: "أتهلكنا بما فعل السفهاء منا."[٧]
فغرض الاستفهام من الآية دعاء الله بعدم الهلاك.
وقوله تعالى: "أتجعل فيها من يفسد فيها."[٨]
فالغرض هو الدعاء بألا يجعل الله في الأرض من يفسد فيها.
- استفهام التعجب
يأتي هذا النوع من الاستفهام بقصد التعجب من فعل أو شيء معين، مثل ما يأتي:
قوله تعالى: "كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتًا فأحياكم."[٩]
فيتعجب من الكفر بالله وهو الذي خلقهم وأحياهم بعد أن كانوا أمواتًا.
- استفهام العتاب
يقصد من استخدامه اللوم والعتاب، مثل ما يأتي:
قوله تعالى: "ألم يأنِ للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله."[١٠]
فهنا يعاتب ويلوم المؤمن بسبب البعد عن الله.
- استفهام النفي
يراد منه نفي شيء مثل ما يأتي:
قوله تعالى: "أفأنتَ تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين."[١١]
بمعنى لا تكره أحدًا على الإيمان.
- استفهام التكثير
يراد به الدلالة على الكثرة، مثل ما يأتي:
قوله تعالى: "وكم أرسلنا من نبي في الأولين."[١٢]
بمعنى كثرة ما أرسل الله من الأنبياء.
- استفهام التسوية
يراد به التسوية بين أمرين، مثل ما يأتي:
قوله تعالى: "سواء عليهم سواء أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون."[١٣]
بمعنى الإنذار وعدمه سواء لأنهم لا يؤمنون.
- استفهام طلبي
يراد به الأمر والطلب، مثل: قوله تعالى: "فهل أنتم منتهون."[١٤]
يطلب منهم الانتهاء.
- استفهام الترغيب
مثل: قوله تعالى: "هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم."[١٥]
فيريد ترغيبهم بالأمر، وقوله تعالى: "من ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا"[١٦].
- استفهام التمني
مثل: قوله تعالى: "فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا."[١٧]
تمني وجود الشفعاء، وقوله تعالى: "هل نحن منظرون"[١٨].
- استفهام الاستبطاء
مثل: قوله تعالى: "متى هذا العد إن كنتم صادقين."[١٩] وقوله تعالى: "متى نصر الله"[٢٠].
- استفهام التقرير
مثل: قوله تعالى: "ألست بربكم"[٢١]، وقوله تعالى: "أليس الله بكافٍ عبده"[٢٢].
- استفهام التخويف والتهويل
مثل: قوله تعالى: "الحاقة، ما الحاقة، وما أدراك ما الحاقة"[٢٣].
- استفهام التعظيم
مثل: قوله تعالى: "وأصحاب اليمين ما أصحاب اليمين."[٢٤]
- استفهام التهكم
بغرض الاستهزاء مثل: قوله تعالى: "قل أأنتم أعلم أم الله"[٢٥].
- استفهام التحقير
مثل: قوله تعالى: "إذ قال لأبيه وقومه ما تعبدون."[٢٦]
المراجع
- ↑ "موضوع عن الاستفهام"، الألوكة.
- ↑ "أنواع الاستفهام في القرآن"، إسلام ويب. بتصرّف.
- ↑ سورة الصافات، آية:125
- ↑ سورة النساء، آية:97
- ↑ سورة التوبة، آية:13
- ↑ سورة الانفطار، آية:6
- ↑ سورة الأعراف، آية:155
- ↑ سورة البقرة، آية:30
- ↑ سورة البقرة ، آية:28
- ↑ سورة الحديد، آية:16
- ↑ سورة يونس، آية:99
- ↑ سورة الزخرف، آية:6
- ↑ سورة البقرة، آية:6
- ↑ سورة المائدة، آية:91
- ↑ سورة الصف ، آية:10
- ↑ سورة البقرة ، آية:245
- ↑ سورة الأعراف، آية:53
- ↑ سورة الشعراء، آية:203
- ↑ سورة يونس، آية:48
- ↑ سورة البقرة، آية:214
- ↑ سورة الأعراف، آية:172
- ↑ سورة الزمر، آية:36
- ↑ سورة الحاقة، آية:1 2 3
- ↑ سورة الواقعة، آية:27
- ↑ سورة البقرة ، آية:140
- ↑ سورة الشعراء، آية:70
