أنواع الاستقامة

كتابة:
أنواع الاستقامة

الاستقامة

الاستقامة كلمةٌ جامعةٌ آخذةٌ بمجامع الدّين، ومعناها القيام بين يدي الله -تعالى- على حقيقة الصّدق، والوفاء بالعهد، والاستقامة تتعلّق بالأقوال والأفعال والأحوال والنّيّات، يطالبنا الله -تعالى- بالاستقامة على دينه وصراطه المستقيم، فنحن مطالبون بأن نقوم بما أُمرنا به، والاستقامة بالنسبة للإنسان بمنزلة الرّوح للبدن، فكما أنّ البدن إن خلا من الرّوح فهو ميّت، فكذلك الإنسان إذا خلا من الاستقامة فهو فاسد؛[١] إذًا الاستقامة تكون بالأقوال فلا يتكلّم بما يغضب الله، وتكون بالأفعال فلا يراه الله إلا في مواضع يحبّ أن يراه فيها، ولا يقوم إلّا بالأفعال التي ترضي الله تعالى، وإن كانت جوارحه لا تقوم سوى بما يرضي الله، فالأولى أن تكون أحواله ونياته موافقةً لما يرضي الله أيضًا.

أنواع الاستقامة

هناك نوعان للاستقامة، وهما: الاستقامة على الصعيد الفرديّ، والاستقامة على الصعيد الجماعيّ، وآتيًا بيانهما:[٢]

  • أمّا الاستقامة على المستوى الفرديّ؛ فتعني أن يستقيم كلّ إنسانٍ بنفسه فيبتعد عن المعاصي والذنوب، ويتقرب إلى الله بأنواع البرّ والقربات.
  • ثمّة جوانب لا تتمّ الاستقامة بها على المستوى الفردي، ولا تحصل إلّا على المستوى الجماعيّ، يقول -تعالى-: (فَاستَقِم كَما أُمِرتَ وَمَن تابَ مَعَكَ وَلا تَطغَوا إِنَّهُ بِما تَعمَلونَ بَصيرٌ)،[٣] نزل الأمر بالاستقامة للنبي -صلى الله عليه وسلم- وهو المستقيم أصلًا، ولكن ليزداد في استقامته ويثبت عليها، ومن تاب معك، وهم خير الناس الذين تابوا أصلًا؛ فالاستقامة الجماعيّة هنا كالجهاد، وتوجيه طاقات الأمّة، ومعاملة المجتمع الإسلاميّ كوحدةٍ واحدةٍ ضدّ الكفرة.

جوانب متعلِّقةٌ بالاستقامة

هناك نقاطٌ هامَّةٌ متعلِّقةٌ بالاستقامة على دين الله، منها ما يأتي:[٤]

  • الاستقامة منزلةٌ شاقَّةٌ تحتاج النفس معها إلى المراقبة والملاحظة والثبات على الحقّ والعدل، والابتعاد عن الهوى، والمؤمن الكيّس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز الخاسر من أتبع نفسه هواها وتمّنى على الله الأمانيّ بأن يدخله الجنة وقد أذهب طيباته في الحياة الدنيا.
  • مدار الاستقامة في الدّين على أمرين عظيمين، هما: حفظ القلب، وحفظ اللّسان ومتى استقاما استقامت سائر الأعضاء، وصلح الإنسان في سلوكه وحركاته وسكناته، أما إن فسدا فسد الإنسان وضلّت سائر الأعضاء.
  • الاستقامة الحقيقيّة هي سلوك طريق أهل الحقّ، والمنهج السّليم، ومفارقة أهل الباطل والأهواء والشهوات.
  • الاستقامة على دين الله -تعالى- ثباتٌ ورجولةٌ، وانتصارٌ في المعركة التي بين الطّاعات والأهواء والرّغبات والشّهوات، ومن أجل ذلك استحقّ الذين استقاموا أن تتنزّل عليهم الملائكة في الحياة الدّنيا؛ لتطرد عنهم الخوف والحزن، وتبشّرهم بالجنّة، فهم أولياؤهم في الدنيا والآخرة، قال الله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّـهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ).[٥]

المراجع

  1. صالح بن حميد وآخرون، نضرة النعيم في مكارم أخلاق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، صفحة 305. بتصرّف.
  2. محمد المنجد، دروس للشيخ محمد المنجد، صفحة 8. بتصرّف.
  3. سورة هود، آية:112
  4. ناصر الغامدي (4/10/2017)، "الاستقامة على الطاعة"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 10/2/2022. بتصرّف.
  5. سورة فصلت، آية:30
4206 مشاهدة
للأعلى للسفل
×