أنواع الانتماء وأهميته

كتابة:
أنواع الانتماء وأهميته

أنواع الانتماء

  • الانتماء الوطني.
  • الانتماء الديني.
  • الانتماء السياسي.
  • الانتماء الفكري.


الانتماء الوطني

إنّ مفهوم الانتماء يعني الارتباط بالأصول والدفاع عنها والتمسك بها، وعكسه هو الاغتراب، وهو الذي يؤدي إلى الضعف والتقهقر والاستكانة، وذلك لأنّ الإنسان بدون أصل وجذور قوية يركن إليها لا يكون قادرًا على مواجهة أصغر مشكلة تواجهه في الحياة، وللانتماء أنواع عدة، وهي كلّها مهمة وضروريّة لحياة الفرد وحياة الأمم والشعوب أيضًا، أمّا الانتماء الوطني فهو الذي يُقصد به الانتساب إلى الوطن بحمل جنسيته؛ أي أنّ هذا الانتماء يعود للأجداد القدماء للإنسان الذين سكنوا الوطن وعاشوا به سنين طويلة.[١]


وهو يعني أيضًا التمسك بالوطن والدفاع عنه والخوف على خيراته ومصالحه، وذلك لأن الوطن هو الذي يحمي الإنسان الذي يعيش فيه ويدافع عنه، ويبعد عنه الشرور والأذى والضرر من القوات الخارجية التي تحاول احتلاله والسيطرة على عقله، وإنّ البلاد وإن جارت على ساكنيها ومواطنيها تبقى عزيزة على قلوبهم، ولا يستطيعون رؤيتها تنهار أمام أعينهم دون أن يحركوا ساكنًا، وهذا هو المعنى الحقيقي للانتماء الوطني، وهو يشبه إلى حدّ ما ما يُسمى بالانتماء القومي.[٢]


الانتماء الديني

إن الانتماء الديني هو أحد أهم أنواع الانتماءات التي ينبغي التمسك بها والحفاظ عليها، وهو يعني أن يرتبط المرء بدينه ويحافظ على قيمه ومبادئه وأخلاقه وأوامره ويلتزم بها، ويبتعد عن نواهيه، فهذا الانتماء هو الذي يحقق للفرد العزة والكرامة ويحافظ على هويته وشخصيته بعيدًا عن عثرات المجتمع وأخطائه ومهاويه التي يقع فيه بسبب غياب هذا الانتماء الديني.[٣]


ممّا يجدر ذكره في ظل ظروف الحروب وهجرة الكثير من المسلمين إلى بلدان غير مسلمة هو أنّ الانتماء الديني يكاد ينعدم، وذلك لأنّ المسلم حتى ينصهر بالمجتمع الجديد والوطن الذي يقيم فيه لا بد أن يبدي ولاء وتقبلًا لكل المظاهر فيها حتى وإن كانت مخالفة للانتماء الديني الذي عاش عليه الإنسان، وهنا تبدأ المشاكل، وتظهر الكثير من الثغرات الاجتماعية التي تحول حياة الإنسان إلى جحيم لا يُطاق، فالانتماء الديني مقدم على أي انتماء آخر.[٤]


الانتماء السياسي

قد يظن البعض أن الانتماء السياسي والوطني مترادافان، إلا أن الحقيقة خلاف ذلك، فالانتماء السياسي أوسع من الوطني، وذلك لأن الانتماء السياسي قد يجمع الأفراد من أوطان مختلفة تحت مظلة مذهب واحد أو توجه فكري سياسي واحد، وذلك يعني قوة أكبر، ولا بد لكل إنسان من انتماء سياسي يساعده في تحديده وجهته في الحياة، ويبني عليه تطلعاته نحو المستقبل، شريطة ألا يكون هذا الانتماء السياسي متعارضًا مع الانتماء الديني العقائدي للإنسان.[٥]


من الأمثلة على الانتماء السياسي هي محاولات الغرب الدائمة والحثيثة لتغير توجه المسلمين، وصهرهم في بوتقة الفكر الغربي وسياساته ومذاهبه، والهدف منها هو إضعاف المسلمين، وتشتيت شملهم، وذلك تحت شعار الحضارة، لكن من سيتبع هذا الركب لن يكون إلا مسخًا ولقيطًا في عالم الحضارة المكذوب الذي يستترون به ويخفون خلفه أحقادهم ونواياهم الدفينة.[٥]


الانتماء الفكري

إن الحديث عن الانتماء الفكري لا يقل أهمية عن الانتماء الوطني أو السياسي، وذلك لأن الفكر والثقافة أمران ضروريان لكل إنسان، ولا بد من أن يكون الإنسان ذا أصول ثقافية فكرية تعبر عنه وتُحدّد شخصيته ومبدأه في الحياة، والمقصود بالانتماء الثقافي هو الانتساب إلى معارف ومهارات وخبرات تثمر عمران النفس الإنسانية وتسهم في تهذيبها وتقويمها وتحديد هويتها الفكرية.[١]


من الأمثلة على الانتماء الثقافي أو الفكري هي مجموعة المثل والمقاصد والنماذج التي صاغتها الفلسفات والتوجهات الفكرية والتزم بها الإنسان ضمن مجموعة معينة وحددت له طريقة تفكيره، ومن خلالها استطاع أن يحدد توجهاته وتطلعاته المستقبلية الثقافية، ومن المهم أن يكون الإنسان المنتسب ثقافيًا مرنًا، يقبل الرأي الآخر ويسمعه ويفيد منه، فانتماؤه الثقافي لا يعني أنّ الثقافات الأخرى خاطئة وغير صحيحة.[١]


أهمية الانتماء

ما هي العوامل التي تجعل الانتماء مهمًا وضروريًا؟

إنّ الانتماء كلمة لها فروع عدة، ولا بد من ربطها بجذورها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والفكرية والإنسانية حتى يتم الوصول إلى صيغة جامعة ناظمة لكل أبعاد الانتماء وأنواعه، وتتجلى أهمية الانتماء فيما يأتي:[٦]


المرونة واستيعاب التنوع

يتميز الانتماء بقدرته على استيعاب كل أشكال التنوعات الحضارية، فيمكن للإنسان أن يُحقّق الانتماء الوطني والسياسي والديني والثقافي والإنساني دون أن يكون متعارضًا أو متناقضًا في هذه الانتماءات، وذلك يحتاج إلى وعي وترشيد وتوجيه للفكر البشري حول مفهوم الانتماء الصحيح، وآلية تطبيقه.

النزعة الإنسانية

الهدف الأسمى من الانتماء هو الحفاظ على الإنسانية، وحماية كرامة الإنسان وهويته وتحديد شخصيته، حتى لا يكون حاشية في متن نص الحياة، وهذا الانتماء بكل أنواعه هو الذي يُحقّق هذه الأهداف السامية المتعلقة بالإنسان أولًا وأخيرًا.

المواكبة والمعاصرة

ممّا يُشير إلى أهمية الانتماء أنه قادر على مواكبة كل التطورات ومعاصرة عجلة التطور في المجتمعات، وهذا سيجعل منه مفهومًا مهمًا لكل إنسان يهتم بمواكبة التطورات، فمن المهم للإنسان الذي يتمسك بانتماء معين أن يكون هذا الانتماء متطورًا متجددًا يضمن الاستمرارية والتحديث لأتباعه.

التكامل والتساند

من ميزات الانتماء التي تجعله غاية في الأهمية أنه بعيد عن التعصب والجمود، بل هو متكامل بين أجزائه، لا يرى أنه هو الصحيح وغيره مخطئ، وهذا التكامل والبعد عن التعصب يجعله محط احترام وتقدير ممن يواكبونه ويهتمون به، إضافة إلى أنه يعلم الأفراد المعنى الحقيقي للانتماء بكل أنواعه.


إن الانتماء بكل أنواعه وكل تفاصيله لا دور له ما لم يكن موجهًا لما فيه مصلحة الأمم والمجتمعات والأفراد، وهنا يكمن دور المرشدين والمصلحين والمفكرين.



لقراءة المزيد عن هذا الموضوع، ننصحك بالاطّلاع هنا: ما هو الانتماء.

المراجع

  1. ^ أ ب ت محمد عمارة، الانتماء الثقافي، صفحة 8. بتصرّف.
  2. حسن منصور، الانتماء والاغتراب، صفحة 122. بتصرّف.
  3. علي راتانسي، التعددية الثقافية، صفحة 1. بتصرّف.
  4. علي راتانسي، التعددية الثقافية، صفحة 1. بتصرّف.
  5. ^ أ ب محمد عمارة، الانتماء الحضاري للغرب أم الإسلام، صفحة 5-6. بتصرّف.
  6. نادية مصطفى وآخرون، دوائر الانتماء وتأصيل الهوية، صفحة 7-9. بتصرّف.
8009 مشاهدة
للأعلى للسفل
×