محتويات
أنواع التسامح في الإسلام
التسامح لغة: التساهل،[١] واصطلاحًا: العفو عند المقدرة، وعدم رد الإساءة بمثلها، والترفع عن صغائر الأمور، والسمو بالنفس إلى مرتبة عالية، وهو مفهوم أخلاقيّ دعا إليه كل الأنبياء والصالحين؛ لأنّ أهميّته لا تُقدّر بثمن لتماسك المجتمع، والقضاء على الخصومة بين الأفراد والجماعات، ويعني التسامح أيضًا قبول عقيدة وثقافة المخالفين، وهو أحد الركائز الأساسية للعدل والحرية لكل فرد في المجتمع.[٢]
دعا الإسلام للكثير من الأخلاق الحميدة، من بينها التسامح؛ ليرسم العلاقات الاجتماعية بين أفراد الدولة الإسلامية، ودعا الإسلام إلى أشكال مختلف من التسامح، مثل التسامح الديني، والعرقي، والثقافي، والتسهيل في المعاملات، وأول تسامح يدعو له الإسلام أن يُسامح الشخص نفسه على أخطائها الماضية، فالإسلام يجبُّ ما قبله.[٣]
التسامح الديني
التسامح الديني في الإسلام يعني أن يكون لكل فرد في الدولة الإسلامة الحق في اعتقاد ما يراه حقًّا، وأن يملك حرية تأدية شعائره الدينية كما يشاء، وأن يكون كل الأفراد سواء أمام قوانين الدولة، وهذا التعريف ينطبق على أتباع الطوائف المختلفة من الإسلام، وأتباع الديانات الأخرى.[٤]
لم يظهر التسامح الديني بين أبناء الإسلام في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنّ الناس كانوا فرقة واحدة، لكن لاحقًا ظهرت المذاهب والفرق وكان لا بدّ من احترام كل طائفة للأخرى، أمّا التسامح مع أتباع الديانات الأخرى فكان منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان اسمهم (أهل الذمة)، ووردت العديد من الآيات والأحاديث تؤكد على حفظ حقوقهم.[٤]
التسامح الثقافي
ركّز التسامح في الإسلام على ضرورة احترام الآخرين عند التحاور معهم؛ لأنّ الحوار ضرورة يومية، ومن خلال الحوار يتحقَّق التعارف بين الناس، والأعراق المختلفة، وهو الطريقة الوحيدة لحل المشاكل؛ فعزز الإسلام ثقافة قبول الآخر المختلف وثقافة التسامح معه، وإيصال الأفكار الجديدة إليه بالحسنى.[٥]
التسامح مع التعددية
أكّد الإسلام منذ بدايته أنّ التعدد سنة كونية وفطرة بشرية، فالناس من طبيعتهم اختلاف آرائهم ومعتقداتهم وتصوراتهم ومصالحهم؛ لذلك حرصت مبادئ الإسلام على تعليم المسلمين أن الإيمان المطلق بالدين، لا يعني أبدًا أن يكون الجميع متساوين في الأفكار والمعتقدات، فمن واجب المسلم الإيمان بالاختلاف وتقبُّل التنوع.[٥]
أسس التسامح في الإسلام
تزخر العقيدة الإسلامية بالمبادئ التي تُرسّخ التسامح والتعايش بين الناس برغم أي اختلاف في عقائدهم، ومن تلك المبادئ ما يأتي:[٦]
- الإيمان بأن اختلاف العقائد أمر يريده الله تعالى.
- تثبيت فكرة أن الإنسان مسؤول عن اختياراته وأفعاله.
- تحديد مسؤولية الرسل عليهم الصلاة والسلام على البلاغ وعدم إكراه الناس على أخلاق الدين.
- منذ ظهور الإسلام تسامح مع أهل الأديان الأخرى، وهذا أحد أركان الإيمان.
أمثلة من التسامح في الإسلام
ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية أمثلة كثيرة على تسامح الرسل عليهم السلام والصالحين، ومنها ما يأتي:[٧]
- عفو يوسف عليه السلام عن إخوته
قال تعالى: (قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ).[٨]
- عفو الرسول صلى الله عليه وسلم عن سهيل بن عمرو في فتح مكة
فقال لأصحابه: (من لقي منكم سهيلًا فلا يسئ لقاءه، فلعمري إن سهيلًا له عقل وشرف وما مثل سهيل يجهل الإسلام، ولكن قدر فكان).
المراجع
- ↑ "معنى التسامح"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "مفهوم التسامح"، الشرق، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "أشكال التسامح"، لخصّلي، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب "التسامح الديني في الإسلام"، هنداوي، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب "التسامح وأسسه المنهجية في الإسلام"، تعايش، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "الأسس العقدية والعملية للتسامح الديني في الإسلام"، مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2022. بتصرّف.
- ↑ "أروع 6 قصص عن العفو والتسامح في الاسلام"، أنا البحر، اطّلع عليه بتاريخ 22/2/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:92