أنواع التعايش السلمي
يُمكن تحقيق التعايش السلمي بين أفراد المجتمع بمختلف أديانهم وأعراقهم وأجناسهم بطرق عدة، وللتعايش السلمي أنواع عديدة، أهمها ما يأتي:
التعايش الديني
التعايش الديني (بالإنجليزية: Religious coexistence) هو تنظيم العلاقة بين أصحاب الديانات المختلفة الموجودة في العالم؛ المسلمون والنصارى واليهود، وإيجاد نوع من التعاون والتفاهم بينهم بما يقتضي حفظ الحقوق وتحقيق المصالح المشتركة بينهم،[١] ومن المبادئ والأصول والضوابط التي يقوم عليها ما يأتي:
- الاحترام والأخلاق الكريمة
وأفضل الأخلاق الكريمة هي كما وردت في القرآن الكريم، في قوله تعالى: {وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ}[٢]، حيث نهى الله سبحانه وتعالى عن الاعتداء على أطفالهم ونسائهم وشيوخهم في حالة الحرب.[١]
- الحوار والمجادلة بالحسنى
ويكون ذلك بما يضمن إبراز القيم الإنسانية والمعاملة الحسنة، كما في قوله تعالى: {وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}[٣]، وتقديم الحماية لهم بكافة أشكالها، سواء أكانت حماية للأموال أو الدماء أو الأعراض.[٤]
- احتفاظ أصحاب كل دين بشعائره ومبادئه
ويكون ذلك بدون تنازل ولا انحراف، وقبول ما يوافق ذلك الدين بما جاءت به الكتب السماوية؛ فالتعايش لا يعني الاندماج بالكامل بقيم ومبادئ مخالفة لما شرعه الله تعالى للناس.[١]
التعايش العِرقي
التعايش العِرقي (بالإنجليزية: Ethnic coexistence) هو تنظيم العلاقة بين مجموعة من الأفراد الذين يسكنون في منطقة واحدة، وتحقيق التعاون والتفاهم بينهم بالرغم من وجود اختلافات بينهم في العِرق، أو لون البشرة، أو العادات أو التقاليد،[٥] ومن المبادئ والأصول التي يقوم عليها التعايش العرقي ما يأتي:[١]
- الحرية والمساواة ونبذ التعصب العرقي والتحيز لنوع دون الآخر.
- التواضع وعدم الاغترار والتفاخر بالانتماء لنوع دون الآخر.
التعايش اللغوي
التعايش اللغوي (بالإنجليزية: Linguistic coexistence) هو تنظيم العلاقة بين مجموعة من الأفراد الذين يسكنون في منطقة واحدة، وتحقيق التعاون والتفاهم بينهم بالرغم من وجود اختلافات بينهم في اللغة أو اللهجة، مثل؛ التعايش بين اللغتين العربية والأمازيغية كما هو حاصل في الدولة الجزائرية، ويُطبق التعايش اللغوي من خلال تطبيق ما يأتي:[٦]
- الترجمة والدبلجة.
- منع الاحتكار الثقافي.
- تحقيق التوازن في الإنتاج اللغوي، وبيان أهمية كل لغة من اللغات.
التعايش المذهبي
التعايش المذهبي (بالإنجليزية: Sectarian coexistence) هو تنظيم العلاقة بين مجموعة من الأفراد الذين يسكنون في منطقة واحدة، وتحقيق التعاون والتفاهم بينهم بالرغم من وجود اختلافات بينهم في المذهب، فعلى سبيل المثال؛ الاختلاف في المذاهب الإسلامية، كالسنة والشيعة، والمذاهب الفقهية الأربعة؛ (الحنفية، المالكية، الشافعية، الحنبلية).[١]
ويتحقق التعايش المذهبي من خلال عدة طرق، منها ما يأتي:[٧]
- وجود مؤسسات دينية تضم أعضاء هيئة التدريس؛ سواء أكانوا فقهاء أو علماء، من كافة المذاهب.
- مراعاة القواعد الفقهية الخاصة بكل مذهب، وبيان البدع عن غيرها.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ناصر بن سعيد السيف (3/8/2016)، "التعايش (أنواعه، نماذج تطبيقية: التعايش الوطني والحضاري)"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:190
- ↑ سورة العنكبوت، آية:46
- ↑ أحمد محمد رحومة (1/1/2019)، "مفهوم التعايش بين الأديان"، مجلة أصول الدين، العدد 4، صفحة 136-140. بتصرّف.
- ↑ "Summary of "Civilizational Imagination and Ethnic Coexistence"", beyondintractability, Retrieved 2/11/2022. Edited.
- ↑ فتيحة حداد (1/9/2021)، "التعايش اللغوي : ما بين المفاهيم اللسانية الاجتماعية و الدراسات الميدانية"، مجلة العلوم الاجتماعية، العدد 20، صفحة 337. بتصرّف.
- ↑ بوخالفة وفاء، التعايش المذهبي : المذهب المالكي والمذهب الحنفي في الجزائر، صفحة 77. بتصرّف.