أنواع التوبة

كتابة:
أنواع التوبة

مفهوم التوبة

يُطلق مفهوم التوبة في اللغة على الرجوع، والعودة عن الشيء، وفي الاصطلاح الشرعي هي عبارة عن ندم يتبعه عزم وقصد بعدم الرجوع إلى الذنب مرة أخرى وارتكابه، وهي كذلك العودة عن الطريق المعوجّ إلى صراط الله المستقيم، ويلزم التوبة عزم وندم من أجل تحقيقها على الوجه الصادق المخلص الله -تعالى-.[١]

أنواع التوبة

إن صحّة التوبة تتطلب أن يكون العبد صادقاً في توبته لربّه، ويظهر ذلك الصدق من خلال صدق القلب في التوجه لله، ثمّ صدق اللسان في التوبة، ويتبعه عمل الجوارح والأعضاء الدال على ذلك، ولذلك قال -تعالى- لبني إسرائيل في الآية: (وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ).[٢][٣]

فطلب منهم الفعل بدخول الباب، والقول بقول حطّة، فكان الجزاء أن يغفر الله لهم، وهذا هو أعظم إحسان للعبد ثمّ سيزيده الله من إحسانه، وهذه أفضل أنواع التوبة وأفضلها،[٣] وتنقسم التوبة إلى ثلاثة أنواع بحسب صدقها وإخلاص العبد فيها على النحو الآتي:[٤]

  • التوبة الصحيحة؛ من خلال أن يرتكب العبد ذنباً أو حرمة من حرمات الله، ثمّ يتوجه إلى الله -تعالى- بالتوبة منها في ذات الوقت، وتكون توبته في هذه الحالة صادقة.
  • التوبة الأصح؛ وهي ما يقال لها التوبة النصوح، ومنبعها القلب، فإن العبد في هذه التوبة تصبح المعصية مستقبحة في قلبه لا يرغب بها، ومن ثمّ لا يفكر بها ولا تخطر على قلبه، وهي بمعنى آخر تنزيه القلب عن الذنوب.
  • التوبة الفاسدة؛ ما تكون بمجرد النطق بها في اللسان، مع قيام حبّها في قلب العبد ودوام التفكير فيها.

شروط التوبة

يُشترط في التوبة الصحيحة إلى الله مجموعة من الشروط على النحو الآتي:[٥]

  • الإخلاص في التوبة لله -عزّ وجل-.
  • التخلص من المعصية، وعدم القيام بها لأيّ سبب.
  • الاعتراف بالذنب والمعصية بين يدي الله.
  • الندم على ما قام به في الماضي من الذنوب والمعاصي.
  • العزم على عدم العودة إلى المعصية في المستقبل.
  • إعادة الحقوق إلى أصحابها، في حال كانت الذنوب مرتبطة بالاعتداء على حقوق الخلق.
  • أن تصدر من العبد في الوقت الذي يقبل الله فيه توبة من عبده.

علي بن أبي طالب والتوبة

وقد بيّن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أكمل التوبة وأصحّها حين دخل أحد الأعراب إلى المسجد، ثمّ قال على عجل: "اللهم إنّي أستغفرك وأتوب إليك"، ثمّ كبّر وبدأ الصلاة، فلما انتهى قال له عليّ: "إن سرعة اللسان بالاستغفار هي توبة الكذابين، وتوبتك تحتاج إلى توبة".

فسأله الرجل عن التوبة، فقال عليّ -كرّم الله وجهه- واصفاً التوبة: "هي الندم على ما فات من الذنوب التي وقعت في الماضي، وإعادة الفرائض التي فاتت، وردّ المظالم إلى أهلها، وانسجام القلب في الطاعة كما كان منسجماً في المعصية، وإذاقة النفس مرارة الطاعة كما كانت متذوقة لحلاوة المعصية، والبكاء بين يدي الله بدلاً من الضحك الذي كان في المعصية.[٦]

المراجع

  1. وهبة الزحيلي ، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة 4)، سورية :دار الفكر ، صفحة 5540، جزء 7. بتصرّف.
  2. سورة البقرة ، آية:58
  3. ^ أ ب عبد العزيز الطريفي (1438)، التفسير والبيان لأحكام القرآن (الطبعة 1)، المملكة العربية السعودية :مكتبة دار المنهاج، صفحة 71، جزء 1. بتصرّف.
  4. محمد التويجري ، موسوعة فقه القلوب، المملكة العربية السعودية :بيت الأفكار الدولية، صفحة 3064، جزء 4. بتصرّف.
  5. محمد عويضة ، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 223، جزء 4. بتصرّف.
  6. وهبة الزحيلي ، الفقه الإسلامي وأدلته (الطبعة 4)، سورية :دار الفكر ، صفحة 5542، جزء 6. بتصرّف.
5100 مشاهدة
للأعلى للسفل
×