محتويات
الدّهون في جسم الإنسان
تعدّ الدّهون من المواد المغذّية في الجسم، وتتكوّن من عناصر الكربون أساسًا، وعادةً ما تكون الدّهون قابلةً للذّوبان في المذيبات العضويّة لكنّها غير قابلة للذّوبان في الماء، كما أنّ الدّهون لها أهمية بالغة لوظائف الجسم الطّبيعية، ودونها لا يتمكّن الجسم من القيام بتلك الوظيفة، والدّهون لا تزوّد الجسم فقط بالطّاقة، بل تتيح أيضًا للعناصر الغذائية الأخرى أن تُقدّم فوائدها طبيعيًا[١].
أنواع الدّهون في جسم الإنسان
يوجد العديد من الأنواع المختلفة للدّهون في جسم الإنسان، ومن هذه الأنواع ما يأتي:[٢]
- الدّهون البنية: توجد هذه الدّهون عند الأطفال أكثر من البالغين، وهذا ما يساعدهم على الشّعور بالدّفء، وتنخفض مخازن الدّهون البنية عند البالغين لكنّها تبقى لمساعدتهم على الدّفء، وقد وجد العلماء أنّ الأشخاص النحّيلين يميلون إلى أن تكون لديهم دهون بنيّة أكثر من الأشخاص الذين يعانون من زيادةٍ في الوزن أو السّمنة، وعندما تُحَفَّز هذه الدّهون فهذا يمكن أن يحرق السّعرات الحرارية، ولذلك يتطلّع العلماء إلى هذا الأمر كعلاجٍ محتمل للسّمنة إذا تمكنّوا من اكتشاف طريقةٍ لزيادة الدّهون البنية عند الشّخص أو تحفيز الموجودة لديه.
- الدّهون البيضاء: تقوم الدّهون البيضاء بتخزين الطّاقة، والمساعدة على إنتاج الهرمونات التي تُفرَز بعد ذلك في مجرى الدّم، ويتّفق الخبراء على أنّ الدّهون البيضاء موجودة بنسبةٍ أكبر من الدّهون البنية، وتُنتِج الخلايا الدّهنية الصّغيرة بروتينًا يسمّى الأيبونيكتين، الذي يجعل الكبد والعضلات حسّاسةً للإنسولين، بالتّالي يساعد على تنظيم الجلوكوز في جسم الإنسان، ممّا يجعل الشّخص أقلّ عرضةً للإصابة بمرض السّكري وأمراض القلب، وعندما يصاب الشخص بالسّمنة فإنّ إنتاج هذا البروتين يتباطأ أو يتوقّف، ممّا يجعل الشّخص أكثر عرضةً للإصابة بالأمراض.
- الدّهون تحت الجلد: توجد هذه الدّهون مباشرةً تحت الجلد، وتُقاس باستخدام فرجار ثنية الجلد لتقدير إجمالي الدّهون في الجسم وتقييمه، وبالنّسبة للصّحة الطّبيعية فإنّ الدّهون تحت الجلد تكون موجودةً في الفخذين والأرداف، ولا تكون ضارّةً وقد يكون لها العديد من الفوائد المُحتمَلة.
- الدّهون الحشوية أو العميقة: توجد هذه الدّهون حول الأعضاء الدّاخلية، وتسبّب المشكلات لصحّة الإنسان أحيانًا، فإذا كان لدى الشخص خصر كبير أو دهون متراكمة في منطقة البطن فمن المؤكد أنّ لديه دهون حشوية، والدّهون الحشوية تزيد من خطر الإصابة بمرض السّكري، وأمراض القلب، والسّكتة الدّماغية، وحتّى الخرف، فالأشخاص الذين لديهم زيادة في حجم البطن عن الطبيعي يكون لديهم خطر أعلى للإصابة بالخرف مقارنةً مع الذين يعانون من حجم بطن أصغر، والسّبب في ذلك أنّ بعض المواد مثل هرمون الليبتين، وهو هرمون ينتج عن دهون البطن، ويلعب دورًا في تنظيم الشّهية والتّعلم والذّاكرة، وقد تكون له بعض التّأثيرات الضارّة على الدّماغ، كما قد تلعب الدّهون الحشوية أيضًا دورًا في مقاومة الإنسولين، ممّا قد يزيد من خطر الإصابة بمرض السّكري مقارنةً بالدّهون الأخرى.
- دهون البطن: تكون في الغالب دهونًا غير صحّية، ويقول الخبراء إنّ الدّهون في البطن لها مخاطر صحّية أكبر من الدّهون في الفخذ أو الورك؛ لأنّ ذلك قد يعني وجود تأثيرٍ أسوأ على مقاومة الأنسولين، وزيادة خطر الإصابة بمرض السّكري، بالإضافة إلى تأثيرٍ ضارّ على نسبة الكوليستيرول الضّار في الدّم، وزيادة مخاطر القلب والسّكتة الدّماغية.
أهمية الدّهون في جسم الإنسان
تعدّ كمية صغيرة من الدّهون جزءًا أساسيًّا من النّظام الغذائي الصّحي والمتوازن، وجميع أنواع الدّهون غنية بالطّاقة، إذ إنّ غرامًا واحدًا من الدّهون سواءً كانت مشبعةً أم غير مشبعة يوفّر 9 سعرات حرارية من الطّاقة، مقارنةً مع 4 سعرات حرارية للكربوهيدرات والبروتينات، والدّهون هي مصدر للأحماض الدّهنية الأساسية التي لا يستطيع الجسم صنعها، وتساعد الجسم على امتصاص الفيتامينات، مثل: فيتامين (أ)، وفيتامين (د)، وفيتامين (هـ)، وهذه الفيتامينات قابلة للذوبان في الدّهون، وهذا يعني أنّه لا يمكن امتصاصها إلا بمساعدة الدّهون، لكن الدّهون التي لا تستخدمها خلايا الجسم أو لا تُستخدم لتوليد الطاقة تُحوَّل إلى دهونٍ متراكمة، كما تُحوَّل الكربوهيدرات غير المُستخدَمة والبروتين إلى دهونٍ متراكمة في الجسم[٣].
تأثير الدّهون على جسم الإنسان
تعدّ الدّهون المشبعة ضارّةً بالصّحة بعدّة طرق كما يأتي:[٤]
- خطر الاصابة بأمراض القلب: إذ إنّ تناول الكثير من الدّهون المُشبَعة يمكن أن يؤدّي إلى تراكم الكوليسترول في الأوعية الدّموية، خاصّةً الشّرايين، والدّهون المشبعة ترفع مستوى الكولسترول الضّار في الجسم، وارتفاع الكوليسترول الضّار يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسّكتة الدّماغية.
- زيادة الوزن: إذ يؤدّي تناول الكثير من الأطعمة الغنية بالدّهون المشبعة مثل البيتزا والسلع المخبوزة والأطعمة المقلية إلى زيادة السّعرات الحرارية في النظام الغذائي للشّخص، وهذا يسبّب زيادةً في الوزن، وتحتوي جميع الدّهون على 9 سعرات حرارية لكلّ جرام من الدّهون، وتعدّ هذه القيمة ضعف الكمية الموجودة في الكربوهيدرات والبروتين، لذلك يساعد التّقليل من تناول الأطعمة الغنية بالدّهون على الحفاظ على الوزن في حالةٍ جيدة، والحفاظ على صحّة القلب أيضًا، فالمحافظة على وزنٍ صحي يمكن أن يقلّل من خطر الإصابة بمرض السّكري، وأمراض القلب، وغيرها من المشكلات الصّحية.
المراجع
- ↑ Christian Nordqvist, "Can fat be good for you?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 24/3/2019. Edited.
- ↑ "The Truth About Fat", www.webmd.com, Retrieved 6/4/2019. Edited.
- ↑ "Fat: the facts", www.nhs.uk, Retrieved 24/3/2019. Edited.
- ↑ "Facts about saturated fats", medlineplus.gov, Retrieved 24/3/2019.