أنواع الرشوة وحكمها

كتابة:
أنواع الرشوة وحكمها

تعريف الرشوة

يمكنُ تعريف الرشوة بالمفهوم العام على أنَّها الشيء الذي يصل بالإنسان إلى باطل، أو هو الشيء الذي يصل بالإنسان إلى حقٍّ مشروعٍ له ولكنَّه قادر أن يصل إليه دون أن يدفع هذه الرشوة، والرشوة هي ما يدفعه الإنسان من مالٍ أو هدايا أو كلّ ما له قيمة معنوية أو مادية مقابل الحصول على شيءٍ لا يحقُّ له الحصول عليه، أو مقابل الحصول على شيء له ولكنَّه كان قادرًا على الحصول على حقه هذا دون أن يدفع هذه الرشوة المذكورة، وهذا المقال سيتناول أنواع الرشوة وحكمها إضافة إلى المرور على أدلة تحريم الرشوة في الإسلام.

أنواع الرشوة وحكمها

بعد تعريف الرشوة سيكون صلب الحديث عن أنواع الرشوة وحكمها في الإسلام، فأمَّا ما يتعلّق بأنواعها، فللرشوة أنواع حُرِّم بعضها على الطرفين وبعضها حُلِّلَ لأحد الطرفين، وهذه الأنواع هي:

  • أولًا: الرشوة التي يصل بها صاحب الحقِّ إلى حقِّه، وهي رشوة لا يمكن لصاحب الحق أن يصل إلى حقِّه إلَّا بها، وهي رشوة محرَّمة على من يأخذها لا على من يدفعها.
  • ثانيًا: الرشوة التي يدفعها الإنسان مقابل أن يأخذ حقَّه وهو قادر على أن يأخذه من دون أن يدفعها فهذه الرشوة محرّمة على الطرفين.
  • ثالثًا: الرشوة التي يدفعها الإنسان خوفًا على نفسه من أي خطر، فهي حرام على الآخذ أيضًا وغير محرمة على من يدفعها.
  • رابعًا: الرشوة التي تُدفع لتسوية أمر ما مع السلطان، وهي أيضًا تحلُّ للدافع وتُحرّم لمن يأخذها، والله أعلم. [١]

أمَّا فيما يتعلّق بحكم الرشوة في الإسلام فهي كبيرة من الكبائر لأن باب للباطل، ولأنها نوع من أنواع أكل مال الحرام فلذلك حذّر الإسلام منها ومن كلَِّ أشكال تداولها، وقد جاء في الحديث عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فيما رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: "لعن رسولُ اللهِ الرَّاشي والمرتشي" [٢] [٣].

أدلة تحريم الرشوة في الإسلام

بعد الحديث عن أنواع الرشوة حكمها ومعرفة الحرمة في حكمها، سيتم المرور على الأدلة التي تُحرِّم الرشوة في الإسلام بكلِّ أنواعها، وسيتم تخصيص أدلة تحريم الرشوة في الكتاب وفي السنة النبوية الشريفة، وهذه الأدلة هي:

  • في القرآن الكريم: جاء في سورة النمل توضيح لحكم الرشوة في الإسلام على لسان النبيِّ سليمان -عليه السلام- وكان التوضيح خفيًّا يحتاج لبعض التفكر، قال تعالى على لسان بلقيس: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ * فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِمَّا آتَاكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بِهَدِيَّتِكُمْ تَفْرَحُونَ} [٤]، وقال تعالى: {وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُوا فَرِيقًا مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [٥].
  • في السنة النبوية: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الشريف الذي رواه ثوبان مولى رسول الله قال: "لعن رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الراشيَ والمرتشيَ والرائشَ؛ يعني الذي يمشي بينَهما" [٦]، والله أعلم. [٧]

المراجع

  1. أنواع الرشوة وأحكامها, ، "www.islamweb.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 28-12-2018، بتصرّف
  2. الراوي: عبدالله بن عمرو، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترغيب، الجزء أو الصفحة: 2211، حكم المحدث: صحيح
  3. حكم الرشوة, ، "www.binbaz.org.sa"، اطُّلع عليه بتاريخ 28-12-2018، بتصرّف
  4. {النمل: الآية 35-36}
  5. {البقرة: الآية 188}
  6. الراوي: ثوبان مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، المحدث: ابن الملقن، المصدر: البدر المنير، الجزء أو الصفحة: 9/575، حكم المحدث: في إسناده ليث بن أبي سليم
  7. الرشوة: أسبابها وعلاجها, ، "www.alukah.net"، اطُّلع عليه بتاريخ 28-12-2018، بتصرّف
20713 مشاهدة
للأعلى للسفل
×