أنواع الرياء

كتابة:
أنواع الرياء

أنواع الرياء

يُعدُّ الرياء من أخطر أمراض القلوب، وهو مرض لا يؤثر على الفرد فقط، بل يصل تأثيره إلى المجتمع الأمة، وهو من الأسباب التي تُحبط العمل، وسمَّاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالشرك الخفي، وهو سبب في دخول الناس النار حتى وإن كانوا مجاهدين، وعلماء، وحفاظ للقرآن الكريم، فهو -والعياذ بالله- محبطٌ لكل عملٍ صالح، وللرياء أنواعٌ كثيرةٌ، وكل نوعٍ منها أشدُّ خطراً من الآخر، وفيما يأتي ذكر بعضها:[١]

  • رياء النفاق: وهو أن يكون مقصدُ الإنسان من العبادة والتديّن بخلاف ما أراده الله -تعالى-، فيسعى ليُظهر للناس أنَّه يُؤدي كثيراً من العبادات، ولكنه غافلٌ عن الإخلاص لله -سبحانه وتعالى-.
  • ِشرك السرائر: وهو أن تكون إرادة الإنسان من العبادة رضا الله -عز وجل-، ولكنه إذا رآه الناس زاد في عبادته وصار أنشط.
  • الرياء الخفي: وهو أن يؤدّي الإنسان الطاعة وهو قاصدٌ وجه الله، فلمَّا عُرف بين الناس بهذه الصفة؛ سمع منهم المدح، فدخل الرياء لقلبه وصار يُحب أن يسمع من الناس المديح.
  • الرياء البدني: وهو أن يُظهر الإنسان التعب والإرهاق ليُبين للناس أنَّه مكثرٌ من العبادة، وأنَّه يخشى الآخرة.
  • الرياء الخالص: وهو أن يرتدي العبد اللباس المهترئ والمُرقَّع عامدًا، ليُخبر الناس أنَّه زاهدٌ في دُنياهم قاصدًا الآخرة.
  • الرياء في العبادة: وهو أن يُطوِّل المُصلي في صلاته وفي ركوعه وسجوده، قاصدًا أن يُظهر للناس أنَّه من أهل العبادات.
  • الرياء الدقيق: وهو أن يَذكُر الإنسان نفسه بسوء أمام الناس؛ ليُظهر تواضعه فيمدحه الناس ويرفعون من مقامِه، فتطيب نفسه لمدحهم.

أسباب الرياء

هذا المرض القلبي الخطير له أسبابه ودوافعه، فكل من كان مُرائياً يريد أن يكون ذا جاهٍ ومقامٍ رفيع بين الناس، وفيما يأتي الأسباب الدافعة للرياء:[٢]

  • محبة العبد للمدح، وللثناء، وللمنزلة العالية بين الناس، وللجاه العظيم، فهذه كلّها تدفع الإنسان للمراءاة بعبادته من صلاة، وحج، وصدقة، وصيام.
  • مخافة الإنسان من أقوال الذم فيه، فيؤدّي الطاعة مثل: التصدق، أو المشاركة في القتال فقط، حتى لا يُقال فيه قول مذموم.
  • رغبة الإنسان المرائي بالحصول على شيء معين، ممَّا في أيدي الناس من متاع الدنيا الزائل.

طرق التخلص من الرياء

لأنَّ هذا المرض الخطير يؤثر على الأعمال الصالحة ويُحبطها، ويحرم الإنسان من الأجر الكبير بسببه، كان لا بُدّ له أن يتخلص ويتعالج منه؛ حتى يحصل على رضا الله -تعالى-، وتُقبل منه أعماله، وفيما يأتي طرق التخلص من الرياء:[٣]

  • أن يُقوِّي العبد إيمانه داخل قلبه، وذلك بالإعراض عن كل ما سوى الله -عز وجل-، والإقبال على الله، وابتغاء مرضاته هو وحده.
  • أن يتعلم العبد العلوم الشرعيَّة التي تنفعه في حياته وآخرته، خاصَّة علم العقيدة الذي يُهذب الإنسان ودواخله، ويقيه من الفتن التي حوله.
  • أن يلتجئ العبد إلى ربه، ويُكثر من أعمال الخفاء، ويدعو الله أن يرزقه الإخلاص، ويصرف عنه الرياء.
  • أن يُكثر العبد من تذكر الآخرة ومن عقاب الله الشديد للمرائي، وأنَّ أوَّل من يدخل النار هو الذي يؤدي العبادات رياءً، فبهذا يرتدع العبد ويخشى الله.

المراجع

  1. "خطر الرياء وآثاره"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2022. بتصرّف.
  2. سعيد بن وهف القحطاني، عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 592. بتصرّف.
  3. "الرياء"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 13/1/2022. بتصرّف.
4717 مشاهدة
للأعلى للسفل
×