أنواع السنة النبوية

كتابة:
أنواع السنة النبوية

السنة القولية

ما هي السنة القولية؟

تُعرف السنة القولية بأنَّها ما أخبرَ به رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ونطق به في جميعِ الواقعات والمناسبات، وفي مُختلف المواضيع، وسمعها منه أصحابهُ -رضي الله عنهم- ونقلوا ما تحدث به وقاله، وتُعدُّ السنة القولية الجزء الأكبر من السنة النبوية التي نقلها المسلمون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.[١]


قوة الاحتجاج بالسنة القولية

إنَّ كل ما يصدر عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- هو وحيٌ من عند الله تعالى وسنة رسول الله هي المصدر الثاني للتشريع وهو ما كان يوحى لرسول الله غير القرآن الكريم،[٢] فجميع الأقوال الصحيحة التي صدرت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- حجَّة باتفاق العلماء، والسنة القولية هي أقوى أنواع السنة من حيث الاحتجاج بها.[٣]


أمثلة على السنة القولية

الأمثلة على السنة القولية كثيرة وسيتمُّ ذكر بعض منها فيما يأتي:[١]

  • ما رواه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إنه قال: "إنَّما الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، وإنَّما لِامْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ، فَهِجْرَتُهُ إلى اللَّهِ ورَسولِهِ، ومَن كَانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيَا يُصِيبُهَا أوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هَاجَرَ إلَيْهِ".[٤]
  • ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنَّه قال: "سبعةٌ يُظِلُّهم اللهُ في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلَّا ظلُّه: إمامٌ عادلٌ وشابٌّ نشَأ في عبادةِ اللهِ تعالى ورجلٌ ذكَر اللهَ خاليًا ففاضت عيناه ورجلٌ ـ كان ـ قلبُه معلَّقٌ في المسجدِ ورجُلانِ تحابَّا في اللهِ: اجتمَعا عليه وتفرَّقا ورجلٌ دعتْه امرأةٌ ذاتُ منصبٍ وجمالٍ إلى نفسِها فقال: إنِّي أخافُ اللهَ ورجلٌ تصدَّق بصدقةٍ فأخفاها حتَّى لا تعلَمَ شِمالُه ما تُنفِقُ يمينُه".[٥]
  • ما رواء أبو الدرداء -رضي الله عنه -عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم -أنه قال: "من سلَكَ طريقًا يبتغي فيهِ علمًا سلَكَ اللَّهُ بِهِ طريقًا إلى الجنَّةِ وإنَّ الملائِكةَ لتضعُ أجنحتَها رضاءً لطالبِ العلمِ وإنَّ العالمَ ليستغفرُ لَهُ من في السَّمواتِ ومن في الأرضِ حتَّى الحيتانُ في الماءِ وفضلُ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ إنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنَّ الأنبياءَ لم يورِّثوا دينارًا ولا درْهمًا إنَّما ورَّثوا العلمَ فمَن أخذَ بِهِ فقد أخذَ بحظٍّ وافرٍ".[٦]
  • ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: "لا حَسَدَ إلَّا في اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ القُرْآنَ، فَهو يَتْلُوهُ آناءَ اللَّيْلِ، وآناءَ النَّهارِ، فَسَمِعَهُ جارٌ له، فقالَ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعْمَلُ، ورَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ مالًا فَهو يُهْلِكُهُ في الحَقِّ، فقالَ رَجُلٌ: لَيْتَنِي أُوتِيتُ مِثْلَ ما أُوتِيَ فُلانٌ، فَعَمِلْتُ مِثْلَ ما يَعْمَلُ".[٧]
  • ما رواه ابن عباس -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنه قال: "يا غلامُ، إني أعلِّمُك كلماتٍ: احفَظِ اللهَ يحفَظْك، احفَظِ اللهَ تجِدْه تُجاهَك، إذا سألتَ فاسألِ اللهَ ، وإذا استعنْتَ فاستعِنْ باللهِ، واعلمْ أنَّ الأمةَ لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيءٍ، لم ينفعوك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ لك، وإنِ اجتمعوا على أن يضُرُّوك بشيءٍ لم يضُروك إلا بشيءٍ قد كتبه اللهُ عليك، رُفِعَتِ الأقلامُ وجَفَّتِ الصُّحُفَ".[٨]


السنة الفعلية

ما هي السنة الفعلية

تُعرف السنة الفعلية بأنها جميع ما فعله النبي -صلّى الله عليه وسلّم- خلال حياته ونقله عنه الصحابة الكرام، فيروي الصحابة -رضي الله عنهم- ما رأوا من أفعال رسول الله صلى الله عليه وسلم.[٩]


قوة الاحتجاج بالسنة الفعلية

تُعد السنة الفعلية دليلًا شرعيًا في الدلالة على الأحكام، وحجة على النّاس،[١٠]ولكنَّها ما دون السنة القولية في الاحتجاج.[٣]


أقسام السنة الفعلية

وتُقسم السنة الفعلية إلى ثلاثة أقسام:[١١]

  • الأفعال الجبلِّيَّة في النبي -صلّى الله عليه وسلّم- والأخذ بها مباح.
  • الأفعال الخاصة بالنبي -صلّى الله عليه وسلّم- والأخذ بها حرام.
  • الأفعال البيانية وهي التي يجب الأخذ بها وفعلها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لتعليم النَّاس.


أمثلة على السنة الفعلية

ومن الأمثلة على السنة الفعلية ما يأتي:[١١]

  • قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: "كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا قامَ إلى الصَّلاةِ يَرفَعُ يَدَيهِ حتى إذا كانَتا حَذْوَ مَنكِبَيهِ كَبَّرَ، ثُمَّ إذا أرادَ أنْ يَركَعَ رَفَعَهما حتى يَكونا حَذْوَ مَنكِبَيهِ، كَبَّرَ وهما كَذلك، رَكَعَ، ثُمَّ إذا أرادَ أنْ يَرفَعَ صُلبَه رَفَعَهما حتى يَكونا حَذْوَ مَنكِبَيهِ، ثُمَّ قال: سَمِعَ اللهُ لِمَن حَمِدَه، ثُمَّ يَسجُدُ، ولا يَرفَعُ يَدَيهِ في السُّجودِ، ويَرفَعُهما في كُلِّ رَكعَةٍ وتَكبيرَةٍ كَبَّرَها قَبلَ الرُّكوعِ، حتى تَنقَضيَ صَلاتُه".[١٢]
  • قال أبو قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه: "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ في سَفَرٍ فَعَرَّسَ بلَيْلٍ، اضْطَجَعَ علَى يَمِينِهِ، وإذَا عَرَّسَ قُبَيْلَ الصُّبْحِ نَصَبَ ذِرَاعَهُ، وَوَضَعَ رَأْسَهُ علَى كَفِّهِ".[١٣]
  • قال مالك بن الحويرت إن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: "وصَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي".[١٤]
  • قال جابر بن عبد الله إن النبي -صلّى الله عليه وسلم- قال: "خُذُوا عَنِّي مناسكَكم".[١٥]
  • روي عن عثمان بن عفان أنه: "تَوَضَّأَ فأفْرَغَ علَى يَدَيْهِ ثَلَاثًا، ثُمَّ تَمَضْمَضَ واسْتَنْثَرَ، ثُمَّ غَسَلَ وجْهَهُ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُمْنَى إلى المَرْفِقِ ثَلَاثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَهُ اليُسْرَى إلى المَرْفِقِ ثَلَاثًا، ثُمَّ مَسَحَ برَأْسِهِ، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَهُ اليُمْنَى ثَلَاثًا، ثُمَّ اليُسْرَى ثَلَاثًا، ثُمَّ قَالَ: رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تَوَضَّأَ نَحْوَ وضُوئِي هذا ثُمَّ قَالَ: مَن تَوَضَّأَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ فِيهِما بشيءٍ، إلَّا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ".[١٦]


السنة التقريرية

ما هي السنة التقريرية؟

تُعرف السنة التقريرية بأنّها ما رآه النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من أحدٍ من أصحابه فسكت عنه، فيترتب على سكوته حكمًا شرعيًا لأن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لا يسكت على باطل.[١٧]


قوة الاحتجاج بالسنة التقريرية

إن تقرير النبي -صلّى الله عليه وسلّم- حجة في الاستدلال على الأحكام، غيرَ أنه يُعد دون السنة القولية والفعلية، فإذا تعارضَ دليلٌ قوليٌ وفعليٌ وتقريري يُقدم القولي ثمَّ الفعلي يليه التقريري، قال السُبكي: "التقرير فعل غير أنه مرجوح بالنسبة إلى الفعل المستقبل. فالمراتب ثلاث قول ثم فعل غير تقرير ثم تقرير؛ وإنما لم يذكر الأصوليون التقرير في مسألة تعارض الأقوال والأفعال لدخوله في الفعل وفي باب التراجيح عند التمييز بينهما. قالوا: الفعل أرجح من التقرير".[١٨]


أمثلة على السنة التقريرية

من الأمثلة على السنة التقريرية ما يأتي:[١٧]

  • عن عكرمة بن خالد رضي الله عنه: "أنَّ عِكرمةَ بنَ أبي جهلٍ فرَّ يومَ الفتحِ فكتبتْ إليه امرأتُه فردَّته فأسلمَ وكانت قد أسلمَت قبل ذلك فأقرَّهما النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على نكاحِهما".[١٩]
  • قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "دخلتِ الحبشةُ المسجدَ يلعبون في المسجدِ، فقال: يا حُمَيْراءُ، أُتُحِبِّين أن تنظري إليهم ؟ فقلتُ: نعم. فقام بالبابِ، وجئته فوضَعَتُ ذَقَنِي على عاتَقِه، وأَسْنَدْتُ وجهي إلى خَدِّه، قالت: ومِن قولِهم يومئذٍ: أباَ القاسم طيِّبًا. فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: حَسْبُكِ . فقُلْتُ: لا تَعْجَلِ يا رسولَ اللهِ. فقامَ لي ، ثم قال :حَسْبُكِ. قلتُ: لا تَعْجَلْ يا رسولَ اللهِ. قالت: وما لي حبُّ النظرِ إليهم ؛ ولكني أَحْبَبْتُ أن يَبْلَغَ النساءَ مقامُه لي ومكاني منه".[٢٠]
  • قالأنس بن مالك رضي الله عنه: "كانَ يُهِلُّ مِنَّا المُهِلُّ فلا يُنْكِرُ عليه، ويُكَبِّرُ مِنَّا المُكَبِّرُ فلا يُنْكِرُ عليه".[٢١]
  • قال أبي بن كعب رضي الله عنه: "الصَّلاةُ في الثَّوبِ الواحِدِ سُنَّةٌ، كُنَّا نَفعَلُه مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ولا يُعابُ علينا".[٢٢]
  • قال ابن عباس رضي الله عنه: "أَقْبَلْتُ رَاكِبًا علَى حِمَارٍ أتَانٍ وأَنَا يَومَئذٍ قدْ نَاهَزْتُ الِاحْتِلَامَ، ورَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُصَلِّي بالنَّاسِ بمِنًى إلى غيرِ جِدَارٍ، فَمَرَرْتُ بيْنَ يَدَيْ بَعْضِ الصَّفِّ، فَنَزَلْتُ وأَرْسَلْتُ الأتَانَ تَرْتَعُ، ودَخَلْتُ في الصَّفِّ فَلَمْ يُنْكِرْ ذلكَ عَلَيَّ أحَدٌ".[٢٣]


السنة الوصفية

ما هي السنة الوصفية؟

تُعرف السنة الوصفية بأنه ما نَقله الصحابة -رضي الله عنهم- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من وصفٍ له سواءً بخلقِهِ أو بخُلقه، وهي الأحاديث التي لم يرويها النبي بل رواها أصحابه ووصفوه بها.[٢٤]


الصفات الخَلقية

والمقصود في الصفة الخلقية أي أنها في أصل خلقة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أي التي تصف ملامحه وتنقل صورة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- الجسدية، فتصف طوله وتذكر ملامحه وفقَ ما وصفه أصحابه رضي الله عنهم.[٢٤]


الصفات الخُلقية

ويُقصد بها الصفات التي تتعلقُ بخُلق النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فكل الأحاديث التي جاءت تصف خُلق رسول الله في تعامله سواءً مع أصحابه أو أزواجه أو غيرهم هي سُنة خُلقية.[٢٤]


قوة الاحتجاج بالسنة الوصفية

لا شك أن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- كغيره من البشر له جبلَّة بشرية، وقد وُصَفَ بها فما كانَ قد وُصف بشيءٍ من أفعاله الجبليّة، أو ما وقع من غيرِ قصدٍ منه كاستنارةِ وجههِ الشريف فلا يعد حُجة في الاستدلال، ولا حكم له شرعًا، ولا تتعلق به أحكام شرعية وهو خارج نطاق التكليف، وأما ما وصف به من صفاتٍ خَلقية فلا اعتبار لها في الدلالة على الأحكام، وأما صفاته الخُلقية فلا شك بأن التأسي بأخلاق النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أمرٌ مرغوب والإسلام قد حثَّ على حُسن الخُلق.[٢٥]


أمثلة على السنة الوصفية

أمثلة على السنة الخَلقية

ومن الأمثلة على السنة الوصفية التي تصفُ خَلقَ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ما يأتي: [٢٤]

  • وصفَ أنس بن مالك -رضي الله عنه- النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ليسَ بالطَّوِيلِ البَائِنِ، وَلَا بالقَصِيرِ، وَليسَ بالأبْيَضِ الأمْهَقِ وَلَا بالآدَمِ وَلَا بالجَعْدِ القَطَطِ وَلَا بالسَّبِطِ، بَعَثَهُ اللَّهُ علَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً فأقَامَ بمَكَّةَ عَشْرَ سِنِينَ وَبِالْمَدِينَةِ عَشْرَ سِنِينَ، وَتَوَفَّاهُ اللَّهُ علَى رَأْسِ سِتِّينَ سَنَةً، وَليسَ في رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاءَ".[٢٦]
  • وصَفَ البراء بن عازب -رضي الله عنه- النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ رَجُلًا مَرْبُوعًا، بَعِيدَ ما بيْنَ المَنْكِبَيْنِ، عَظِيمَ الجُمَّةِ إلى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ، عليه حُلَّةٌ حَمْرَاءُ، ما رَأَيْتُ شيئًا قَطُّ أَحْسَنَ منه صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ".[٢٧]
  • وصفَعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه- النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: "لم يكُنِ النَّبيُّ بالطَّويلِ ولا بالقصيرِ ، شثِنَ الكفَّيْن والقدمَيْن ، ضخمَ الرَّأسِ ، ضخمَ الكراديسِ ، طويلَ المسرَبةِ ، إذا مشَى تكفَّأ تكفُّؤًا كأنَّما ينحَطُّ من صبَبٍ ، لم أرَ قبله ولا بعده مثلَه".[٢٨]
  • وصفَأبو هريرة -رضي الله عنه- النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: "كان رسولُ اللهِ أبيضَ ، كأنما صِيغَ من فضةٍ ، رَجِلَ الشَّعرِ".[٢٩]
  • وصفَ جابر بن سمرة -رضي الله عنه- النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: "كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ ضَلِيعَ الفَمِ، أَشْكَلَ العَيْنِ، مَنْهُوسَ العَقِبَيْنِ. قالَ: قُلتُ لِسِمَاكٍ: ما ضَلِيعُ الفَمِ؟ قالَ: عَظِيمُ الفَمِ، قالَ قُلتُ: ما أَشْكَلُ العَيْنِ؟ قالَ: طَوِيلُ شَقِّ العَيْنِ، قالَ: قُلتُ: ما مَنْهُوسُ العَقِبِ؟ قالَ: قَلِيلُ لَحْمِ العَقِبِ".[٣٠]


أمثلة على السنة الخُلقية

من الأمثلة على السنة الوصفية التي تصفُ خُلق النبي -صلّى ىالله عليه وسلّم- ما يأتي:[٢٤]

  • وصفت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- النبي صلّى الله عليه وسلّم- فقالت: "كان خُلُقُه القرآنَ".[٣١]
  • وصف أنس بن مالك -رضي الله عنه- النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: "كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وكانَ لي أخٌ يُقَالُ له أبو عُمَيْرٍ - قالَ: أحْسِبُهُ - فَطِيمًا، وكانَ إذَا جَاءَ قالَ: يا أبَا عُمَيْرٍ، ما فَعَلَ النُّغَيْرُ نُغَرٌ كانَ يَلْعَبُ به، فَرُبَّما حَضَرَ الصَّلَاةَ وهو في بَيْتِنَا، فَيَأْمُرُ بالبِسَاطِ الذي تَحْتَهُ فيُكْنَسُ ويُنْضَحُ، ثُمَّ يَقُومُ ونَقُومُ خَلْفَهُ فيُصَلِّي بنَا".[٣٢]
  • وصفت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- النبي صلّى الله عليه وسلّم- فقالت: "كان يخيطُ ثوبَه, ويخصفُ نعلَه, ويعملُ ما يعملُ الرجالُ في بيوتِهم".[٣٣]
  • وصف عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: "لَمْ يَكُنِ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَاحِشًا ولَا مُتَفَحِّشًا".[٣٤]
  • وصفَ أنس بن مالك -رضي الله عنه- النبي -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: "خدَمتُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ عَشرَ سنينَ فما قالَ لي : أفٍّ قطُّ ، وما قالَ لِشيءٍ صنعتُهُ لمَ صنعتَهُ، ولا لشيءٍ ترَكْتُهُ لمَ ترَكْتَهُ ؟ وكانَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ مِن أحسنِ النَّاسِ خُلُقًا ، وما مسِستُ خزًّا قطُّ ولا حَريرًا ولا شيئًا كانَ أليَنَ مِن كفِّ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ ، ولا شمِمتُ مِسكًا قطُّ ولا عِطرًا كانَ أطيَبَ مِن عَرَقِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ".[٣٥]

المراجع

  1. ^ أ ب محمد مصطفى الزحيلي، الوجيز في أصول الفقه الإسلامي، صفحة 186. بتصرّف.
  2. عماد السيد محمد الشربيني، كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها، صفحة 538. بتصرّف.
  3. ^ أ ب حسن أبو الأشبال الزهيري، دورة تدريبية في مصطلح الحديث، صفحة 24. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:6689، حديث صحيح.
  5. رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:8956، أخرجه في صحيحه.
  6. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم:268، حديث صحيح.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:5026، حديث صحيح.
  8. رواه الترمذي، في سنن الترمذي، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:2516، حديث صحيح.
  9. الحسين بن محمد، السنة النبوية وحي، صفحة 4. بتصرّف.
  10. محمد الأشقر، أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم ودلالتها على الأحكام الشرعية، صفحة 185. بتصرّف.
  11. ^ أ ب محمد حسين الجيزان، معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة [محمد حسين الجيزاني]، صفحة 218. بتصرّف.
  12. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:6175، حديث صحيح.
  13. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:683، الحديث صحيح.
  14. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن مالك بن الحويرث، الصفحة أو الرقم:6008، حديث صحيح.
  15. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم:7882، حديث صحيح.
  16. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عثمان بن عفان، الصفحة أو الرقم:1934، حديث صحيح.
  17. ^ أ ب حسن أبو الأشبال الزهيري، دورة تدريبية في مصطلح الحديث، صفحة 25. بتصرّف.
  18. السبكي، الأشباه والنظائر، صفحة 156. بتصرّف.
  19. رواه الألباني، في إرواء الغليل، عن عكرمة بن خالد، الصفحة أو الرقم:340، مرسل صحيح الإسناد.
  20. رواه ابن القطان، في أحكام النظر، عن أم المؤمنين عائشة، الصفحة أو الرقم:360، الحديث صحيح.
  21. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1659، حديث صحيح.
  22. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أبي بن كعب، الصفحة أو الرقم:21276، حديث صحيح.
  23. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:861، حديث صحيح.
  24. ^ أ ب ت ث ج حسن أبو الأشبال الزهيري، دورة تدريبية في مصطلح الحديث، صفحة 26. بتصرّف.
  25. محمد الأشقر، كتاب أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم ودلالتها على الأحكام الشرعية، صفحة 219. بتصرّف.
  26. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2347، حديث صحيح.
  27. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن البراء بن عازب، الصفحة أو الرقم:2337، حديث صحيح.
  28. رواه الألباني، في مختصر الشمائل، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:4، حديث صحيح.
  29. رواه الألباني، في مختصر الشمائل، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:10، حديث صحيح.
  30. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن سمرة، الصفحة أو الرقم:2339، حديث صحيح.
  31. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4811، حديث صحيح.
  32. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:6203، حديث صحيح.
  33. رواه الوادعي، في صحيح المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1562، حديث صحيح.
  34. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:3559، حديث صحيح.
  35. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:2015، حديث صحيح.
5610 مشاهدة
للأعلى للسفل
×