معنى الشرك بالله
يعدّ الشرك بالله من أعظم المعاصي والذنوب التي يقع فيها الناس وأنواع الشرك من أهم الأمور الواجب بيانها ، ويمكن ذكر مفهوم الشرك في اللغة بأنّه: "اتخاذ الشريك يعني أن يُجعل واحداً شريكاً لآخر، يقال: أشرك بينهما إذا جعلهما اثنين، أو أشرك في أمره غيره إذا جعل ذلك الأمر لاثنين". وأما الشرك في الشرع فهو : اتخاذ الشريك أو الند مع الله جل وعلا في العبادة أو في الربوبية أو في الأسماء والصفات . والند هو : النظير والمثيل. ولذا نهى الله تعالى عن اتخاذ الأنداد وذم الذين يتخذونها من دون الله في آيات كثيرة من القرآن فقال تعالى: {وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّار}[١]، وقال سبحانه وتعالى: {فلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَاداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[٢][٣]، وسيطرح هذا المقال بيانًا لأنواع الشرك بالله.
أنواع الشرك بالله
يمكن القول بأنَّ الشرك بالله نوعان: فالأول، الشرك الأكبر؛ وهو أن يصرف لغير اللهِ ما هو محض حق الله من ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته . وهذا الشرك الأكبر تارة يكون ظاهرًا: كشرك عبَّاد الأوثان والأصنام وعبَّاد القبور والأموات والغائبين . وتارة يكون خفياً: كشرك وكفر المنافقين لأنهم؛ يظهرون الإسلام ويخفون الكفر والشرك، فهم مشركون في الباطن دون الظاهر وكشرك المتوكلين على غير الله من الآلهة المختلفة. كما أن هذا الشرك تارة يكون في الاعتقادات: كإعتقاد أنَّ هناك من يطاع طاعة مطلقة مع الله ، فيطيعونه في تحليل ما شاء وتحريم ما شاء ولو كان ذلك مخالفا لدين الرسل، أو الشرك بالله في المحبة والتعظيم ، بأن يُحب مخلوقا كما يحب الله ، فهذا من الشرك الذي لا يغفره الله ، وهو الشرك الذي قال الله فيه : { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّـهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّـهِ}[٤] أو إعتقاد أن هناك من يخلق أو يملك أو يتصرف أو يحي أو يميت في هذا الكون مع الله تعالى، أو اعتقاد أن هناك من يعلم الغيب مع الله. وتارة يكون الأكبر في الأقوال: كمن إستغاث أو استعان أو دعا أو استعاذ بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل؛ سواء كان هذا الغير وليا أو مَلَكا أو نبيا أو جِنِّياًّ، أو غير ذلك من المخلوقات، فإن هذا من الشرك الأكبر المخرج من الملة . ويدخل في الشرك الأكبر الإستهزاء بالدين، أو بشىء منه، أو أثبت مع الله خالقاً أورازقاً أو مدبراً، فهذا كلَّه من الشرك الأكبر والذنب العظيم الذي لا يغفره الله تعالى أن مات عليه صاحبه من دون توية إلى الله. وتارة يكون في الأفعال: كمن يصلي أو يسجد لغير الله أو يذبح، ونحو ذلك من الأفعال التي تنافي أصل الإيمان ، وتخرج فاعلها من ملة الإسلام . نسأل الله عفوه وعافيته . والنوع الثاني من أنواع الشرك بالله: الشرك الأصغر؛ وهو كل ما كان وسيلة إلى الشرك الأكبر، أو ورد في النصوص أنه شرك ، ولم يصل إلى حد الشرك الأكبر.[٣]
حكم من وقع بالشرك
في الحديث عن أنواع الشرك بالله لابد من بيان حكم من وقع بالشرك ولم يتب إلى الله -عزوجل- وذلك لكي يحذر الناس من الوقوع به، يقول الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّـهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا}[٥]، فمن مات عياذاً بالله على الشرك الأكبر، فالنار موعده فالله -عزوجلّ- لايغفر لمن مات على شرك أكبر ولم يتب منه فالآية السابقة تحمل على من مات وقد وقع بالشرك الأكبر ولم يتب إلى الله منه، والله تعالى أعلم.[٦].
المراجع
- ↑ سورة إبراهيم، آية: 30.
- ↑ سورة البقرة، آية: 22.
- ^ أ ب "ما هي حقيقة الشرك ، وما هي أقسامه؟"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية: 165.
- ↑ سورة النساء، آية: 48.
- ↑ "التحذير من الشرك"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2020. بتصرّف.