أنواع القدر
الإيمان بالقدر أصل من أصول الإيمان، والتي لا يتم إيمان العبد إلا بها، فثبت سؤال جبريل -عليه السلام- للنبي -صلى الله عليه وسلم- عن الإيمان فقال: (أنْ تُؤْمِنَ باللَّهِ، ومَلائِكَتِهِ، وكِتابِهِ، ولِقائِهِ، ورُسُلِهِ، وتُؤْمِنَ بالبَعْثِ، وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ كُلِّهِ، قالَ: صَدَقْتَ)،[١] ويُقسم القدر إلى أربعة أنواع، على النحو الآتي:[٢]
- القدر الذي ينفع الناس في دنياهم وآخرتهم
وهو القدر الخير الحلو، وهو ما يعجله الله لعباده المؤمنين مما يعينهم على طاعته ويزيدهم سعادة وإقبالاً على الله، فهذه النعم هي خير لهم؛ لأنها أعانتهم على طاعة ربهم، وهي حلوة؛ لأنها وافقت هواهم ومرادهم وما يحبون.
- القدر الذي يضر الناس في دنياهم وينفعهم في آخرتهم
وهو القدر الخير المر، وهو ما يصيب الله به عباده المؤمنين من المصائب، والتي تكون تكفيراً لذنبهم وتطهيراً لهم ورفعاً لدرجتهم، فهذه المصائب هي خير لهم في الآخرة؛ لأنها زادتهم طاعةً لله -سبحانه وتعالى-، ولكنها مرة عندهم في الحياة الدنيا؛ لأنها لم توافق مرادهم ومناهم وما يحبون، والقدر الخير الحلو والقدر الخير المر يختصان بأهل الإيمان فقط.
- القدر الذي ينفع الناس في دنياهم ويضرهم في آخرتهم
وهو القدر الشر الحلو، وهو ما يصيب أعداء الله -سبحانه وتعالى- من ابتلائهم بأنواع المسرات في الحياة الدنيا، فهذه المسرات هي خير لهم في الحياة الدنيا؛ لكونها وافقت هواهم ومرادهم، ولكنها شر لهم في الحياة الآخرة لكونها زادتهم طغياناُ وبغياً وتجبراً وتكبراً وبعداً عن الله -سبحانه وتعالى-.
- القدر الذي يضر الناس في دنياهم وآخرتهم
وهو القدر الشر المر، وهو ما يسلطه الله على أعدائه من الحروب والفتن وغير ذلك، فهي شر لهم لأنها تعجلهم إلى النار، وهي مرة لأنها لا توافق هواهم.
التعريف بالقدر وثمار الإيمان به
يعرف القدر على أنه: علم الله الأزلي، الذي حكم فيه بوجود ما شاء أن يوجده، وجرى به القلم وكتبه في اللوح المحفوظ، فالله -تعالى- قدر مقادير الخلائق، وما يكون من الأشياء قبل أن تكون في الأزل، وعلم سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة عنده تعالى، ومن ثمار الإيمان بالقدر، ما يأتي:[٣]
- الإيمان بالقدر طريق للخلاص من الشرك، فالمؤمن بالقدر يقر بأن هذا الكون وما فيه صادر عن إله واحد.
- الاستقامة على المنهج في السراء والضراء.
- الإيمان بالقدر يجعل الإنسان قادراً على مواجهة الصعاب بقلب ثابت.
مراتب القدر
للقدر أربع مراتب، وتلك المراتب على النحو الآتي:[٤]
- مرتبة العلم
والعلم صفة من صفات الله سبحانه وتعالى، فإن الله سبحانه وتعالى عالم بكل شيء، عالم بما كان وما سيكون، وهو سبحانه وتعالى عالم بآجال الناس وأعمالهم وأرزاقهم.
- مرتبة الكتابة
والمكتوب في هذه الكتابة هو ما علمه سبحانه وتعالى، وعلمه لا يحده حد، فكتب ما علمه من فعل العباد الذي سيفعلونه قبل أن يفعلوه، وهذا من علمه -سبحانه وتعالى- المطلق.
- مرتبة المشيئة
ويقصد بالمشيئة ما أراده الله أن يكون في خلقه، ولا يمكن أن يحصل شيء في مخلوقات الله عز وجل وهو لم يرده.
- مرتبة الخلق
وهي مرتبة خلق أفعال العباد، فالله خالق العباد وأفعالهم، وقد خلق -سبحانه وتعالى- من أفعال العباد الإرادة، فهم يفعلون الفعل عن إرادة واختيار.
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:10، خلاصة حكم المحدث صحيح.
- ↑ محمد الشنقيطي، كتاب دروس للشيخ محمد الشنقيطي، صفحة 12. بتصرّف.
- ↑ عمر الأشقر، كتاب القضاء والقدر، صفحة 21-111. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحيم السلمي، كتاب شرح الطحاوية، صفحة 5-9. بتصرّف.