محتويات
القروض العامة
تدخل أحكام القروض ضمن أحكام التبرعات في الأصل في مجالات الفقه الإسلامي؛ حيث إنَّ القرض شكل من أشكال التبرع الذي يقوم بها المسلم عوناً لأخيه المسلم، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن مُسلِمٍ يُقرِضُ مسلمًا قرضًا مرَّتينِ إلَّا كانَ كصدقتِها مرَّةً).[١][٢]
ومع كثرة استعمال الناس للقرض واختلاف عقائدهم ومسالكهم؛ تنوَّعَ القرض بعدة أنواع وأشكال؛ منها المحرّم ومنها الجائز، وأنواع القروض تختلف بحسب الحيثية والاعتبار؛ إذ إنَّ كل اعتبار في القرض له أنواعه، وبيان أنواع القروض بناءً على اعتباراتها ما يأتي.
أنواع القروض
أنواع القروض باعتبار حكمها
القرض له نوعان من حيث حكمه، وذلك على النحو الآتي:[٣]
- أولاً: القرض الجائز، وهو القرض الذي يأخذه الإنسان على سبيل الاستعانة من الغير، ويقوم بتسديد هذا القرض بحسب الاتّفاق كما أخذه دون زيادة أو نقصان، وهو ما يسمى بالقَرض الحَسَن.
- ثانياً: القرض المحرم
وهو القرض الذي يدخله شيء من الحرمة كالقرض الربوي بشقّيه: قرض ربا الفضل كمن يقرض (100) دينار ويستردها (115) ديناراً مثلاً، أو قرض ربا النسيئة؛ فيُقرض (100) دينار ويستردها (100) بعد أجل محدد؛ ولكن النية فيه نية التكسب بالزمن لا نية الإرفاق بالسلم.
والفرق بينه وبين القرض الحسن هو النية فقط؛ حيث نية القرض الحسن الإرفاق، ونية القرض النسيئة الاتجار والتكسب والمعاوضة، وهو فرق دقيق جداً، أو الجمع بين النوعين؛ ربا النسيئة وربا الفضل كليهما معاً، أو القرض المحرم الذي يجر المنفعة جراء هذا القرض.
أنواع القروض باعتبار وقت السداد
تنقسم القروض بحسب اعتبار وقت السداد إلى قسمين بيانهم ما يأتي:
- أولاً: القروض محددة الأجل، وهي القروض التي يسمّى فيها أجل ووقت السداد، حيث يحدد فيها المُقترض وقتاً محدداً ليقوم فيه بسداد ما اقترضه.
- ثانياً: القروض غير محددة الأجل، والتي لم يسمَّ فيها موعد للسداد، حيث يأخذ المُقترض المال ولا يحدّد وقتاً للسداد ويجعل الأمر مفتوحاً.
أنواع القروض باعتبار توثيقها
تنقسم القروض بحسب اعتبار التوثيق إلى قسمين بيانهم ما يأتي:[٤]
- أولاً: قروض موثقة، بحيث يوثِّق فيها الدائن المُقرض ديْنه برهن يأخذه من المُستقرض المَدين طالب الدين، أو يوثّقه بوضع كفيل يقوم بكفالة هذا الديْن عند تقصير المدين أو عجزه عن السداد.
- ثانياً: قروض غير موثقة، وهي القروض التي تخلو من التوثيق بالكفالة والرهن.
أنواع القروض باعتبار السداد
تنقسم القروض بحسب اعتبار السداد إلى قسمين بيانهم ما يأتي:[٥]
- أولاً: قروض مرجوة السداد
حيث يغلب على ظن المُقرض بأنَّ المُستقرض سيقوم بأداء ما عليه من ديْن ضمن الوقت المحدد، أو بحسب غلبة ظنه في تحديد الوقت، ولكنَّه على وجه الغَلبة الظنيّة يعلم أنَّ المُستقرض سيقوم بسداد هذا الديْن.
- ثانياً: قروض غير مرجوة السداد، حيث يغلب على ظن المُقرض بأنَّ المستقرض لن يقوم بسداد الديْن بسبب عجزه عنه أو جحوده له أو غيرها من الأسباب.
وهناك أنواع أخرى للقروض كالقرض الإنتاجي الاستثماري أو الاستهلاكي؛ وذلك بحسب الغاية من هذا القرض، وهناك مُسميات أخرى وأشكال كثيرة للقروض لا يتسع المقام لذكرها، لا سيما القروض البنكية في هذا الزمان.[٦]
وقد يكون القرض مشتملاً على عدة أوصاف مما ذُكر آنفاً، فعلى سبيل المثال القرض الحسن محدد الأجل ومُوثَّق برهن مرجو الأداء، وكل نوع من الأنواع يترتب عليه أحكام خاصة به كأحكام الزكاة والإعسار والمقاصَّة وغيرها. كما ويستحب كتابة الدين كما أوصى به الله -تعالى- حيث يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ).[٧]
المراجع
- ↑ رواه ابن ماجه ، في صحيح ابن ماجة، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:2430، حسن.
- ↑ علي العدوي، حاشية العدوي على كفاية الطالب الرباني، صفحة 164. بتصرّف.
- ↑ "هل القرض يُعتبر ربا أم لا؟ "، طريق الإسلام، 30/8/2018، اطّلع عليه بتاريخ 31/3/2022. بتصرّف.
- ↑ عبد الكريم اللاحم، المطلع على دقائق زاد المستقنع، صفحة 395. بتصرّف.
- ↑ عبد الله الطيار، وبل الغمامة شرح عمدة الفقه لابن قدامة، صفحة 54. بتصرّف.
- ↑ محمد الأثيوبي، البحر المحيط الثجاج في شرح صحيح الإمام مسلم بن الحجاج، صفحة 580. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:282