أنواع المذاهب في الإسلام

كتابة:
أنواع المذاهب في الإسلام

المذهب الشافعي

ما هي أشهر المؤلفات في المذهب الشافعي؟

مؤسس هذا المذهب هو محمد بن إدريس الشافعي، وكُنيته أبو عبد الله، وقد ولد الشافعي في غزة سنة 150 هجرية، وارتحل إلى مكة المكرمة ونشأ هناك وقرأ كتاب الله، وبرع في العلم والفقه وحفظ الحديث، وارتحل إلى المدينة واليمن والعراق وفي آخر حياته استقر في مصر حتى توفي في سنة 204 هجرية،[١] وبدأ الشافعي يفتي الناس وعمره عشرون عامًا، وقد وضع العديد من المصنفات واشتهر منها كتاب "الأم".[٢]


أنشأ الإمام الشافعي مذهبه القديم في بغداد ولما ذهب إلى مصر أنشأ المذهب الشافعي الجديد،[٣]وأصول المذهب الشافعي هي:[٤]

  • القرآن الكريم.
  • السنة النبوية.
  • الإجماع.
  • القياس.


وهو أول من دون علم أصول الفقه في كتابه "الرسالة"،[٣] وقد تتلمذ العديد من الفقهاء على يد الشافعي ومنهم: يوسف بن يحيى البويطي، وإسماعيل بن يحيى المزني، والربيع بن سليمان المرادي وغيرهم.[٥]


المذهب الحنفي

أين نشأ المذهب الحنفي؟

مؤسس هذا المذهب هو أبو حنيفة النعمان بن ثابت بن زوطا التميمي، ولد في سنة 80 هجرية وكان إمامًا مُحدثًا؛ فحدّث عن نافع وعطاء وعبد الرحمن بن هُرمز زغيرهم وقيل إنه اجتمع بالصحابي الجليل أنس بن مالك، وكان أبو حنيفة من أفقه الناس كما عُرف بزهده وورعه، وقد عُرض عليه القضاء فتركه من باب الورع، واشتغل أبو حنيفة في التجارة وتوفي سنة 150 هجرية.[١]


أنشأ أبو حنيفة النعمان مذهبه في العراق وعُرف بأنّه فقيه أهل العراق وإمام أهل الرأي، وأصول المذهب الحنفي هي:[٦]

  • القرآن الكريم والسنة النبوية.
  • الإجماع والقياس.
  • الاستحسان.


من أشهر مؤلفاته: كتاب "الفقه الأكبر"، كما وضع مسندًا في الحديث، ومن أشهر تلامذته يعقوب الكوفي وهو أبو يوسف، ومحمد بن حسن الشيباني، وزفر بن هذيل ، وغيرهم من العلماء.[٦]


المذهب الحنبلي

ما هي أصول المذهب الحنبلي؟

مؤسس هذا المذهب هو الإمام أحمد بن حنبل بن هلال الشباني، وكُنيته أبو عبد الله، ولد الإمام أحمد في بغداد سنة 164 هجرية، وارتحل في طلب العلم، وكان من أئمة الحديث الذي أتقنه حفظًا وفهمًا ومن أشهر مؤلفاته في علم الحديث هو كتاب " المسند"، كما كان معروفًا بفقهه وصلاحه، وهو الذي تصدى لفتنة خلق القرآن، توفي في سنة 241 هجرية.[١]


نشأ المذهب الحنبلي في بغداد، وأصول هذا المذهب لا تختلف كثيرًا عن أصول المذهب الشافعي؛ لأنّ الإمام أحمد بن حنبل قد تفقه على يد الشافعي، فأصول المذهب الحنبلي هي:[٧]

  • القرآن الكريم والسنة النبوية.
  • قول الصحابي.
  • الإجماع والقياس.
  • الاستصحاب والمصالح المرسلة.
  • سد الذرائع


ولا يوجد كتاب مدون للإمام أحمد في الفقه إنما دون له أصحابه أقواله والفتاوى التي اجتهد بها في مؤلفات مختلفة،[٧] ومن أشهر العلماء الذين تتلمذوا على يد الإمام أحمد أولاده صالح وعبد الله، ومن العلماء أيضًا احمد بن محمد المروذي، وعبد الملك بن مهران الميموني، وغيرهم.[٨]


المذهب المالكي

ما هي أصول المذهب المالكي؟

مؤسس المذهب هو الإمام مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي، وهو إمام المدينة فكان فقيهًا ومُحدثًا، وقد ولد في سنة 93 هجرية، لم ينتقل من المدينة المنورة بقي بها وأخذ العلم عن فقهائها، منهم نافع مولى ابن عمر، وابن شهاب الزهري كما أخذ الفقه عن ربيعة الرأي وغيرهم، وكان من أئمة الحديث فقد دون كتاب "الموطأ" في الحديث.[٩]


فأنشأ مذهبه في المدينة، وكانت أصول مذهبه:[١٠]

  • القرآن الكريم والسنة النبوية.
  • والإجماع.
  • القياس.
  • عمل أهل المدينة.
  • قول الصحابي.
  • الاستحسان.
  • سد الذرائع والاستصحاب.
  • المصالح المرسلة وشرع من قبلنا.


ومن أشهر العلماء الذين تتلمذوا على يد الإمام مالك عبد الرحمن بن القاسم وهو الذي أخذ عنه سحنون المغربي الذي رتب المدونة الفقهية، وعبد الله بن مسلم،[١٠] وابن الموّاز، ومحمد بن عبد الحكم وأصبغ بن الفرج وغيرهم.[١١]


المذهب الظاهري

أين انتشر المذهب الظاهري؟

مؤسس المذهب هو داود بن علي الأصفهاني الظاهري، المُكنى بأبي سليمان، ولد في الكوفة في سنة 202 هجرية، وتوفي في بغداد في سنة 270 هجرية، ويعد شيخ أهل الظاهر فهو من أسس هذا المذهب وكان حافظًا لحديث رسول الله، وعُرف باجتهاده وفقهه، وكان قبل تأسيس هذا المذهب يتبنى المذهب الشافعي، وانتصر للمذهب الظاهري ابن حزم الأندلسي، فقد وضع العديد من المؤلفات المبنية على أساسات هذا المذهب ومنها كتاب "المحلى" في الفقه الإسلامي، ودون في أصول الفقه كتاب "الإحكام في أصول الأحكام".[١٢]


وأصول المذهب الظاهري هي العمل بظاهر القرآن الكريم والسنة النبوية، ما لم يوجد دليل يصرفه الدلالة إلى غير الظاهر، وفي حال عدم وجود النص يأتي الإجماع الذي اشترط له أن يكون إجماع عمن كافة الأمة، كما أخذ الظاهرية بإجماع الصحابة دون غيرهم، وإن لم يوجد في المسألة نص ولا إجماع أخذوا بالاستصحاب وهو بقاء الشيئ على ما كان عليه، وكان انتشار المذهب الظاهري في الأندلس، وفي القرن الخامس بدأ هذا المذهب بالاضمحلال، حتى اندثر في القرن الثامن.[١٢]


المذهب الجعفري

ما هو الاختلاف بين المذهب الجعفري ومذاهب أهل السنة؟

مؤسس المذهب هو جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين أبو عبد الله، المولود في سنة 80 هجرية، وعمدة هذا المذهب هو كتاب "الكافي في علم الدين" الذي وضعه محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني الرازي والمعروف بشيخ الشيعة، وفيه 16099 حديثًا.[١٣]


وعدد أحاديثهم هذه يتجاوز عدد الأحاديث التي جاءت في الصحيحين من كتاب البخاري ومسلم، وجميع طرق الحديث المروية من آل البيت، كما لا يعتمدون بعد القرآن الكريم إلا على الأحاديث التي رواها أئمة آل البيت، ومن مبادئهم هو فتح باب الاجتهاد، ورفض القياس الذي لا يوجد نص بعلته، وينكرون الإجماع إلا في حال كان الإمام به، فمرجعهم في الأحكام الشرعية هو الأئمة ولا يأخذون من غيرهم.[١٤]


ويختلف هذا المذهب عن مذاهب أهل السنة في سبع عشرة مسألة تقريبًا منها:[١٤]

  • إباحة زواج المتعة.
  • وجوب الإشهاد على الطلاق.
  • تحريم ذبيحة الكتابي.
  • تحريم الزواج بيهودية أو نصرانية.
  • تقديم الميراث لابن العم الشقيق على الأب.
  • عدم جواز المسح على الخفين، ومسح الرجلين في الوضوء.
  • تغيير في صيغة الأذان.


المذهب الزيدي

إلى من يُنسب المذهب الزيدي؟

مؤسس المذهب هو زيد بن علي بن زيد العابدين بن الحسن، وهو إمام الشيعة الزيدية، كان عالمًا بالقرآن الكريم وبالقراءات، وبرع في علم الفقه حتى أنه سُمي بحليف القرآن، وله كتاب "المجموع" الذي يُعد من أقدم اكتب الفقهية، وقد قام الصنعاني بشرحه في كتابه "الروض النضير سرح مجموع الفقه الكبير"،[١٥] والذي جعل الإمامة لزيد بعد أبيه علي زين العابدين هم الزيدية، فقد بايعوه في الكوفة في خلافة هشام بن عبد الملك.[١٦]


وكان زيد يفضل علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- على بقية الصحابة، وكان يتولى أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- ولم يقبل الطعن فيهما وفي باقي الصحابة، والذين فعلوا ذلك تفرقوا عن الشيعة الزيزدية وسموا بالرافضة لأنهم رفضوه، ومن أشهر كتب هذا المذهب: "البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار" للإمام أحمد بن المرتضى.[١٦]


ويخالف هذا المذهب أهل السنة في عدة مسائل منها تحريم ذبيحة غير المسلم، وتحريم الزواج من كتابية، وعدم جواز المسح على الخفين، وهم لا يوافقون الإمامية في إباحة زواج المتعة فهم لا يجيزونه، وتكبيرات الجنازة عندهم خمس تكبيرات، ولا يزال هذا المذهب منتشر في اليمن وهو أقرب لمذاهب أهل الشيعة، ومذهبهم في العقيدة هو موافق لمذهب المعتزلة، وأصول المذهب هي القرآن الكريم، والحديث، والاجتهاد، والقياس والاستحسان، والمصالح المرسلة، والاستسصحاب، فالزيدية نسبوا إلى زيد لأنهم قالوا بإمامته، ولم يتبعوا مذهبه في الفروع الفقهية.[١٦]


المذهب الإباضي

ما هو مذهب الإباضية في الإلهام؟

مؤسس هذا المذهب هو أبو الشعتاء التابعي، جابر بن زيد المولود سنة 93 هجرية، ويُنسب إلى عبد الله بن إباض التميمي، كان تابعيًا يعمل بما جاء في كتاب الله وسنة نبيه، وقد أخذ العلم عن ابن عباس رضي الله عنه، وأصول هذا المذهب فإنه كبقية المذاهب فيعتمد على القرآن الكربم والسنة والإجماع والقياس، والاستنباط بالمصالح المرسلة والاستصحاب، وقول الصحابي وغير ذلك.[١٧]


ويرى الإباضية أن الإلهام من غير رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لا يُعد حجة في الأحكام الشرعية على غير الملهم، وهو يرفضون تسميتهم بالخوامس أو الخوارج، وكانوا يعرفون باسم جماعة المسلمين وأهل الاستقامة، وقد خالفوا بقية المذاهب في بعض المسائل، ووافقوا الإمامية في بعض المسائل التي لا يقولون بجوازها.[١٧]


المذاهب المندثرة وغير المشتهرة

ما هي المذاهب التي اندثرت مع مرور الوقت؟

وكان هناك العديد من المجتهدين الذي دونت آرائهم، إلا أن هذه المذاهب اندثرت ولم تشتهر كما اشتهرت المذاهب السابقة، وذلك لانقراض الذين كانوا يتَّبعون هذه المذاهب، فلم يتبقى منها سوى الآراء التي دونت في الكتب، وهي ما يأتي:[١٨]


  • مذهب سفيان بن عيينة في مكة المكرمة.
  • مذهب الحسن البصري في البصرة.
  • مذهب سفيان الثوري في الكوفة.
  • مذهب الأوزاعي في بلاد الشام.
  • مذهب الليث بن سعد في مصر.
  • مذهب إسحاق بن راهويه في نيسابور.
  • مذهب أبو ثور في بغداد.
  • مذهب ابن جرير الطبري في بغداد.

المراجع

  1. ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 317. بتصرّف.
  2. عبد الرحمن حبنكة الميداني، الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم، صفحة 516. بتصرّف.
  3. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 50. بتصرّف.
  4. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 51. بتصرّف.
  5. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 52. بتصرّف.
  6. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 44. بتصرّف.
  7. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 53. بتصرّف.
  8. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 54. بتصرّف.
  9. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 45. بتصرّف.
  10. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 46. بتصرّف.
  11. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 47. بتصرّف.
  12. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 55. بتصرّف.
  13. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 58. بتصرّف.
  14. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 59. بتصرّف.
  15. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 56. بتصرّف.
  16. ^ أ ب ت وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 57. بتصرّف.
  17. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 60. بتصرّف.
  18. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 43. بتصرّف.
5726 مشاهدة
للأعلى للسفل
×