أنواع المشترك اللفظي

كتابة:
أنواع المشترك اللفظي

أنواع المشترك اللفظي

وُضِعت اللغة من أجل التفاهم بين الناس، ولذلك فإنهم يستعملون لكل معنىً يريدون التعبير عنه لفظاً خاصاً به، لكن يوجد في اللغة عدة معانٍ يمكن التعبير عنها بلفظ واحد، وهناك عدة ألفاظ لها معنى واحد، كما أن هناك علاقات أخرى بين الألفاظ والمعاني، وهذه العلاقات يبحثها العلماء في باب دلالات الألفاظ، ومن هذه العلاقات ما كان بين اللفظ والمعنى: "المشترك اللغوي".[١]

أنواع المشترك اللفظي حسب اللفظ الذي وقع فيه الاشتراك

الألفاظ التي يقع فيها الاشتراك اللفظي ثلاثة، وهي كما يأتي:[٢]

  • الاشتراك اللفظي في الأسماء

مثل لفظ "النكاح" يطلق على عقد النكاح وعلى الوطء، ولفظ "الصلاة" يطلق على الدعاء، وعلى المعنى الشرعي المخصوص.

  • الاشتراك اللفظي في الأفعال

مثل لفظ "عسعس" يطلق على معنى أقبل ومعنى أدبر، ولفظ "يتلو" يطلق على القراءة وعلى الاتِّباع.

  • الاشتراك اللفظي في الحروف

مثل دلالة "حرف الباء" على التبعيض، والإلصاق، وبيان الجنس.

أنواع المشترك اللفظي حسب دلالته على المعنى

المعاني التي يدل عليها المشترك اللفظي نوعان، نبينها كما يأتي:[٣]

  • النوع الأول: دلالته على معنيين غير ضدين

مثل: لفظ "الريحان" يطلق على الرزق، وعلى النبات العطري المعروف، ولفظ "الزكاة" يدل على الطهارة، وعلى المعنى الشرعي المخصوص.

  • النوع الثاني: دلالته على معنيين ضدين

مثل: لفظ "الجون" يطلق على السواد والبياض، ولفظ "جلل" يطلق على العظيم والحقير.

تعريف المشترك اللفظي

هو لفظ واحد يدل على معنيين مختلفين فأكثر بوضع مستقل لكل معنى،[٤] ومن أجل فهم أوضح لهذا التعريف لا بد من تجزئة كل قيد من قيود التعريف كما يأتي:[٥]

  • المقصود بقيد "لفظ واحد"

أي إنه كلمة مستقلة اللفظ لها عدة معانٍ، مثل كلمة "القُرء"، فهي مُشترك لفظي يستعمل للدلالة على معنى الطهر، ويستعمل للدلالة على معنى الحيض.

  • المقصود بقيد "تدل على معنيين مختلفين"

أي إن المعاني المستفادة من ذلك اللفظ ليست متشابهة ولا متقاربة؛ فليس هناك معنى عام يجمعها، مثل لفظة "عين" فهي مشترك لفظي للدلالة على عدة معانٍ مختلفة لا يجمعها معنى عام، فمن معانيها العين الباصرة، وعين الماء، والذهب، والشمس.

وهذا القيد يُظهر الفرق بينه وبين المشترك المعنوي؛ لأن المشترك المعنوي هو لفظ يدل على معنى عام يشترك فيه أفراد كثيرون، مثل لفظ "الإنسان"، فكل البشر يشملهم هذا اللفظ لوجود معنى الإنسانية فيهم؛ فلا يقال "الإنسان" لفظ مشترك يصدق على جميع الناس.[٦]

  • المقصود بقيد "وضع مستقل لكل معنى"

إن كل معنى من هذه المعاني حقيقة مستقلة، فليس أحد المعاني حقيقة وضعت للفظ، أما المعنى الآخر فهو مجاز أو كناية؛ فمثلاً كلمة "نجم" تدل على نوع من أنواع النبات، وتدل على نجم السماء، فهو حقيقة في كليهما، والمعنى المجازي والكنائي ليس له وضع مستقل، وإنما استعمل اللفظ في المعنى المجازي والكنائي لوجود علاقة بين المعنيين.[٦]

المراجع

  1. مساعد الطيار، التفسير اللغوي للقرآن الكريم، صفحة 459. بتصرّف.
  2. محمد بن حسين الجيزاني، معالم أصول الفقه عند اهل السنة والجماعة، صفحة 387. بتصرّف.
  3. بابكر تبيدي، المشترك اللفظي عند الأصوليين وأثره في اختلاف الفقهاء في الفروع الفقهية، صفحة 12. بتصرّف.
  4. عبد الله الجديع، المقدمات الأساسية في علوم القرآن، صفحة 410. بتصرّف.
  5. بابكر تبيدي، المشترك اللغوي عند الأصوليين وأثره في اختلاف الفقهاء في الفروع الفقهية، صفحة 11. بتصرّف.
  6. ^ أ ب الحازمي، شرح منظومة التفسير، صفحة 3. بتصرّف.
4714 مشاهدة
للأعلى للسفل
×