أنواع المصادر التاريخية

كتابة:
أنواع المصادر التاريخية

علم التاريخ

هو واحدٌ من العلوم الاجتماعيّة التي تدرس ماضي البشر، حيث يدرس المؤرّخون وثائق خاصة بما جرى من حوادث في الزمن الماضي، ويعدون وثائق جديدة بالاستناد إلى أبحاثهم، وتُسمى وثائقهم الجديدة تاريخًا أيضًا، ومن الآثار القديمة التي يستند إليها المؤرخون في كتابتهم للتاريخ التقاليد والأعمال الفنية والقصص الشعبية والمخلفات الأثرية والكتب، ولكنَّ دراستهم تستند بشكلٍ أساسيّ إلى الوثائق المكتوبة، ويدرس التاريخ كلّ ما مضى من الظواهر الإنسانيَّة والأحوال الثقافيَّة والاجتماعيَّة والحوادث السياسيّة والاقتصاديَّة، والهدف من دراسة التاريخ هو النهوض بآلية تفكير الإنسان والعمل بطريقة أفضل، واتخاذ القرارات السياسية المعاصرة الصحيحة، وسيتم تسليط الضوء في هذا المقال الضوء على أنواع المصادر التاريخية.[١]

أنواع المصادر التاريخية

المصادر التاريخية هي المصادر الأساسيَّة التي تتكون منها مادة البحث التاريخيّ، وهي متعددة ومختلفة الأنواع والأزمنة، وتختلف باختلاف الموضوع الذي تعالجه الأبحاث التاريخيَّة، ولكن يُمكن تقسيمها بشكلٍ عام إلى صنفين أساسين تأتي تحتهما أشكال وأنواع المصادر التاريخية هما:

المصادر المدونة

ظهرت الوثائق التي دُون فيها التاريخ البشري منذ أن تمَّ اُكتشفت وسيلة التدوين والمقصود بالتدوين هي الكتابة، ومن أقدم الحضارات في تاريخ الإنسان حضارة بلاد الرافدين وحضارة النيل، فكانت الحضارة المسماريّة في العراق، والحضارة الهيروغليفية في مصر، وقد كتب أهل هذه البلاد مختلف جوانب حياتهم، فقد كشف علماء الآثار من خلال تنقيبهم في مصر والعراق عن مجموعات كبيرة من الوثائق والنصوص المدونة والتي تعدّ من أقدم المصادر التاريخيّة.[٢]

أمَّا قبل أن تُكتشف الكتابة في حضارة مصر والعراق فإنَّ ما وصل إلى العصر الحديث هو بقايا مادية أثرية فقط، وقد تضمّنت الوثائق الخاصة بهاتين الحضارتين سجلات معاملاتهم التجارية والاقتصاديّة فيما يخص كل شؤون حياتهم كالبيع والشراء والعقود والأحوال الشخصية من زواج وطلاق وتنبي وسجلات رسميَّة مهمة، والتي تدون فيها أعمال الحكام والملوك والرسائل الرسمية والقوانين، وكل أعمالهم في الحرب ومعاهداتهم مع الملوك، كما تضمنت نصوص الأدب والشعر والنثر والملاحم البطوليَّة والأساطير، وما يخصّ علوم الفلك والرياضيات والطب.[٢]

المصادر المادية

والنوع الثاني من أنواع المصادر التاريخيَّة هي المصادر المادية، وتتضمن جميع المخلفات المادية التي بقيت شاهدةً على الماضي، سواء كان ماضيًا بعيدًا أم قريبًا منذ الأزمنة الموغلة في القدم ومنذ أن ظهر الإنسان على وجه الأرض، وبعد أن تعلَّم كيف يصنع الأدوات والآلات التي تطورت عبر العصور التاريخيّة، بالإضافة إلى فن العمارة الذي تشهد عليه المباني والآثار والزخارف الموجود حتى الوقت الحاضر، بالإضافة إلى الصناعات الفخارية والمنحوتات القديمة وغيرها الكثير، وكل تلك المصادر المادية قد تنوعت من حيث أهميتها أو طرازها أو طريقة صُنعها أو الحقبة التاريخية التي تنتمي إليها فصار من غير الممكن حصرها لكثرتها وتنوّعها، ومن الجدير بالذكر منها الأهرامات الموجودة في مصر والأبراج المدرجة في العراق، والمقابر الضخمة.[٣]

وهناك الكثير من الآثار قد أخفاها التراب عبر الزمن ولا سبيل للوصول إليها سوى عمليات التنقيب الأثرية، وقد كانت المخلفات المادية التي بقيت من العصور الحجرية قليلة جدًا لا تتعدى الأدوات البسيطة المصنوعة من الأحجار كالفؤوس والمقاشط والنصال والسكاكين الحجرية، والأدوات المصنوعة من عظام الحيوانات، وقد ساعدت هذه العظام بالإضافة للأدوات الحجرية والمتحجرات النباتيّة في دراسة أحوال المناخ والبيئة التي كانت تعيش فيها الكائنات القديمة، وساعدت في تدوين زمن الطبقات الأثرية الجيولوجية التي تمَّ اكتشافُها.[٣]

أشهر المؤرخين العرب

اهتمَّ الكثير من المؤرخين العرب بالكتابة في علم التاريخ، فكتبوا المؤلفات الكثيرة ذات القيمة الكبيرة التي أصبحت من المراجع الأسياسية المُعتمدة في العصر الحديث، وبعد الحديث عن أنواع المصادر التاريخيَّة لا بدّ من التعريف ببعض هؤلاء المؤرخين العرب.

ابن الأثير

هو عز الدين أبو الحسن علي، ولد عام 1160م، وتوفي عام 1234م، وقد عاشت اسرته في الموصل في العراق، كان من الحافظين للتواريخ المتقدمة منها والمتأخرة، كما كان خبيرًا بعلم الأنساب العربيَّة، يحفظ وقائع العرب وأيامهم، لذلك اشتهر بدراسته للتاريخ، ويعدّ كتابه "الكامل في التاريخ" من أهم المؤلفات التاريخيّة، درس فيها التاريخ الإسلامي العام بدايةً بالخليقة وحتى عام 628هجرية، واعتمد ابن الأثير في تأليفه لهذا الكتاب على مبدأ التوازن بين الأقاليم الإسلاميَّة، مقارنًا بين الأحداث التي تقع فيها عامًا بعد عام، واستشار المتخصصين في تاريخ كلٍّ من هذه الأقاليم.[٤]

الطبري

هو أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، ولد عام 224هجرية، حفظ الطبري القرآن الكريم وعمره سبع سنوات، ودون الحديث وعمره تسع سنوات، وتنقل بين البلاد طلبًا للعلم، حيث ذهب إلى الريّ ثم إلى بغداد ليأخذ العلم عن أحمد بن حنبل لكنّ أبن حنبل مات قبل وصول الطبري إليه، فذهب إلى البصرة ليتعلم على ايدي شيوخها، وذهب إلى مصر والتقى بالمؤرخ اسحاق بن خزيمة، ثم عاد مجددًا لبغداد وانقطع للتأليف، ومن أشهر مؤلفاته التاريخيَّة كتاب "تاريخ الأمم والملوك" والمشهور بـِ "تاريخ الطبري".[٥]

المراجع

  1. "تاريخ"، www.marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 01-07-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "انواع المصادر التاريخية"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 01-07-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "المصادر المادية"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 01-07-2019. بتصرّف.
  4. "ابن الأثير .. والكامل في التاريخ"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 01-07-2019. بتصرّف.
  5. "الطبري .. العالم الموسوعي"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 01-07-2019. بتصرّف.
3311 مشاهدة
للأعلى للسفل
×