أنواع المعجزات
تُعرف المعجزة على أنّها: أمر خارق للعادة، مقرونٌ بالتحدّي، لا يستطيع أحد أن يعارضه ويجاريه، يُرسله الله -سبحانه- على يد أنبيائه دليلاً على صدقهم، وصدق رسالاتهم ودعوتهم؛ فجميع النبياء -عليهم السلام- اختصوا بالمعجزات، ولم يكن لأحدهم أن يأتي بمثل ما جاء به نبي آخر؛[١] وفيما يأتي بيان أنواع هذه المعجزات.
معجزات حسية
هي معجزات مؤقتة، في فترة زمنية محددة، وتزول بوفاة النبي -عليه السلام- الذي جاء بها، وتكون المعجزات من جنس ما اشتهر به القوم الذي أرسل إليهم النبي، وما برعوا به، ومن الأمثلة على المعجزات الحسية، ما يأتي:[٢]
- معجزة سيدنا إبراهيم -عليه السلام-: عندما ألقاه قومه في النار ليحرقوه؛ لأنه قام بتحطيم أصنامهم ودعاهم لعبادة الله، فجعل الله تعالى النار بردًا وسلامًا عليه، وخرج منها حيًا أمام قومه، قال تعالى: (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ* قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ).[٣]
- معجزة سيدنا موسى -عليه السلام-: حيث أيده الله -عز وجل- بالعديد من المعجزات لتكون دليلًا على صدق نبوته أمام فرعون وقومه، ومنها العصا التي انقلبت إلى حية بأمر الله، قال تعالى: (وَما تِلكَ بِيَمينِكَ يا موسى* قالَ هِيَ عَصايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيها وَأَهُشُّ بِها عَلى غَنَمي وَلِيَ فيها مَآرِبُ أُخرى* قالَ أَلقِها يا موسى* فَأَلقاها فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسعى)،[٤] وانشقاق البحر إلى نصفين، ليعبر منه موسى -عليه السلام- مع قومه؛ لينجوا من بطش فرعون وجنده، وهلاك فرعون وقومه، فقال تعالى: (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ).[٥]
- معجزة سيدنا صالح -عليه السلام-: إذ تحداه قومه بأن يأتي لهم بمعجزة ليثبت صدق نبوته، وكانوا يبرعون ويشتهرون بنحت الصخور والجبال، ليجعلوا منها بيوتًا ومساكن لهم، فأخرج الله لهم من الصخر ناقة حية، لتكون دليلًا على أن صالحًا -عليه السلام- نبيٌ من عند الله، فقال تعالى: (وَيَا قَوْمِ هذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ).[٦]
- معجزة سيدنا عيسى -عليه السلام-: ومن معجزاته: شفاء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله، قال تعالى: (وأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّه).[٧]
معجزات عقلية
المعجزات العقلية لها علاقة بالعلم، مثل معجزة سيدنا عيسى -عليه السلام- وعلمه بما يأكل الناس وما يدخرونه في بيوتهم، قال تعالى: (وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)،[٨] والقرآن الكريم هو المعجزة العقلية الخالدة إلى قيام الساعة.[٩]
حيث تحدى الله -عز وجل- مشركي قريش بأن يأتوا بمثل القرآن الكريم، وقد كانوا يبرعون بالفصاحة اللغوية والبلاغة، فجاءت المعجزة مناسبة لما يشتهرون به،[٩] وقد جاء التحدي على عدة مراحل، وهي كما يأتي:[١٠]
- أن يأتوا بمثل القرآن الكريم كاملًا: لكنهم عجزوا عند ذلك، قال تعالى: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا).[١١]
- أن يأتوا بعشر سور من القرآن: وهذا أيسر لهم، لكنهم عجزوا عن ذلك، قال تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ).[١٢]
- أن يأتوا بسورة واحدة من القرآن الكريم: لكنهم عجزوا عن ذلك أيضًا، وتيقنوا أن القرآن هو معجزة خالدة من عند الله وليس من كلام البشر، قال تعالى: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ)،[١٣] وقال تعالى: (وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّنْ مِثْلِهِ).[١٤]
المراجع
- ↑ [فهد الرومي]، دراسات في علوم القرآن، صفحة 258. بتصرّف.
- ↑ أحمد عمر أبو شوفة (2003)، المعجزة القرآنية حقائق علمية قاطعة، ليبيا:دار الكتب الوطنية، صفحة 22. بتصرّف.
- ↑ سورة الأنبياء، آية:68-69
- ↑ سورة طه، آية:17-20
- ↑ سورة الشعراء، آية:63
- ↑ سورة هود، آية:64
- ↑ سورة آل عمران ، آية:49
- ↑ سورة آل عمران، آية:49
- ^ أ ب "أقسام المعجزات في القرآن الكريم"، إسلام ويب ، 5/10/2010، اطّلع عليه بتاريخ 31/1/2022.
- ↑ فهد الرومي (2003)، دراسات في علوم القرآن الكريم (الطبعة 12)، صفحة 270-271. بتصرّف.
- ↑ سورة الإسراء، آية:88
- ↑ سورة هود، آية:13
- ↑ سورة يونس، آية:38
- ↑ سورة البقرة، آية:23