محتويات
أنواع المناظرات في العصر العباسي
إن فنّ المناظرة في الأدب بشكل عام يدل على حوار بين طرفين أو فريقين حول قضية أو موضوع كل حسب رأيه ووجهة نظره التي تختلف عن وجهة نظر الطرف الآخر كل بناء على معارفه وخبراته، فكل طرف يسعى لإثبات وجهة نظره وإبطال وجهة نظر الطرف الآخر من أجل إظهار الصواب والحق والاعتراف به.
وقد ظهر هذا الفن وانتشر عبر العصور منذ القدم، وفي العصر العباسي تحديدًا انتشرت المناظرات بشكل واسع بين المتكلمين والفقهاء، وكانت محطّ اهتمام الناس لعلاقتها الوثيقة بأمور الحياة بشكل مباشر، وبشكل خاص كانت فرقة المعتزلة مشهورة بالمناظرات لتميزها بالجدل ضد الشعوبية والملحدين وغيرهم، وتنوعت المناظرات في العصر العباسي لعدة أشكال بيانها فيما يأتي:[١]
المناظرات الدينية
كان موضوع هذه المناظرات شيء أو قضية لها علاقة بالدين الإسلامي أو دين آخر مثل مناظرة أحمد بن حنبل في قضية خلق القرآن، وانتشرت بشكل كبير فكانت ذات أهمية للناس لمساسها بدينهم بشكل مباشر، وفي بعض الأحيان كانت تتداخل بأمور السياسة.[٢]
كما في مناظرة الخوارج للسنة في قضية الإمامة، وكثيرًا ما كان الخلفاء يرعون المناظرات الدينية مثل الخليفة هارون الرشيد الذي رعى مناظرة بين الإمام الشافعي ومحمد بن الحسن.[٢]
المناظرات النحوية
وانتشرت بشكل كبير أيضًا، واهتم بها الخلفاء وذلك لما يحتويه علم النحو من مواضيع واسعة تثير الجدل، وكذلك بسبب كثرة المدارس النحوية مختلفة الآراء والمذاهب، فكانت كل مدرسة تحاول بيان حجتها وصحة رأيها أمام الأخرى، ومثال عليها المناظرة الزنبورية بين سيبويه والكسائي وانتصار الكسائي على سيبويه بالحيلة حيث أشهد زورًا مجموعة أعراب على صحة قوله.[٣][٤]
المناظرات الأدبية المتخيلة
هذا النوع من المناظرات يكون في مخيلة الكاتب بين شخصيات بشرية متخيلة أو جمادات أو حيوانات، ويكون خيال الكاتب فيها واسعًا في مناقشة قضايا جديدة غير متناولة، ويضيف إليها نوعًا من التجديد في الأسلوب والعرض، فهي وسيلة لاستعراض ثقافة الكاتب وفكره ومعلوماته.[٥]
إن الحكم في المناظرات الأدبية المتخيلة يكون فقط للكاتب بحيث يكون جاهزًا لأي حجة داعمة للرأي المخالف له فيفندها دون الرد عليه، وينظر للموضوع من ناحية أخرى، ومن الأمثلة على هذا النوع من المناظرات المناظرة بين السيف والقلم وبين الليل والنهار وبين الهواء والماء وبين الجمل والحصان.[٦]
أنواع مجالس المناظرات في العصر العباسي
وتقسم المجالس التي كانت تدور فيها تلك المناظرات في العصر العباسي إلى ثلاثة أنواع فيما يأتي:
- المجالس الخاصة: وتلك المجالس تكون غير رسمية، وأحيانًا كان يدعى إليها الخلفاء العباسيين.
- مجالس المقابلات: وهذه المجالس كانت مختصة باستقبال الوفود القادمة، فتكون في القصر أو البستان أو مكان آخر.
- مجالس الوعظ والإرشاد: وهي المجالس التي كان يحضرها العلماء والفقهاء، وكان بعض الخلفاء يشجعون على الشعر الوعظي، ومن هؤلاء الخلفاء هارون الرشيد.
المراجع
- ↑ مؤيد الشرعة، "المناظرات في العصر العباسي"، المعلومة بتقنية، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب مؤيد الشرعة، "المناظرات في العصر العباسي"، المعلومة بتقنية، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2022. بتصرّف.
- ↑ مؤيد الشرعة، "المناظرات في العصر العباسي"، المعلومة بتقنية، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2022. بتصرّف.
- ↑ شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي، صفحة 479. بتصرّف.
- ↑ مؤيد الشرعة، "المناظرات في العصر العباسي"، المعلومة بتقنية، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2022. بتصرّف.
- ↑ مؤيد الشرعة، "المناظرات في العصر العباسي"، المعلومة بتقنية، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2022. بتصرّف.