محتويات
أنواع النفاق
وردت كلمة النفاق في القرآن الكريم والسنّة النبوية، أمّا في القرآن الكريم فقد وردت في قوله -تعالى-: (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ)،[١]وسميت سورة في القرآن الكريم بسورة (المنافقون).[٢]
وجاء ذكر النّفاق في الأحاديث النبوية الصحيحة، منها قوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَرْبَعٌ مَن كُنَّ فيه كانَ مُنَافِقًا)،[٣] وفي اللغة معنى النفاق مأخوذ من: ذهاب الشيء، أو أن يكون للشيء أكثر من مدخل ومخرج كالنّفق،[٢] وفي الاصطلاح الشرعي يمكن تقسيم النّفاق إلى قسمين رئيسين نوضحهما فيما يأتي:
النفاق الأصغر
يُسمى بالنفاق العملي؛ لأنّه يتعلق بما يقوم به المسلم من معاصي وذنوب قولية أو عملية، فالنفاق العملي معصية إلّا أن صاحبها يبقى مسلماً وفي دائرة الإسلام ولا تخرجه أقواله وأفعاله عن ملة الإسلام،[٤] ومثال ذلك: قوله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: (آيَةُ المُنافِقِ ثَلاثٌ: إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤْتُمِنَ خانَ)،[٥]
وأيضاً قوله -صلى الله عليه وسلم-: (وإذَا خَاصَمَ فَجَرَ)،[٦] فالنّفاق الأصغر يُطلق على المعاصي التي يرتكبها المسلم، ويبقى مرتكبها من أهل الإسلام وله كافة الحقوق إلّا أنّه عاصٍ، ومثال على هذه الأعمال التي قد يرتكبها المسلم وتُعد من النّفاق الأصغر:
- الكذب.
- إخلاف الوعد.
- الغدر ونقض العهد.
- الفجور في الخصومة.
النفاق الأكبر
يُقصد بالنفاق الأكبر أن يكون الإنسان في باطنه غير مؤمن بالله أو بأركان الإيمان أو بأحدهما، إلّا أنه يظهِرُ الإسلام ويقوم بشعائر الدين؛ من صلاة، وصوم، وزكاة، وغيرها،[٧] قال الله -تعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ).[٨]
فهو إذاً لا يتعلّق بالأعمال الظاهرة بل بالاعتقاد، لذا سمي بالنفاق الاعتقادي والأكبر؛ لأنّ حُكمه أكبر من مجرّد ارتكاب معصية؛ فالنّفاق الأكبر يُخرج من وقع فيه من ملة الإسلام ويكون كافراً، وإن تظاهر بصالح الأعمال والأقوال، ومن أمثلة النفاق الأكبر ما يأتي:[٩]
- تكذيب الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أو تكذيب بعض ما جاء به.
- بغض الرسول -صلى الله عليه وسلم-، أو بُغض بعض ما جاء به.
- كراهية انتصار المسلمين، والفرح بهزيمتهم.
- اعتقاد عدم وجوب تصديق الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وبالتالي عدم وجوب طاعته.
الفرق بين النفاق الأصغر والأكبر
مِن عدل الإسلام أّنه فرّق بين أنواع النفاق، فليست كل أنواع النفاق لها ذات الحكم، والفرق بين النفاق الأكبر والنفاق الأصغر يظهر كما يأتي:[١٠]
- إنّ النّفاق الأكبر يتعلّق بالقلوب، والنفاق الأصغر يتعلّق بالأعمال.
- إنّ النّفاق الأكبر صاحبه ليس مسلماً، والنفاق الأصغر صاحبه مسلمٌ عاصٍ.
- إنّ المسلم إذا ارتكب النفاق الأكبر يخرج من ملة الإسلام، أمّا مُرتكب النفاق الأصغر يبقى مسلماً في دائرة الإسلام.
- إنّ النفاق الأكبر يُحاسب عليه صاحبه في الآخرة إذا لم يتب ومرتكبه يخلد في النار، والنفاق الأصغر يُغفر ولا يخلد مرتكبه في النار.
المراجع
- ↑ سورة النساء ، آية:88
- ^ أ ب أحمد بن فارس، مقاييس اللغة، صفحة 455. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2459، صحيح.
- ↑ عبد الله بن عبد العزيز الجبرين، تسهيل العقيدة الإسلامية، صفحة 455. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6095، صحيح.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:34، صحيح.
- ↑ خلدون نغوي، التوضيح الرشيد في شرح التوحيد، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ سورة البققرة، آية:8
- ↑ سعيد بن وهف القحطاني، عقيدة المسلم في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 673. بتصرّف.
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، موسوعة الفقه الإسلامي، صفحة 504. بتصرّف.