محتويات
صمامات القلب الصناعية
يحتوي القلب على 4 صمّامات موزّعة على كلا جانبيه بالتساوي لتُنظِّم انتقال وضخّ الدم، ومنع رجوعه للحُجرة بعد تدفّقه منها، وقد يحدث أن تتلف إحدى الصّمامات أو تضعف فعاليّتها في أداء وظائفها لأسبابٍ مُعيّنة، ما يستدعي اللجوء لاستعمال صمامات القلب الصناعيّة (Prosthetic heart valves)، وبالأخصّ في حال تضرّر الصمّام التاجيّ ثُنائيّ الشّرفات على الجانب الأيسر من القلب، أو في حال تضرّر الصمّام ثُلاثيّ الشّرفات على الجانب الأيمن من القلب، إذ تتواجد الصمّامات الصناعيّة بأنواع مُختلفة بإيجابيات وسلبيات مُتفاوتة لكلّ منهم، وحالات تستدعي تفضيل إحداهم على الآخر وفق ما يُناسب الفرد بالضبط.[١]
أنواع صمامات القلب الصناعية
يُمكن تصنيف صمّامات القلب الصناعيّة لنوعان رئيسان، وفيما يأتي توضيح لكلّ منهما على حدة:
الصمامات الميكانيكيّة
التي تُصنّع عادًة من إحدى المعادن أو الكربون، وتتواجد بعدّة أشكال وفق طريقة تصنيعها، إذ تختلف آلية الفتح والإغلاق ما بينها، وتتميّز بفعاليتها وديموميّتها طيلة الحياة، وهو ما يجعلها خيارًا مُناسبًا للأفراد تحت سنّ 65 عامًا ممّن يحتاجون الصمّامات الصناعيّة، إلا أنّ اللجوء إليها يتطلّب تناول دواء الوارفارين (Warfarin) أيضًا مدى الحياة؛ لتفادي تكوّن الجلطات والخثرات الدمويّة على الصمّام بعد تركيبه، إذ يُعدّ ذلك من أبرز المُشكلات المُصاحبة لاستعماله.[٢] ويُذكر من أشهر أشكال الصمّامات الميكانيكيّة ما يأتي:[٣]
- الصمّام كرويّ النمط (Caged ball valve)، الذي زُرع لبضع آلاف من الأفراد مُسبقًا، إلا أنّه لا يُستعمل في وقتنا الحاضر.
- الصمّام الأُحاديّ (Monoleaflet valve)، الذي يحتوي على قُرص واحد مُحاط بدعامة معدنيّة جانبيّة أو مركزيّة، وله فُتحتان مُنفصلتان بحجمين مُختلفين.
- الصّمام الثّنائيّ (Bileaflet valve)، الذي يحتوي على قرصين نصف دائريّين، مُتّصلان عبر مفاصل صغيرة بحلقة صلبة، وله فُتحة مركزيّة واحدة، وفُتحتان جانبيّتان.
الصمامات البيولوجيّة
وتُسمّى أيضًا الصمّامات النسيجيّة، إذ تُصنع من أنسجة البقر أو الخنازير، وقد تُصنع في بعض الأحيان من أنسجة الإنسان (Homograft valve)، وتتم مُعالجتها لضمان عدم رفضها من قبل جسم الفرد عند زراعتها له، ومن أبرز إيجابيات الصمّامات البيولوجيّة عدم الحاجة لتناول الوارفارين بعد زراعتها، وهو ما يُناسب الأفراد الذين يُعانون من خطورة النزف، أو ممّن يُتوقَّع خضوعهم لجراحات أُخرى، أو للنساء التي تنوي الحمل والإنجاب ولا يُناسبها استعمال الوارفارين، إلا أنّ من سلبياتها قصر فترة فعاليّتها، إذ إنّها تتطلّب التبديل كلّ 10-20 عامًا.[٢] ويُذكر من أشهر أشكال الصمّامات البيولوجيّة ما يأتي:[٣]
- الصمّامات البيولوجيّة المُدعّمة (Stented bioprostheses)، التي تُماثل شكل الصمّام الطبيعيّ بشكلٍ كبير، وتكون مُبّتة على دعامة مصنوعة من إحدى المعادن أو البوليمرات.
- الصمّامات البيولوجيّة غير المدعّمة (Stentless bioprostheses)، التي تُصنّع بالكامل من صمّامات الشريان الأبهر للخنزير، أو تُصنّع من غشاء التامور المُحيط بقلبه.
- الصمّامات البيولوجيّة عبر الجلد (Percutaneous bioprostheses)، التي ما تزال تحت التجربة والدراسة لضمان فعاليّتها وأمانها، وهي خيار للأفراد ممّن لا يُمكن خضوعهم لجراحة استبدال صمّامات القلب بالطريقة التقليديّة المُعتادة.
أسباب اللجوء إلى وضع صمامات القلب الصناعية
يكمن السبب الرئيس وراء الحاجة لاستبدال صمّامات القلب بإحدى الأنواع الصناعيّة المذكورة سابقًا في تضرّر أو تلف إحدى الصمّامات، وضعف كفاءتها وفعاليّتها نتيجة إحدى المُشكلات الآتية:[٤]
- التهاب إحدى صمّامات القلب وإصابته بعدوى ما.
- الإصابة بعيوب أو تشوّهات خلقيّة، وتُؤثّر في كفاءة وعمل صمّامات القلب.
- رخاوة أحد صمّامات القلب، وتسرّب الدم خلاله، ما يُؤثّر في سير الدم وتوجّهه عبر القلب.
- تضيّق أو تصلّب إحدى صمّامات القلب، ما يُعيق تدفّق الدم ومروره عبره كما يجب.
مضاعفات وضع صمامات القلب الصناعية
على الرغم من براعة التركيب والإجراء الذي تقوم عليه الصمّامات الصناعيّة وجراحتها إلا أنّ هنالك بعض المُضاعفات المُحتملة، التي قد تنتج عن الجراحة نفسها، أو من عمليّة تغيير الصمّام ووجوده على المدى البعيد، وفيما يأتي ذكر لأهمّ هذه المُضاعفات بالتفصيل:[٢][٥]
- الآثار الجانبيّة المُحتملة الناجمة عن الخضوع للعملية الجراحيّة بحدّ ذاتها، وتتضمّن خطر التخدير، واحتماليّة الإصابة بالجلطات الدمويّة أو الجلطات الدّماغيّة، أو الإصابة بعدوى ما، أو قصور وظائف الكلى واضطراب ضربات القلب المؤقّت، وعادًة ما تكون هذه المُضاعفات مُتوقّعة خلال أيام معدودة فقط من الخضوع لجراحة استبدال الصمّام.
- ارتجاع الدم أو تسرّبه بالقرب من الصمّام المزروع (Paravalvular regurgitation).
- الانسداد الناجم عن تكوّن خثرة دمويّة أو خثرة نسيجيّة، وهي من المُضاعفات المتوقّعة للأفراد الخاضعين لزراعة الصمّامات الميكانيكيّة، وتميل الخثرات النسيجيّة للظهور على المدى البعيد مُقارنًة بالخثرات الدمويّة، إذ عادًة ما تتكون بعد فترة زمنيّة طويلة من الزراعة، كما أنّ أعراض تشكلها تظهر ببطء.
- فشل الصمّام الصناعيّ في عمله المتوقّع، إذ قد تفشل الصمّامات الميكانيكيّة في عملها لخلل ما في تركيبها، وقد تتحلّل الصمّامات البيولوجيّة مع الوقت.
- التهاب الشّغاف العدوائيّ، سواء أصاحبه تكوّن الخرّاج بالقرب من الصمّام المزروع أم لا.
- الإصابة بفقر الدم الانحلاليّ، وهو من المُضاعفات النادرة نوعًا ما، واحتماليّة حدوثه مُرتبطة بكلا النوعين من الصمّامات الصناعيّة (الميكانيكيّة والبيولوجيّة).
- الوفاة، وهي من الأمور التي يُناقشها الطبيب مع الفرد قبل خضوعه للجراحة؛ فقط من أجل إعلامه بالأمر، إذ لا تتجاوز احتماليّة الوفاة الناجمة عن استبدال الصمّام التاجيّ 2-6%، ولا تتعدّا احتماليّة الوفاة الناجمة عن استبدال الصمّام الأبهريّ 1-2%، وهي نسب مُنخفضة للغاية مُقارنة مع نسب واحتماليّة الوفاة الناجمة عن ترك الصمّامات التالفة وعدم علاجها كما يجب.
وتجدر الإشارة إلى أنّ هنالك بعض الظروف أو العوامل التي قد ترفع من احتماليّة إصابة البعض بمُضاعفات وضع الصمّامات الصناعيّة مُقارنًة بغيرهم، ويُمكن إجمال أهمّها في النقاط الآتية:[٤][٢]
- عُمر الفرد، إذ ترتفع احتماليّة الإصابة بالمُضاعفات مع التقدّم في السّن.
- إصابة الفرد بأمراض أو مُشكلات صحيّة أُخرى، وبالأخصّ أمراض القلب أو الرئتين، أو الإصابة بأمراض مُزمنة أو مُشكلات صحيّة في الوقت الحاليّ، أو الإصابة بعدوى ما.
- عدد الإجراءات الطبيّة المُختلفة التي ستُجرى خلال العمليّة الجراحيّة لزراعة الصمّام.
- التدخين، إذ إنّه من أبرز العوامل التي ترفع احتماليّة الإصابة بالمُضاعفات.
المراجع
- ↑ Dr. Jeffrey Geske (26/2/2021), "Mayo Clinic Q and A: Mechanical or tissue heart valve replacements", mayoclinic, Retrieved 18/5/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث Dr Pablo Lamata, "How do replacement heart valves work?", bhf, Retrieved 18/5/2021. Edited.
- ^ أ ب Philippe Pibarot, Jean G. Dumesnil (24/2/2009), "Prosthetic Heart Valves", ahajournals, Retrieved 18/5/2021. Edited.
- ^ أ ب "Heart Valve Replacement", winchesterhospital, Retrieved 18/5/2021. Edited.
- ↑ Dr Daniel J Bell, Dr Ian Bickle, "Prosthetic heart valve", radiopaedia, Retrieved 18/5/2021. Edited.