أنواع عمل الخير

كتابة:
أنواع عمل الخير
يتقرب المسلم إلى الله تعالى بكل أنواع ووسائل الخير التي تجعل منه إنساناً إيجابيًا فعَّالاً في المجتمع، ولا ينحصر عمل الخير فقط في المال، وإنما طرق الخير كثيرة، فمنها المعنوي والمعيشي وغيرها، بل ولا يحتاج عمل الخير إلى بذل الغالي والنفيس، وإنما قد يكون عمل الخير بأبسط الأشياء، وفيما يأتي توضيح وأمثلة على ذلك:


سقي الماء

إن سقي الماء من أعظم الأعمال التي يمكن أن يتقرب بها الإنسان في حياته وبعد مماته، فسقيا الماء تعتبر من الصدقة الجارية التي تُكسب صاحبها الأجر والثواب وهو في قبره، ففي الحديث أن سعد بن معاذ قال للنبي صلى الله عليه وسلم: (يا رسولَ اللهِ ! إنَّ أمي ماتت ، أفأتصدقُ عنها ؟ قال : نعم . قال : فأيُّ الصدقةِ أفضلُ . قال : سقْيُ الماءِ فتلك سقايةُ سعدٍ بالمدينةِ).[١][٢]

ولا يشترط في سقي الماء حفر الآبار أو توزيع المبردات، فيكفي للمرء أن يسقي الظمآن ولو كأسًا واحدة من الماء، حتى أنَّ الصدقة في سقي الماء لا تقتصر على الإنسان بل يُحبذ سقيُ الحيوانات كذلك.

حيث جاء في الحديث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالَ: (بَيْنا رَجُلٌ يَمْشِي، فاشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَنَزَلَ بئْرًا، فَشَرِبَ مِنْها، ثُمَّ خَرَجَ فإذا هو بكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فقالَ: لقَدْ بَلَغَ هذا مِثْلُ الذي بَلَغَ بي، فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أمْسَكَهُ بفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ، فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ له، فَغَفَرَ له، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ قالَ: في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ).[٣][٤]

مساعدة طلبة العلم

إن مِن أوجب ما يجب أن نفعله من أعمال الخير في هذا الزمن مساعدة طلبة العلم وكفالتهم ليكلموا تعليمهم، والمسلم يسأل الله أن يكون أجر كافل طالب العلم كأجر من يطلب العلم، فقد ذكر ابن عابدين في تنقيح الفتاوى الحامدية: أنه يجب على المسلمين تأمين طالب العلم بكل احتياجاته لطلب العلم؛ فلو امتنعوا عن مساعدته وتأمين احتياجاته لطلب العلم يجبرون كما يجبرون في دفع الزكاة إذا امتنعوا عن أدائها.[٥]

التبرع في بناء المساجد

إن بناء المساجد والمساهمة في إعمارها من أفضل أعمال البر والخير التي يمكن للإنسان أن يتقرب بها إلى الله عز وجل، بل وهي من الصدقة الجارية التي تنفع الإنسان بثوابها بعد وفاته، قال تعالى: (إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ).[٦][٧]

وكذلك المساهمة في بناء المسجد ولو بالشيء القليل تعتبر من أعمال الخير، فلا يستهين العبد بعمل الخير وإن كان قليلًا، فكم من عمل قليل كان عند الله خيرٌ من عمل كثير وذلك لذهاب الإخلاص في العمل.[٧]

المراجع

  1. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن سعد بن عبادة، الصفحة أو الرقم:3668، حسن لغيره.
  2. خالد بن سعود الحليبي (8/5/2016)، "فضل سقي الماء"، الخطباء، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2363 ، صحيح.
  4. مجموعة من المؤلفين (9/3/2010)، "سقي الماء أفضل أم بناء مسجد"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
  5. مجموعة من المؤلفين (11/12/2013)، "فضل إعانة طالب العلم"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
  6. سورة التوبة، آية:18
  7. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (31/3/2010)، "من شارك في بناء مسجد هل يكون له أجر (من بنى مسجدا)؟"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 18/2/2022. بتصرّف.
4082 مشاهدة
للأعلى للسفل
×