أنواع عمليات شرايين القلب المسدودة وما نسب نجاحها؟

كتابة:
أنواع عمليات شرايين القلب المسدودة وما نسب نجاحها؟

ما هي أنواع عمليات شرايين القلب المسدودة؟

يحدث انسداد شرايين القلب المعروفة باسم الشرايين التاجية (Coronary arteries) عندما تتراكم في جدرانها الصفائح (Plaque)؛ وهي عبارة عن دهون محاطة بالالتهاب والنسيج الليفي، ممَّا يجعل الشرايين قاسية وضيِّقة،[١] الأمر الذي قد يُسفر عنه بطء عملية تدفق الدم إلى القلب، وعدم حصول القلب على الأكسجين الذي يحتاجه ليعمل بكفاءة.[٢]

وتظهر خطورة هذه الحالة في ارتفاع فرصة انفصال هذه الصفائح عن جدران الشرايين التاجية مسبِّبةً نوبة قلبية، أو موت القلب المفاجئ، لذا يعدّ العلاج ضروريًّا في حالات انسداد شرايين القلب، وتُعتبر العمليات الجراحية من الأساليب الفعّالة في العلاج،[٢] ومن أشهرها نذكر الآتي:

وضع الدعامة (Stent placement)

يُقصد بالدعامة أنبوب صغير يقوم الطبيب المُختصّ بإدخاله داخل الأوعية الدمويّة المُغلقة الموجودة في الجسم، بهدف استعادة تدفق الدم والسوائل خلالها، فعلى سبيل المثال، عندما تكون الأوعية الدموية في القلب مسدودة بالصفائح التي تتكون من الكوليسترول والمواد الأخرى، يقوم الطبيب في هذه الحالة بفتح الشريان المسدود بالقسطرة وتوسعته بالبالون، ومن ثمّ يستعين بالدعامة للحفاظ على بقائه مفتوحًا، ومنع تضيق الشرايين مرة أخرى.[٣]

إضافة إلى ذلك، تكون معظم الدعامات المُستخدمة لفتح الشرايين المسدودة مغلّفة بنوع من الأدوية وتُعرف بالدعامات التي تفرز الدواء (Drug eluting stents)، وذلك بهدف منع تكوّن ترسبات جديدة وانسداد الشريان مجددًا.[٤]

توسعة الوعاء الدموي بالبالون (Balloon angioplasty)

وتعرف أيضًا بقسطرة البالون، وهي العملية التي أشرنا إليها سابقًا، إذْ يُستخدم فيها بالون مُتصل بالقسطر (Catheter) لفتح الشرايين المغلقة أو الضيقة، وتتمثل خطوات العملية بالآتي:[٥]

  1. إدخال القسطر إلى مكان تضيّق الشرايين.
  2. نفخ البالون عدّة مرات في حال لم يكن الانغلاق شديدًا، ممَّا يؤدي إلى ضغط الترسبات نحو جدار الوعاء الدموي لتوسعة الممر، وتسهيل تدفق الدم خلاله.

ويُشار إلى أنَّ عملية قسطرة البالون تعتبر من العمليات قليلة الاجتياح (Less invasive)، إذْ يتمكن الطبيب من إجرائها دون فتح الجسم، وتستمر العملية فترة تتراوح ما بين نصف ساعة إلى عدّة ساعات، ومن الضروري ذكر أنه غالبًا ما يتبع هذه العملية استخدام الدعامات المذكورة سابقًا لمنع احتمالية تكرار الانسداد.[٦]

فتح مجرى جانبي الشريان التاجي (Coronary artery bypass)

تُعرف هذه العملية باسم عملية القلب المفتوح، وهي الجراحة التي تنطوي على أخذ شريان سليم من الساق، أو الذراع، أو الصدر، وربطه أسفل وفوق الشريان المسدود في القلب، بهدف تكوين مسار جديد للدّم يحسِّن من تدفقه إلى عضلة القلب، ومن الجدير بالذكر أنه لا يُعالج سبب الانسداد ولا يتخلص منه، ولكنه يخفف الأعراض المُرافقة له ويقلل خطورة الوفاة ويُحسّن من وظائف القلب.[٧]

ويُشار إلى وجود حالات معينة يلجأ فيها الطبيب لعملية فتح مجرى جانبي الشريان التاجي، نذكر منها:[٧]

  • عدم نجاح العمليات التي ذكرت سابقًا مثل وضع الدعامة، وتوسعة الوعاء الدموي بالبالون في علاج المشكلة، أو تكوّن الترسبات مرة أخرى في الشريان رغم وجود الدعامة.
  • التضيق أو الانسداد الشديد في الشريان التاجي الأيسر الرئيسي.
  • وجود أكثر من شريان تاجي متأثر بالانسداد، أو في حالة ضعف كفاءة البطين الأيسر في أدائه لوظيفته.
  • المعاناة من ألم شديد في الصدر جرَّاء وجود العديد من التضيقات في شرايين القلب، ويكون هذا الألم موجودًا سواء في حالة الراحة أو بذل الجهد.

ما نسبة نجاح عمليات شرايين القلب المسدودة؟

تختلف نسبة نجاح عمليات شرايين القلب المسدودة باختلاف العملية، ويُمكن توضيح ذلك في الآتي:

نسبة نجاح وضع الدعامة

تساهم عملية وضع الدعامة في رفع نسبة نجاح عمليات توسعة الشرايين المسدودة، إذْ إنّها تقلل من فرصة انغلاق الشريان مرّة أخرى بنسبة 20%، بالإضافة إلى أنّ الدعامات المغلّفة بالأدوية تمنع عودة التضيق بنسبة أفضل من الدعامات المعدنية، حيث وُجد أنَّ نسبة عودة التضيق مرة أخرى باستخدام الدعامة المغلفة بالدواء تعادل تقريبًا 10% بعد مضيّ 13 شهر من العملية، مقارنةً بالدعامة المعدنية التي تعادل تقريبًا 22.9%.[٨]

نسبة نجاح توسعة الوعاء الدموي بالبالون

تعتبر عملية توسعة الشريان باستخدام قسطرة البالون ناجحة في فتح الشرايين التاجية المسدودة لدى 90% من الأشخاص، ولكن من الممكن أن يتكرَّر تضيق الشريان المفتوح عند 30 - 40% من الأشخاص الذين خضعوا لعملية القسطرة بالبالون بنجاح، إلَّا أن استخدام الدعامات بعد إجراء العملية، واللجوء للتقنيات الحديثة مع استخدام الأدوية المناسبة، أدّى إلى رفع معدلات النجاح وتقليل المضاعفات.[٩]

نسبة نجاح فتح مجرى جانبي للشريان التاجي

تعدّ عملية فتح مجرى جانبي للشريان التاجي واحدة من العمليات الصعبة، غير أنَّها تعتبر من العمليات الآمنة نسبيًّا، والتي تحقِّق النتائج المرغوبة في تعافي المصابين الذين يعانون من مشكلات في الشرايين، عدا عن انخفاض معدّل الوفيات بعد الخضوع لها رغم وجود مخاطر حدوث المضاعفات بعد الجراحة،[١٠] إذ يبلغ معدل البقاء على قيد الحياة بعد مرور سنة من إجراء العملية ما يقارب 96 - 97%.[١١]

كم تبلغ فترة التعافي من عمليات شرايين القلب المسدودة؟

تختلف فترة التعافي باختلاف نوع العملية، ونوضح ذلك في الآتي:

التعافي من عملية وضع الدعامة وتوسعة الوعاء الدموي بالبالون

يحتاج هذا النوع من العمليات فترة أسبوعين للتعافي الكامل منها، ويختلف ذلك من شخص لآخر،[١٢] ويسمح للمصاب بمغادرة المستشفى عادةً بعد يوم من العملية ويمكنه العودة لممارسة حياته الطبيعية بعد يومين أو ثلاثة حسب توصيات الطبيب، مع ضرورة تجنب حمل الأشياء الثقيلة أو القيام بمجهود كبير.[٩]

التعافي من عملية فتح مجرى جانبي للشريان التاجي

يحتاج هذا النوع من العمليات فترة تتراوح ما بين 2 - 3 أشهر للتعافي الكامل منها،[١٣] كما يحتاج المصاب البقاء في المستشفى لمدة أسبوع بعد العملية، ويمكن للمصاب تناول الطعام والتحرك بشكل طبيعي دون إجهاد بعد قيام الطبيب بإزالة أنبوب التنفس الذي يُزال غالبًا بعد مضي 24 ساعة من العملية، إضافة إلى اتباعه عددًا من النصائح المهمة بعد العملية حسب تعليمات الطبيب.[١٠]

هل يصاحب إجراء عمليات شرايين القلب المسدودة أي مضاعفات؟

ترتبط أي عملية جراحية مهما كان نوعها بوجود احتمالية حدوث بعض المضاعفات، لذا نعم، يصاحب إجراء عمليات شرايين القلب أحيانًا ظهور مجموعة من المضاعفات التي تختلف باختلاف العملية، وهي موضَّحة كالآتي:

مضاعفات وضع الدعامة

من الأفضل مناقشة المضاعفات والمخاطر مع الطبيب قبل القيام بالعملية، فلكل شخص حالته الخاصة، ومن المخاطر المرتبطة بوضع الدعامة ما يأتي:[٣]

  • رد فعل تحسُّسي للأدوية، أو الأصباغ، أو الدعامة المُستخدَمَة في العملية.
  • مشاكل في التنفس بسبب التخدير.
  • حدوث نزيف أو جلطات في الدم.
  • انسداد الوعاء الدموي مرة أخرى أو حدوث نوبة قلبية.
  • حدوث عدوى في الوعاء الدموي.

مضاعفات توسعة الوعاء الدموي بالبالون

يعتبر خطر حدوث المضاعفات في هذه الحالة ضئيل إلا إنها محتملة الحدوث، ونذكر منها ما يأتي:[١٤]

  • حدوث نزيف أو كدمات تحت الجلد مكان إدخال القسطرة.
  • تلف الشريان مكان إدخال القسطرة.
  • رد فعل تحسُّسي بسبب استخدام الأصباغ المتباينة.
  • تلف شريان القلب.
  • حدوث نزيف مفرط يتطلب نقل الدّم.
  • حدوث النوبة القلبية أو الجلطة الدماغية.

مضاعفات فتح مجرى جانبي للشريان التاجي

قد يرافق عملية القلب المفتوح عددًا من الأعراض كالألم، والسعال، والتعرق الليلي،[١٠] كما أنّها عملية تتطلب عمل شق جراحي كبير، قد يُصاحبها حدوث مضاعفات معينة، منها:[٧]

  • حدوث النزيف.
  • التهاب جرح العملية في الصدر.
  • عدم انتظام ضربات القلب.
  • مشكلات في الكلى.
  • نوبة قلبية في حال انفصلت الجلطة الدموية عن مكانها بعد العملية.
  • فقدان الذاكرة أو صعوبة التفكير، إلا أنها تتحسن بعد مضيّ 6 - 12 شهرًا من العملية.

ملخص المقال

تتعدد العمليات المُستخدمة في فتح الشرايين المسدودة، وتختلف نسب نجاحها من شخص لآخر، وكباقي العمليات الجراحية يحتاج الشخص لأخذ الوقت الكافي للتعافي من آثار العملية وبالأخص عملية القلب المفتوح لحاجة الطبيب لإجراء شق كبير في الجسم، وقد تتطور عدة مضاعفات لدى الأشخاص الخاضعين للعمليات المذكورة أثناء أو بعد الخضوع لها؛ لذا يُنصح دائمًا بضرورة المتابعة مع الطبيب المسؤول والالتزام بما يصفه من أدوية وتعليمات.

المراجع

  1. "HEART MATTERS", bhf, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Coronary Artery Disease", webmd, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Stent: Why and How They Are Used", healthline, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  4. "Coronary angioplasty and stents", mayoclinic, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  5. "Balloon angioplasty - short segment", medlineplus, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  6. "Heart Procedures and Surgeries", heart, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Coronary bypass surgery", mayoclinic, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  8. "The Basics on Heart Stent Surgery Safety", everydayhealth, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Percutaneous Coronary Intervention (PCI): Angioplasty and Stents", medicinenet, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  10. ^ أ ب ت "How long does it take to recover from heart bypass surgery?", medicalnewstoday, Retrieved 29/5/2021. Edited.
  11. "What should I expect during open heart surgery?", medicalnewstoday, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  12. "Angioplasty Recovery Time: The Do's and Don'ts", abbott, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  13. "Open Heart Surgery – Recovering From Surgery", doctorshosplaredo, Retrieved 10/11/2021. Edited.
  14. "Risks -Coronary angioplasty and stent insertion", nhs, Retrieved 30/5/2021. Edited.
3048 مشاهدة
للأعلى للسفل
×