محتويات
أهل المدينة المنورة قبل الهجرة
قبل مجيء رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنورة وقبل دخول الإسلام إليها، كان سكان يثرب الأصليون ينقسمون إلى العرب واليهود، وفي بيان وتفصيل ذلك ما يأتي:
العرب
كانوا يتكوّنون من قبيلتيّ الأوس والخزرج، وهاتين القبيلتين كانتا قد هاجرتا من قبل من اليمن إلى يثرب هربًا من سيل العرم الذي كان قد أصاب قرية سبأ، فرأى حينها الأوس والخزرج بأنَّ الأموال والنخيل وخيرات يثرب بيد اليهود، فعقدوا معهم حلفًا يفضي بحماية بعضهم البعض، ففي أوَّل الأمر لم يكن للأوس والخزرج أي قوَّة لمجابهة قوَّة اليهود، فخضعوا للعيش في ظروف العيش الصعبة، وعندما اشتدّ ساعدهم، وقويت شوكتهم، بدأوا بالتخطيط للغلبة على يهود المدينة المنورة.[١]
اليهود
كان اليهود من سكان المدينة المنوّرة الأصليّين، وتفيد الأخبار بأنَّ العماليق سكنوا المدينة؛ وهي قبائل تنتمي إلى العرب البائدة، فاستطاع اليهود الانتصار على العماليق، ممَّا أدَّى لسهولة استقرارهم في يثرب،[٢] والقبائل التي كانت تتكون منها اليهود:[٣]
- قبيلة بني قينقاع.
- قبيلة بني النضير.
- قبيلة بني قريظة.
أهل المدينة المنورة بعد الهجرة
حينما اشتدَّ الظلم والعداء من قبل كفار قريّش حتى أنَّهم تطاولوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتجرَّأوا في عقد جلسةٍ للتشاور في كيفيَّة التخلُّص منه، فأفضى اجتماهم إلى قتله، حينها أذن الله -تعالى- حينها لرسوله الكريم بالهجرة إلى المدينة المنورة، تاركًا وراءه مكَّة الّتي ولد وترعرع فيها، وحين دخوله -صلى الله عليه وسلّم- إلى المدينة، تمَّ إعادة هيكلة لطوائف المدينة الأصليين، وفيما يأت الطوائف الّتي تألفت منها المدينة المنورة بعد دخول الإسلام إليها:[٤]
المسلمين
كانت فئة المسلمين أكثر الفئات عددًا في المدينة المنورة، وكان تقسيمهم على النحو الآتي:
- أهل المدينة المنورة الأصليين من الأوس والخزرج، وأصبحوا يسمُّون بالأنصار حين دخولهم للأسلام في بيعة العقبة الأولى والثانية، واتفاقهم على نصرة رسول الله، واستقبالهم ببلدتهم إذا ما أتى إلسهم.
- أهل مكَّة المكرمة من المهاجرين الذين فرّوا بدينهم من بطش قريش.
- أهل القبائل الأخرى المسلمين، وكانوا شبه مستقرِّين بالقرب من المدينة المنوّرة، وهم بعض مسلمي اليمن بالإضافة لقبيلتي غفار وأسلم.
- أهل مكَّة المكرّمة الذين هاجروا في بدء الدعوة الإسلامية إلى الحبشة، فقد عاودوا الهجرة إلى المدينة المنورة بوصول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليها، وكان عددهم أكثر من ثمانون مهاجر.
- أهل مكَّة المكرمة، المستضعفين الذين لقلَّة حيلتهم وضعفهم لم يجرؤوا على الهجرة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، ومن هذه الفئة؛ أم الفضل، وتكون زوجة العباس بن عبد المطّلب، ففي ذلك الوقت لم يكن العباس عم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد أسلم بعد، ومعها ابنها عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-.
اليهود
استمرّ وجود اليهود في المدينة بعد دخول الإسلام إليها، لكن ضمن الضوابط التي وضعها رسول الله في بنود الاتفاقيّة، وكانت قبائل اليهود تنقسم إلى:
- قبيلة بني قريظة.
- قبيلة بني قينقاع.
- قبيلة خيبر.
المشركين
كان للمشركين وجود في المدينة المنوّرة، فلم ينتهِ وجودهم بمجرد الخروج من مكة المكرّمة، ومشركي المدينة هم:
- مشركو الأوس والخزرج الذين لم يؤمنوا بدعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وبقوا على عبادة الأصنام.
- مشركو الأعراب المتواجدون حول المدينة المنورة الذين قد اعتادوا على السلب والنهب، وعلى قطع الطرق، فطباعهم شديدةٌ غليظةٌ.
المنافقين
ظهرت هذه الفئة بعد حدوث معركة بدر بسبب انتصار الصّحابة -رضي الله عنهم- على مشركي قريش، وبذلك قويت شوكة المسلمين وأصبح لهم هيبتهم، وبعدها أعلن قوم من المدينة المنورة إسلامهم، وقد أبطنوا الكفر في داخلهم، وكان على رأسهم عبد الله بن أبي سلول، فوجود المنافقين كان علامةً دالَّةً على قوَّة الدولة الإسلاميَّة، إذ لم يُظهروا إسلامهم في الحالة التي كان بها الإسلام ضعيفًا، قال -تعالى-: {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}.[٥]
العلاقات بين مواطني المدينة في الإسلام
مجرّد ما أن وصل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة حتى قام بعمل معاهدة تنظم العلاقات بين سكان المدينة المنورة، فقد كانت الحاجة ملحة لذلك، وذلك بسبب الاختلاف بين الأجناس والأديان بين سكّان المدينة المنورة، فقام -صلى الله عليه وسلّم- بعمل وثيقةٍ تقضي بتحديد الحقوق والواجبات لكلِّ طرفٍ من أطراف سكَّان المدينة المنورة.[٦]
أسماء أبرز القبائل التي سكنت المدينة المنورة قديمًا
فيما يأت القبائلي التي سكنت المدينة المنورة -يثرب- قديمًا:
- العماليق: وهم قبائل من العرب البائدة،[٧] ويُقال إنَّهم أوَّل من سكن في المدينة المنورة، وقيل إنَّ يثرب قد سُميّت على اسم رئيسٍ لهم.[٨]
- اليهود: وهم الذين دخلوا المدينة المنوَّرة، وقضوا على العماليق وحاربوهم، ويقال إنه قد بدأت الهجرات اليهوديَّة إلى يثرب في عهد موسى -عليه السلام-.[٧]
- الأوس والخزرج: وأصلهم من قبائل الأزد اليمينة الذين هاجروا من اليمن، وكان ذلك بعد حادثة سيل العرم التي حدثت في سد مأرب في مدينة سبأ.[٧]
ملخّص المقال: يُستفاد ممَّا سبق بأنَّ العرب -الأوس والخزرج- واليهود كانوا السكان الأصليين للمدينة المنورة بعد حلول العمالقة فيها، وقبل مجيء رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، ثم يحدث في يثرب تغييرًا لاسمها ولهيكلتها، فتصبح المركز للدولة الإسلاميَّة، ومنها حقّق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الانتصارات والفتوحات الإسلاميَّة، فكان وجود المنافقين خير دليل على غلبة الدين الإسلامي، وقوَّة سمعته في أنحاء الجزيرة العربيَّة وفي العالم أجمع.
المراجع
- ↑ محمد بيومي، كتاب دراسات في تاريخ العرب القديم، صفحة 406. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 404. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاي، كتاب السيرة النبوية، صفحة 17. بتصرّف.
- ↑ راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 14-17. بتصرّف.
- ↑ سورة المنافقين، آية:8
- ↑ اكرم العمري، كتاب السيرة النبوية الصحيحة محاولة لتطبيق قواعد المحدثين في نقد روايات السيرة النبوية، صفحة 272. بتصرّف.
- ^ أ ب ت مجموعة من المؤلفين، كتاب مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 404. بتصرّف.
- ↑ البلاذري، كتاب أنساب الأشراف للبلاذري، صفحة 6. بتصرّف.