محتويات
الشاعر حافظ إبراهيم
حافظ إبراهيم هو أحد شعراء العصر الحديث كان لقبه شاعر النيل، وهو من الشعراء الذين اشتهروا بأشعارهم شهرة واسعة، وكان يتميز في أعماله الشعرية أنه يطرح القضايا المعاصرة التي تدور حوله، ويكتبها شعرًا يأسر القلوب ويخلب الألباب، ومما اشتهر به اتساع ذاكرته وقوتها، فقد حفظ المئات من القصائد والكثير من المعلومات التي طالعها في الكتب المختلفة والثقافات المتعددة، ومع أن حافظ إبراهيم كان يفتقد لملكة سعة الخيال؛ لكنه استطاع أن يتغلب على ذلك وعوض عنه باستخدام التراكيب الجزلة ، والعبارات المتينة التي تنم عن مخزون لغوي ضخم وقوي احتفظ به في ذاكرته، وعندما يُذكر اسم الشاعر حافظ إبراهيم تُذكر معه خفة الدم وروح الدعابة والطرفة المسلية، وعند الحديث عن أهم أعمال الشاعر حافظ إبراهيم لا يمكن نسيان ما لديه من قدرة ملفتة للنظر في إنشاد الشعر، فقد أنشد الشعر في أكثر من مناسبة لتكريم الشعراء ومنها ما أنشده من شعر لتكريم الشاعر أحمد شوقي أميرًا للشعراء.[١]
مولد ونشأة الشاعر حافظ إبراهيم
وُلد الشاعر حافظ إبراهيم في مصر على متن سفينة في محافظة أسيوط عام 1872 للميلاد، وكانت السفينة قد رست على نهر النيل، يعود في أصوله لأب مصري وأم تركية، وكان الشاعر حافظ إبراهيم يتيم الأم والأب؛ إذ تُوفي والده، فسافرت به والدته إلى القاهرة، وتوفيت بعدها، وما كان له إلا أن يعيش تحت كنف خاله، وعندما أحس حافظ إبراهيم أنه أثقل على خاله تركه بعد أن كتب له رسالة يبين له فيها سبب مغادرته، تميز حافظ عن أقرانه بسرعة بديهته، ومما ورد عنه أنه كان يقرأ كتابًا أو ديونًا شعريًا كاملًا في دقائق معدودة، وبعد ذلك يأتي بشواهد من الكتاب أو الديوان الذي قرأه، ولقد عمل الشاعر حافظ إبراهيم رئيسًا للقسم الأدبي في دار الكتب، وهذا كله كان له أثر في أهم أعمال الشاعر حافظ إبراهيم، ومما يجدر ذكره أن الشاعر حافظ إبراهيم قد مر في حياته بفترة من الذبول وعدم المبالاة والابتعاد عن القراءة والمطالعة، وقد كثرت الأقاويل عن هذا الأمر فالبعض رأى أن الأمر يعود لملله من رؤية الكتب حوله في مكان عمله، والبعض قال إن نظره بدأ بالذبول وخاف على نفسه وعلى مصيره، وأن ينتهي به الأمر كما انتهى الأمر بالبارودي، ومع ذلك لم تكن هذه الفترة قادرة على محو تاريخ أهم أعمال الشاعر حافظ إبراهيم الزاخر بالإنجازات العظيمة، أما عن زواجه فقد ورد أنه تزوج لكن زواجه لم يطل؛ إذ إنه لم يستطع أن يتحمل ما تفرضه الحياة الزوجية من قيود والتزامات، فلم يدم زواجه إلا بضعة أشهر، وانتهى بالانفصال، وعاد لحياته وما فيها من حرية وبعد عن القيود حسب وجهة نظره.[٢]
أهم أعمال الشاعر حافظ إبراهيم
لما كان الشاعر حافظ إبراهيم يتمتع بمواصفات مميزة في شخصيته وتفكيره كان لا بد أن تنعكس هذه المزايا على أعماله وإنجازاته، فقد كان مرهف الإحساس، جزل العبارة، قادر على التعبير عن أفكاره بكلام فصيح بليغ قوي، ولم يوقف إبداعه على نظم الشعر فقط بل كانت له مؤلفات وأعمال أدبية، ومن أهم أعمال الشاعر حافظ إبراهيم: [١]
شعر حافظ إبراهيم وأبرز موضوعاته
لم يبصر شعر حافظ إبراهيم نور الطباعة إلا على يد علي زكي العرابي وزير المعارف، إذ شكل لجنة يترأسها أحمد أمين لتقوم بطباعة أشعار حافظ إبراهيم وتم جمعها في ديوان سُمي بديوان حافظ، ومما يتميز به حافظ إبراهيم أن أشعاره متنوعة الموضوعات ووليدة المواقف التي يمر بها، فقد كتب أشعارًا ضد المستعمر، وعرض مدى ظلمه وتحكمه بأرزاق العباد في قصيدة "الامتيازات الأجنبية"، وله قصيدة نظمها على لسان صديق له يرثي فيها ولده، إضافة إلى ما نظمه من قصائد فيها حكم من الحياة عن العلم والمال وغيرها من الموضوعات التي تهم الناس عامة.[١]
مؤلفات الشاعر حافظ إبراهيم
إنّ من يطلع على المؤلفات التي كتبها الشاعر حافظ إبراهيم يستطيع أن يعرف مدى عمق ثقافته، وموسوعية فكره، وغزارة اطلاعه على مختلف العلوم والفنون والآداب، فقد صدرت له مؤلفات في نواحٍ مختلفة ومتعددة، ومن أبرز مؤلفات الشاعر حافظ إبراهيم رواية البؤساء التي ترجمها وهي للمؤلف فيكتور هيجو، وله كتاب بعنوان "ليالي سطيح في النقد الاجتماعي"، ومن مؤلفاته أيضًا كتاب بعنوان في التربية الأولية، إضافة إلى كتاب "الموجز في علم الاقتصاد" فكل مؤلَّف من هذه المؤلفات يتناول جهة من العلوم فتارة أدب وتارة تربية وتارة اقتصاد وتارة نقد.[١]
وفاة الشاعر حافظ إبراهيم
كان الشاعر حافظ إبراهيم محبوبًا من كل من يحيطون به ولا سيما أصدقائه الشعراء الذين عاصرهم، وعلى رأسهم الشاعر أحمد شوقي، وكان له الكثير من الأصحاب والأصدقاء الذين يقضي معهم أغلب أوقاته، وكان كريمًا معطاءً ينفق ماله دون حسبان أو إقلال، وفي إحدى الليالي دعا أصحابه ليتناولوا العشاء سوية إلا أنه أحس بوعكة صحية منعته من مشاركة الطعام مع أصحابه، وما إن غادر أصحابه حتى اشتد عليه المرض أكثر فطلب من الصبي الذي يعمل عنده أن يذهب ويحضر الطبيب، وما إن عاد الغلام مع الطبيب حتى كان الشاعر حافظ إبراهيم يلفظ أنفاسه الأخيرة مودعًا الحياة، ومما روي أن أحمد شوقي كان يصطاف في الإسكندرية عندما توفي صديقه حافظ إبراهيم، وقد أخفى الخادم خبر وفاة حافظ إبراهيم عن سيده أحمد شوقي خوفًا عليه من هذه الصدمة، وعندما عرف شوقي بوفاة حافظ إبراهيم سكت لبرهة من الزمن ثم ارتجل أول بيت شعري من مرثيته لحافظ إبراهيم، وقال:
- قد كنتُ أوثرُ أن تقولَ رثائي
- يا مُنصفَ الموتى من الأحياءِ
كانت وفاة الشعر حافظ إبراهيم عام 1932 للميلاد، ودُفن في مقابر السيدة نفيسة، تاركًا وراءه آثارًا عظيمة، ومحبة كبيرة في قلوب من عاصروه.[٣]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "حافظ إبراهيم"، www.marefa.org. بتصرّف.
- ↑ "حافظ إبراهيم"، ar.wikipedia.org. بتصرّف.
- ↑ "حافظ إبراهيم"، www.wikiwand.com. بتصرّف.