محتويات
أهم المدارس اللسانية العربية الحديثة
تعددت المدارس اللسانية العربية الحديثة فكانت على أربعة أنواع، وهي كالآتي:[١]
المدرسة البيانية
أُسِّست هذه المدرسة على يد الأديب العباسي "الجاحظ"، وسُمِّيت بهذا الاسم لأن البيان هو المرتكز الأساسي الذي تقوم عليه، وهو ما يعبِّر عن هذه الظاهرة اللسانية الإنسانية بشكل خاص، إذ إن تبليغ هذه الأمانة التي حمّلها اللهُ للناس تتطلب منهم ما يُطلق عليه الجاحظ اسم "التبيين"، ولا شك في أن هذه الظاهرة غيبيّة ولذا كان تبيين الحقيقة أمراً واجباً فيها.[٢]
يُعتبر "الجاحظ" الممثل الأول للمدارس الكلامية المأخوذة من القرآن الكريم، إذ إنه اعتمد على ما جاء فيه وقام بالتأمل في أصل الكلام وتطويره وعلاقته بالإنسان، وحاول من خلالها أيضاً معرفة الكيفية التي ينشأ فيها الكلام، وما تتضمنه الرسالة من رموز ومقام ومقال وحال، وغيرها من العناصر.[٢]
لخّص "الجاحظ" أنواع الدلالات في خمس نقاط، هي بالترتيب الآتي:[٢]
- اللفظ.
- الإشارة.
- العقد.
- الخط.
- النسبة.
المدرسة الشمولية
يُعتبر "السكاكي" مؤسس المدرسة الشمولية، والتي تُعد أكبر مدرسة لسانية عربية، ولم تُعرف مدرسة عربية أكبر منها ولا أوسع ولا أشمل بين الدارسين، ولقد حاول "السكاكي" في هذه المدرسة أن يصنّف العلوم الإنسانية بطريقة شاملة، إذ صنّفها في شجرة ذات جذور متصلة وثابتة في قواعد اللغة، أما فروعها فهي تشمل شتى أنواع الكلام.[١]
وإذا نظرنا إلى التطور وجدنا أنه ينقسم إلى فرعين، هما: النحو والصرف، ثم يرتقيان إلى درجة البلاغة، فيخلف النحو "علم المعاني"، ويخلف علم الصرف "علم البيان"، وتحدث العديد من الارتقاءات والانتقالات من علم إلى علم آخر بطريقة تدريجية ومدروسة، وبنظرة شمولية، وهكذا فإن "السكاكي" في كتابه "مفتاح العلوم في البلاغة" يهدف إلى النفاذ إلى جميع العلوم اللسانية الغيبية.[٢]
مدرسة النظم
أسس "عبد القاهر الجرجاني مدرسة النظم، والتي تقوم على نظرية النظم، ولقد اعتمد "الجرجاني" في دراسته لإعجاز القرآن الكريم على هذه النظرية، ويُعنى بالنظم أنه الطريقة التي يتركّب فيها الكلام، وتنتقل فيه الجملة من التركيب البسيط إلى تراكيب القرآن الإعجازية الجمالية، وذلك في جميع أنواع تراكيبه، كالصوتية، والأسلوبية، والدلالية، والغيبية الإعجازية، وغيرها.[٢]
ويعتمد "الجرجاني" النظم في المعاني لا في الألفاظ، كما أنه يُفرِّق بين نظم الحروف ونظم الكلم، إذ إنه ليس ليده تفضيل لنظم الحروف، على خلاف ما لنظم الكلم عنده من مزية، لأن الناظم يتتبع ترتيب معاني الكلم في النفس، في حين أن نظم الحروف يأتي بالمواضعة؛ أي بما يتعارف عليه الناس.[٣]
المدرسة الارتقائية
أُسِّست المدرسة الارتقائية على يد "ابن خلدون"، ولقد وظّف فيها النظريةَ الارتقائية من أجل بناء نظرية التحصيل، وتشرح النظريةُ الارتقائية الطريقةَ التي ينشأ فيها المعنى عن الفعل، ونتيجة لتكرر هذا الفعل تنشأ الصفة، وإذا تكررت هذه الصفة صارت حالاً (أي صفة غير ثابتة)، وإذا تكرر هذا الحال صار ملكة، ويُعنى بها (المقام) -كما يقول المتصوفة-.[٤]
يرى "ابن خلدون" أن هذه المراحل الخمسة (المعنى، الفعل، الصفة، الحال، الملكة التي هي الصفة الراسخة) تنشأ وتتطور بطريقة تدريجية، أي في عدة دفعات خلال فترات عديدة، ثم تُمكِّن هذه الفترات المتعلمَ من استعمال اللغة بطريقة تُعينه على التحكم بها جيداً.[٥]
المراجع
- ^ أ ب "أهم المدارس اللسانية العربية "، سيرة ومسيرة، اطّلع عليه بتاريخ 25/2/2022. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج "المدارس اللسانية"، التعليم نت، 13/4/2010، اطّلع عليه بتاريخ 25/2/2022. بتصرّف.
- ↑ سامي عوض، النظم من سيبويه إلى الجرجاني، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ ربيعة بابلجاج، ملامح تعليمية اللغة عند ابن خلدون، صفحة 81-82. بتصرّف.
- ↑ ربيعة بابلجاج، ملامح تعليمية اللغة عند ابن خلدون، صفحة 82. بتصرّف.