محتويات
التعريف بالنظرية الجشطلتية
النظرية الجشطلتية (بالإنجليزية: Gestalt Theory) هي نظريّة فكريّة نفسيّة تُركز على طبيعة العقل والسلوك البشري عند محاولته فهم الأشياء من حوله، حيث تقترح أنّ العقل لا يُركز على التفاصيل الصغيرة عند محاولة فهم وإداراك الأشياء، بل يميل إلى إدراكها كنظامٍ واحدٍ متكامل.[١]
تُعتبر الشمولية هي الاعتقاد الأساسي الذي تقوم عليه النظرية الجشطلتية، وأنّ الأشياء المختلفة لا يُمكن فهمها بشكلٍ جيّد وإدراكها من خلال تحليل الأجزاء الصغيرة المُكونة لها فقط، كما يجدر الذكر أنّ هذه النظرية أدت دورًا رئيسيًا في التطوّر الحديث لدراسة الإدراك والإحساس عند البشر.[١]
بالإضافة إلى ما سبق، تُعد كلمة الجشطلتية (Gestalt) كلمة ألمانية الأصل، وتُشير إلى الطريقة التي يتم تجميع الأشياء بها والنظر إليها لتكوين الصورة الكاملة عنها، وغالبًا ما يتم تفسير هذه الكلمة في مجال علم النفس على أنّها نمط أو تكوين.[٢]
مبادئ النظرية الجشطلتية
فيما يأتي أهمها:
التشابه
يُشير مبدأ التشابه إلى أنّ العقل البشريّ يقوم بشكلٍ طبيعي ولا إراديّ بتجميع العناصر المتشابهة مع بعضها البعض بناءً على معيارٍ أو تصنيفٍ أساسيٍ عام، مثل اللون، والحجم، والاتجاه،[١]كما يميل إلى الاعتقاد بأنّ لهذه العناصر المتشابهة الوظيفة نفسها.[٣]
التقارب
ينص مبدأ التقارب على أنّ العقل يميل إلى النظر للأشياء القريبة من بعضها البعض على أنّها ضمن مجموعةٍ واحدة،[١]وأنّها أكثر ارتباطًا من الأشياء المتباعدة عن بعضها، ويُعتبر ذو تأثير قوي قد يطغى على الخصائص الشكلية للعناصر، مثل اللون أو الحجم.[٣]
التشارك بالاتجاه
يُشير مبدأ التشارك بالاتجاه أو كما يُعرف أيضًا بالاستمراية إلى أنّ العقل يميل إلى إدارك الأشياء ذات التوجهات المُوحدة من حوله، أو التي تسير على خطٍ أو منحى واحد أكثر من الأشياء ذات التوجهات غير المُوحدة، ويعتبرها ضمن مجموعةٍ واحدة.[١]
الإغلاق
يُشير مبدأ الإغلاق إلى أنّ العقل يميل إلى إدراك الأشياء والأحداث المكتملة أكثر من غيرها، فعند النظر إلى ترتيبٍ معين معقد لعنصرٍ مرئي، فإننا نميل إلى البحث عن نمط واحد يُمكن التعرف عليه، على سبيل المثال، عند رؤية صورة معينة لشكلٍ مألوف، ولكنّها تتضمن أجزاءً مفقودة، فإنّ العقل سيملأ الفراغات، ويصنع صورة كاملة حتى يتمكن من التعرف على النمط بشكلٍ أفضل.[٣]
رواد النظرية الجشطلتية
أبرزهم ما يأتي:
ماكس فيرتيمير
وُلد عالم النفس الألماني ماكس فيرتيمير (بالألمانيّة: Max Wertheimer) في عام 1880 م، ويُعتبر مؤسس علم نفس الجشطلتية، حيث وَضع الأفكار الأساسية لها، وكان له تأثير مباشر في إنشاء معهد الجشطلتية في مدينة كليفلاند الواقعة في أوهايو الأمريكية.[٤]
ولفجانج كوهلر
وُلد ولفجانج كوهلر (بالألمانية: Wolfgang Köhler) في عام 1887 م، عمل بشكلٍ جيّد إلى جانب العالم ماكس فيرتيمير، وكان مهتمًا بشكلٍ خاص في مجال العلوم الطبيعية والفيزياء،[٤] حيث ربط علم نفس الجشطلتية بالعلوم الطبيعية، كما درس دور وقدرة حاستي السمع والبصر في حل المشكلات لدى الشمبانزي.[١]
كورت كوفكا
عمل كورت كوفكا (بالألمانية: Kurt Koffka) أيضًا إلى جانب العالم ماكس فيرتيمير لتوسيع مفاهيم الجشطلتية لتشمل الحركة، والذاكرة، والتعلُّم،[٤]كما قام بتطبيق مفهوم الجشطلتية على علم نفس الأطفال؛ بحجة أنّهم يفهمون أولاً الأشياء بشكلٍ كلي قبل تعلّم تفريقها إلى أجزاء.[١]
تاريخ النظرية الجشطلتية
تمّ تطوير علم نفس الجشطلتية لأولّ مرة في النمسا وألمانيا في بداية القرن الـ 20 م، وذلك في وقتٍ كانت المدرسة البنيوية سائدة فيه، وتحظى بشعبيةٍ كبيرة، حيث كانت تُركز على التفاصيل الصغيرة المُكونة للأشياء، ولكن أراد علماء نفس الجشطلتية معرفة ما سيحدث إذا تمّ التركيز على الصورة الأكبر للأشياء أولاً قبل الأجزاء الصغيرة، ومن هنا انطلقت النظرية الجشطلتية.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ Kendra Cherry (8/11/2022), "What Is Gestalt Psychology?", verywellmind.com, Retrieved 15/7/2023. Edited.
- ↑ "Gestalt psychology", britannica.com, 20/6/2023, Retrieved 15/7/2023. Edited.
- ^ أ ب ت "7 Gestalt principles of visual perception", usertesting.com, Retrieved 15/7/2023. Edited.
- ^ أ ب ت "Gestalt Psychology", studysmarter.co.uk, Retrieved 15/7/2023. Edited.
- ↑ "Gestalt Psychology: Definition & Principles", study.com, Retrieved 15/7/2023. Edited.