أهم ثلاث مساجد في الإسلام

كتابة:
أهم ثلاث مساجد في الإسلام

المسجد الحرام وأهميته في الإسلام

يُعدّ المسجد الحرام أوّل مسجد وُضع في الأرض،[١]وهو أفضل المساجد على الإطلاق؛ حيث لا مسجد يَفضله في الدّرجة والأجر، لِما ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (صلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مائةِ صلاةٍ في مسجدي)،[٢][٣] وقد روى جابر بن عبد الله -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يُبيّن أجر الصّلاة في المسجد الحرام، فقال: (صلاةٌ في مسجِدي أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ إلَّا المسجدَ الحرامَ وصلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مائةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ).[٤] فالصّلاة الواحدة في المسجد الحرام تُعادل صلاة خمسٍ وخمسين عاماً، وستّة أشهر، وعشرين ليلة.[٥]


كما حثّ الإسلام ورغّب على شدّ الرّحال إلى المسجد الحرام،[٦] فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إلَّا إلى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: المَسْجِدِ الحَرَامِ، ومَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَسْجِدِ الأقْصَى)،[٧] وحين يُطلق لفظ المسجد الحرام فقد يُراد به المسجد، أو الحرم، أو مكّة كلّها، وممّا زاد من أهميّته ومكانته في الإسلام أنّه تُقام فيه شعيرة الحجّ.[٨]


المسجد النبوي وأهميته في الإسلام

قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ من ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ من المساجدِ إلا المسجدَ الحرامَ)،[٢][٥] فالصّلاة في المسجد النبوي تعدل ألف صلاة ممّا في سواه،[٩] والمسجد النبويّ هو المسجد الذي اُسّس على التّقوى،[١٠] ولا يؤدي المسلمون فيه أيّ منسك من مناسك الحجّ أو العمرة، وزيارته سُنّة في أيّ وقت من العام، وفيه قبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وإلى جانبه أبي بكر الصّديق -رضيَ الله عنه-، ثمّ عمر بن الخطّاب -رضيَ الله عنه-.[١١]


والمسلم عندما يدخل إلى المسجد النبوي يصلّي ركعتين تحيّة المسجد، ثمّ يُلقي السّلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وعلى صحابته من بعده،[١٢] وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما بيْنَ بَيْتي ومِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِن رِياضِ الجَنَّةِ، ومِنْبَرِي علَى حَوْضِي)،[١٣][١١] وفي السّلام عليه قال صلى الله عليه وسلم: (ما مِن أحدٍ يسلِّمُ عليَّ إلَّا ردَّ اللَّهُ عليَّ روحي حتَّى أردَّ علَيهِ السَّلامَ)،[١٤][١٥]وهو أحد المساجد التي تُشدّ الرّحال إليها كما ورد في الحديث الشّريف.[١٦]


المسجد الأقصى وأهميته في الإسلام

اسمه بيت المقدس، وفي سبب تسميته "بالأقصى" عدة أقوال، منها:[١٧]

  • لصفته؛ وهي البعد عن الكعبة مكانياً، وقيل أيضاً لبعده الزّمانيّ والذي يبلغ أربعون عاماً.
  • لأنّه لم يكن خلفه مسجداً لمّا بني.
  • لبعده عن الخبث والقذارات.


وله أسماء منها؛ إيلياء، وكورة، وبيت إيل، والقدس من الطهر والتّطهير والقداسة، وقد روى عبد الله بن عمرو -رضيَ الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ سليمانَ بنَ داودَ لمَّا بنى بيتَ المقدسِ سألَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ خلالًا ثلاثةً سألَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ حُكمًا يصادِفُ حُكمَهُ فأوتيَهُ وسألَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ مُلكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدِهِ فأوتيَهُ وسألَ اللَّهَ عزَّ وجلَّ حينَ فرغَ من بناءِ المسجدِ أن لا يأتيَهُ أحدٌ لا ينهزُهُ إلَّا الصَّلاةُ فيهِ أن يخرجَهُ من خطيئتِهِ كيومِ ولدتهُ أمُّهُ).[١٨][١٧]


وهو ثاني مسجد وُضع في الأرض بعد المسجد الحرام؛ فعن أبي ذر -رضيَ الله عنه-: (قُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ، أيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ في الأرْضِ أوَّلَ؟ قالَ: المَسْجِدُ الحَرَامُ قالَ: قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ المَسْجِدُ الأقْصَى قُلتُ: كَمْ كانَ بيْنَهُمَا؟ قالَ: أرْبَعُونَ سَنَةً)،[١٩] وهو من المساجد التي تُشدّ الرّحال إليها، والصّلاة فيه تعدل خمسمائة صلاة.[٢٠]


وقد كان المسلمون يتوجّهون في الصّلاة إليه قبل أن تتحوّل القبلة إلى الكعبة؛ فهو قبلة المسلمين الأولى، وإليه كان إسراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ومنه عُرج به إلى السماوات العُلا في ليلة الإسراء والمعراج، قال -تعالى: (سُبحانَ الَّذي أَسرى بِعَبدِهِ لَيلًا مِنَ المَسجِدِ الحَرامِ إِلَى المَسجِدِ الأَقصَى الَّذي بارَكنا حَولَهُ لِنُرِيَهُ مِن آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّميعُ البَصيرُ)،[٢١] وفي الآية دلالة على أنّ أرض المسجد الأقصى مباركة لِما دفن حولها من الأنبياء، أو لكثرة النباتات والمياه فيها.[٢٢]


أهمية المسجد في الإسلام

للمسجد دور عظيم في الإسلام، وأثر كبير على الفرد والمجتمع؛ فالمساجد هي أفضل البقاع على الأرض، وفيما يأتي بيان لأهميّة المسجد في الإسلام:[٢٣]

  • نشر العلوم والمعارف والثقافة، وتربية النّفوس وتدريبها على مكارم الأخلاق.
  • حثّ المسلمين على التّقوى والطّهارة، من خلال الدّخول إليه بطهارة.
  • مغفرة الذّنوب والشهادة بالإيمان، والاستعداد للقاء الله -عزّ وجل-.
  • تربية المجتمع تربية إيمانيّة كاملة، بمعالم إسلاميّة تسير على هدي النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-.


المراجع

  1. ناصر الألباني (2009)، السراج المنير في ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير (الطبعة 3)، بيروت :دار الصديق، صفحة 187، جزء 1. بتصرّف.
  2. ^ أ ب رواه النووي، في شرح مسلم ، عن عبد الله بن الزبير ، الصفحة أو الرقم:164، حسن .
  3. الأزرقي، أخبار مكة وما جاء فيها من الأثار، بيروت :دار الأندلس، صفحة 64، جزء 2. بتصرّف.
  4. رواه الألباني ، في صحيح ابن ماجه ، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:1163، صحيح .
  5. ^ أ ب ابن الجوزي (1995)، مثير العزم الساكن إلى أشرف الأماكن (الطبعة 1)، الأردن :دار الراية ، صفحة 359، جزء 1. بتصرّف.
  6. موسى لاشين (2002)، المنهل الحديث في شرح الحديث، بيروت :دار المدار الإسلامي، صفحة 58، جزء 2. بتصرّف.
  7. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:1189، صحيح .
  8. وهبة الزحيلي ، الفقه الإسلامية وأدلته (الطبعة 4)، سورية :دار الفكر ، صفحة 2383، جزء 3. بتصرّف.
  9. صالح المغامسي ، لطائف المعارف، صفحة 5. بتصرّف.
  10. ناصر الألباني (2009)، السراج المنير في ترتيب أحاديث صحيح الجامع الصغير (الطبعة 3)، بيروت :دار الصديق، صفحة 188، جزء 1. بتصرّف.
  11. ^ أ ب أحمد غلوش (2004)، السيرة النبوية والدعوة في العهد المدني (الطبعة 1)، بيروت :مؤسسة الرسالة، صفحة 108. بتصرّف.
  12. محمد التويجري (2009)، موسوعة الفقه الإسلامي (الطبعة 1)، المملكة العربية السعودية :بيت الأفكار الدولية، صفحة 355، جزء 3. بتصرّف.
  13. رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:6588، صحيح .
  14. رواه الألباني ، في صحيح أبي داود ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:2041، حسن .
  15. محمد السهسواني ، صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان (الطبعة 3)، القاهرة :المطبعة السلفية، صفحة 23. بتصرّف.
  16. بَحرق اليمني (1419)، حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار (الطبعة 1)، جدة :دار المنهاج، صفحة 257. بتصرّف.
  17. ^ أ ب محمد الإتيوبي (1999)، شرح سنن النسائي المسمى ذخيرة العقبى في شرح المجتبى (الطبعة 1)، القاهرة :دار المعراج الدولية ، صفحة 514-517، جزء 8. بتصرّف.
  18. رواه الألباني ، في صحيح النسائي ، عن عبد الله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم:692، صحيح .
  19. رواه ابخاري ، في صحيح البخاري ، عن أبي ذر الغفاري ، الصفحة أو الرقم:3366 ، صحيح .
  20. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 380. بتصرّف.
  21. سورة الإسراء ، آية:1
  22. مجموعة من المؤلفين (1427)، الموسوعة الفقهية الكويتية (الطبعة 1)، مصر :مطابع دار الصفوة ، صفحة 232-233، جزء 37. بتصرّف.
  23. شاكر الندوي (16-2-206)، "أهمية المساجد ودورها في الإسلام"، شبكة الألوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 30-7-2021. بتصرّف.
5478 مشاهدة
للأعلى للسفل
×