أهم رواد المدرسة الكلاسيكية

كتابة:
أهم رواد المدرسة الكلاسيكية

رواد المدرسة الكلاسيكية في الأدب الغربي

المدرسة الكلاسيكية؛ هي مدرسة أدبية أوروبية، تهتم بالأدب المعاكس لأدب الطبقات الدنيا، إذ تعتقد بتميزه، وأهم ما يُميز الأعمال الأدبية الكلاسيكية اتصافها بالإلمام والشمولية، وغالبًا ما يُقصد بالأعمال الكلاسيكية أنّها الأعمال الأدبية الإغريقية واللاتينية، ويهتم هذا النوع من الأدب بالشكل التعبيري وشكلية اللغة، ويُعرف أنّه مضبوط بشكل ممتاز.[١]

من أهم رواد المدرسة الكلاسيكية الحديثة في الأدب الغربي ما يأتي:

موليير

جان بولكان موليير (1622م- 1673م): أديب ومسرحي فرنسي، وُلد لعائلة كانت تعمل في البلاط الملكي، وتتلمذ في طفولته على يد المدرسة اليسوعية، عاش في كنف الملك لويس الرابع عشر، واقتبس موليير معظم أعماله المسرحية عن المسرح الإيطالي الهزلي، مثل: مسرحية المغفل، وطينة المحبة، وعُرفت هذه المسرحيات بنقدها اللاذع لأوضاع الحياة بأسلوب ساخر.[٢]

دعمت مسرحيات موليير الشباب، ممّا يعني أنّه فضل روح الشباب على حكمة الشيخوخة، والحُب على الأنانية، كما أنّه حاكى الطبيعة، ودعم القضايا الإنسانية، فأول عمل مسرحي له في البلاط الملكي، كان مدرسة الزوجات الذي عبر من خلاله على قضية هامة.[٢]

أضاءت مدرسة الزوجات قضية تعليم الإناث، وانتقد عدم إتاحة الفرص الكافية لهُنّ في التعليم، والدخول إلى المؤسسات الأكاديمية، فحدث صدام كبير بينه وبين رجال الدين، كما عُرف موليير بمسرحيتي: البخيل ودون جوان، اللتان ناقشتا أهم المسائل المتعلقة بالطبيعة الإنسانية، ويُمكن عُدّ موليير من أوائل من اهتموا بالإخراج المسرحي؛ فقد كان يُوجه الممثلين، ويُقدم لهم النصائح لتقديم العروض المسرحية بأفضل شكل.[٢]

لافونتين

لافونتين (1621م- 1695م): أديب وشاعر فرنسي، وُلد لعائلة بُرجوازية، وورث عن والده الكثير من المناصب والأموال، شكلت الخرافات أهم أعماله، وقد نُشرت على مرحلتين، إذ قام بإثراء الأعمال التي تُعرف بالأعمال الخرافية، والعمل على تقديمها أدبًا للأطفال.[٣]

كان الهدف من هذه الحكاية الخرافية؛ هو تعزيز الجانب التربوي في حياة كلّ الأطفال، وتتسم كتاباته بالنزعة الأخلاقية المُحافظة، فقدم هذه العبر من خلال توظيفه للكوميديا والهزل.[٣]

كورني

كورني (1606م-1684م): كاتب وشاعر ومسرحي فرنسي، يُعد مبتكر الفن الكلاسيكي المأساوي، وُلد لعائلة ثرية، معظمهم كانوا ممّن عملوا في المحاماة، وكانت أهم أعماله مسرحيتي: بولكيت، وهو راس.[٤]

استطاع كورني أن يلفت انتباه المشاهدين للعروض المسرحية بشدة بسبب عظمة نصوصه؛ لأنّها نصوص مسرحية مضبوطة إلى حد كبير، وتُعبر عن اللغة الرشيقة، ومعظم مسرحيات كورني غير مترجمة إلى العربية.[٤]

جان راسين

جان راسين (1639م-1699م): هو أديب فرنسي، يُعد من أهم الشعراء الدراميين، ومن رواد المدرسة المأساوية الكلاسيكية، وتمحورت أعماله حول مناقشة القضايا السياسية، والعاطفية، فسرد العديد من المؤامرات التي كان الشعب الفرنسي مولعًا بها، ظنًا أنّها كانت تُحاك للإطاحة بالعرش الملكي، وقدم العديد من العروض المسرحية، أهمها: بريتانيكوس، والإسكندر.[٥]

جون أولدهام

جون أولدهام (1653م- 1683م): أديب بريطاني كلاسيكي، وُلد لعائلة ثرية، التحق بمدرسة سانت إدموند بأكسفورد، ويُعد رائد المدرسة الكلاسيكية، وعُرف بشعر الرثاء ونُشرت قصائده بشكل متناثر، شكلت حالةً من الانتفاضة حول الأوضاع العامة، ووجه لاحقًا شعره نحو أحوال المجتمع بدلًا من الأمور الشخصية.[٦]

رواد المدرسة الكلاسيكية في الأدب العربي

تُعد المدرسة الكلاسيكية العربية شكلًا من إعادة صوغ الأحاسيس في قوالب غير غربية، مع اتباع أساليب غربية للتعبير عنها؛ ولذلك تُعرف بالإتباعية المعنوية والأسلوبية، ومن أهم رواد الدراسة الكلاسيكية العربية ما يأتي:[٧]

محمود سامي البارودي

محمود سامي البارودي (1839م- 1904م): شاعر عربي حديث، تناول في شعره شتَّى الأغراض الشعرية التي تُثبت مدى براعته في نظم الشعر؛ وجمع بين مختلف أغراض الشعر، مثل: الفخر، والمدح، والحماسة، والهجاء، والغزل، والحكمة، وطُبعت قصائد البارودي في ديوانه الذي اشتمل على مُعظم أشعاره، ومن خلالها يتضح مدى التزامه بالمبادئ الكلاسيكية، التي تنشد حسن السبك وضبط اللغة والفلسفة الأخلاقية.[٨]

أحمد شوقي

أحمد شوقي (1868م-1932م): شاعر مصري لُقب بأمير الشعراء، تعود أصوله إلى الأكراد، التحق بإحدى الجامعات الفرنسية، وحصل على تعليم ممتاز، كما تميز شعره بحسن نظمه، وجمعه بين الحضارة العربية، والحياة الغربية التي تتسم بالتطور، عُرف شوقي بأنّه شاعر الحكمة العامة واللغة العربية السليمة.[٩]

ظهرت النزعة الكلاسيكية المحافظة على شوقي في أعماله التي جمعت في ديوانه المنشور، ومن أهم أعماله في ضوء المدرسة الكلاسيكية: الشوقيات، ومجنون ليلى، ومصرع كليوبترا.[٩]

حافظ إبراهيم

محمد حافظ إبراهيم، (1872م- 1932م): شاعر مصري، يُعد حافظ إبراهيم من أكثر الشعراء إخلاصًا وصدقًا في شعره، إذ تناول مختلف القضايا التي شكلت محور اهتمام الشعوب العربية في العصر الحديث، فقد كان من رواد النهضة العربية.[١٠]

عمل حافظ إبراهيم على شحذ الهمم تجاه أهم القضايا، فدفع بهذا الأمر خليل مطران أن يقول فيه: "إنّه أشبه بالوعاء، فيتلقى الوحي من شعور الأمة، وأحاسيسها، ومؤثراتها في نفسه، فيمتزج ذلك بشعوره، وإحساسه، فيأتي منه القول المؤثر المتدفق بالشعور، الذي يحس كل مواطنٍ أنّه صدىً لما في نفسه".[١٠]

تشمل أشعاره: المدائح، والتهاني، والقريض، والهجاء، والإخوانيات والوصف، والخمريات، والغزل، وأوضاع المجتمع والسياسة، والرثاء، وعبّر حافظ إبراهيم عن النزعة الكلاسيكية من خلال مجمل مؤلفاته الشعرية التي نُشرت على هيئة مجلد ضخم، يحمل عنوان المؤلفات الكاملة لحافظ إبراهيم.[١٠]

معروف الرصافي

معروف الرصافي (18875م-1954م): شاعر وكاتب مصري، يُعد من أهم رواد المدرسة الكلاسيكية العربية، التزم بالتعبير عن اللحظات الشعورية التي تبلغ فيها النفس الإنسانية قمة التأثر بموقف ما، دون فيض عواطف وتعابير هذه النفس، والشعر عنده أحاسيس تُسيطر على الروح، ظهرت النزعة الكلاسيكية عند الرصافي في معظم شعره، وله العديد من المؤلفات، تم إصدارها على شكل ديوان ضخم.[١١]

نستنتج مما سبق، أنّ المدرسة الكلاسيكية في الأدب، تُعدّ من أهم المدارس الأدبية التي التزمت باللغة الرصينة، والشعر المنظوم بشكل جيد، ومن أهم روّادها: موليير، أمّا في الأدب العربي: حافظ إبراهيم، وأحمد شوقي.

المراجع

  1. نسيب نشاوي، مدخل إلى دراسة المدارس الأدبية في الشعر العربي المعاصر، صفحة 28-29. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت مكتبة الإسكندرية، موليير، صفحة 1-2.
  3. ^ أ ب "Jean de La Fontaine", britannica, Retrieved 29/9/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Pierre Corneille", britannica, Retrieved 29/9/2021. Edited.
  5. "Jean Racine", britannica, Retrieved 29/9/2021. Edited.
  6. "John Oldham", britannica, Retrieved 29/9/2021. Edited.
  7. نسيب نشاوي، مدخل إلى دراسة المدارس الأدبية في الشعر العربي المعاصر، صفحة 38-39. بتصرّف.
  8. محمود سامي البارودي، ديوان محمود ساي البارودي، صفحة 1-10. بتصرّف.
  9. ^ أ ب مكتبة الإسكندرية ، أحمد شوقي، صفحة 1-9. بتصرّف.
  10. ^ أ ب ت محمد حافظ إبراهيم ، المؤلفات الكاملة محمد حافظ إبراهيم، صفحة 1-10. بتصرّف.
  11. نسيب نشاوي، مدخل إلى دراسة المدارس الأدبية في الشعر العربي المعاصر، صفحة 84-85. بتصرّف.
9817 مشاهدة
للأعلى للسفل
×