الزواج
يعدّ الزّواج أعلى مظاهر التّمدّن الإنسانيّ، إذ من خلال الزّواج يمكن الحفاظ على الجنس البشريّ، فهو السّبيل الوحيد لدوام الإنسانيّة، وما إنْ يشبّ الفتى أو الفتاة إلّا ويداخلهما التّفكير في الزّواج، ويبدأ كلّ منهما يفكّر بشريك المستقبل، كلّ ذلك يعدّ من الفطرة الكونيّة، وما من رجل يصل إلى الخمسين إلّا وقد تزوّج مرّة على الأقلّ، والقليل من يعزف عن الزّواج لسبب من الأسباب، فالزّواج إذًا هو استقرار للنّفس البشريّة، وحفظ للدّين والخلق، وطهارة للقلب، وصون للجنس البشريّ، فهو ضروريّ كالقوت للبدن، ومحور هذا المقال يدور حول أهم صفات الزوجة الصالحة.[١]
أهم صفات الزوجة الصالحة
الأسرة هي نواة المجتمع، ولذلك كان لقيامها في الإسلام الأهميّة الكبيرة والحسّاسة في نظر الشّارع، ونواة الأسرة الزّوجة، فإن صلحت الزّوجة صلحت الأسرة، وإن فسدت الزّوجة فسدت الأسرة، ولذلك للحصول على أسرة صالحة في المجتمع لا بدّ من اختيار الزوجة الصالحة، ومن أهم صفات الزوجة الصالحة: هي التي تسرّ زوجها عند حضوره وتحفظه في عرضها وماله في غيابه، لقوله تعالى: {فالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ}.[٢] والتي تتّصف بالخلق الرّفيع، تتقبّل النّصيحة والتّوجيه من زوجها دون جدال أو شحناء أو مراء، التي تفرح لفرح زوجها وتحزن لحزنه، التي تعين زوجها على هموم الدّنيا ولا تعين هموم الدّنيا على زوجها، هي المربّية الصّالحة التي تسعى في تربية أبنائها على حبّ الله، وحبّ رسوله، وحبّ المؤمنين، والسّعي في عمل الخير، هي التي تسرّ زوجها إذا نظر، وتطيعه إذا أمر، قال -صلّى الله عليه وسلّم- في الزوجة الصالحة: "الدُّنْيَا مَتَاعٌ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ".[٣] وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: "قيلَ لرسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أيُّ النِّساءِ خيرٌ؟ قال: التي تَسُرُّه إذا نظَرَ، وتُطيعُه إذا أمَرَ، ولا تُخالِفُه في نَفسِها ومالِه بما يكرَهُ".[٤][٥]
إعداد الزوجة الناجحة
هناك جامعات ومعاهد لإعداد القادة والكوادر في شتّى المجالات، ولكن المجتمع أحوج ما يكون اليوم إلى إعداد الفتاة للزّوجيّة، للحصول على أهم صفات الزوجة الصالحة، ويجب أن يشترك في هذا العمل كلّ من الأسرة والمدرسة والمعهد والجامعة، لأنّ الزوجة الصالحة مدرسة بحدّ ذاتها كما قال الشّاعر حافظ إبراهيم في إعداد الزوجة الصالحة بأنّها ستكون مدرسة تنتج شعبًا صاحب صفات فضيلة وأخلاق عريقة:[٦]
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
- أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
فالأمّ تصبح مدرسة تعلّم أبناءها الرّجولة والفضيلة والصّدق والصّلاح، وتكون زوجة صالحة، تحترم الزّوج وتقدّره وتقف عند متطلّباته، إن تمّ إعدادها إعددًا شرعيًّا صحيحًا. فالمرأة لها حقوق على زوجها، وكذلك عليها مسؤوليات يجب أن ترعاها حقّ الرّعاية من حسن تربية أبنائها وطاعة زوجها وخدمته ضمن حدود الشّريعة.[٧] ولمزيد من المعلومات، حبّذا متابعة الفيديو التّالي الذي يتحدّث فيه فضيلة الدّكتور بلال إبداح عن أهم صفات الزوجة الصالحة.
المراجع
- ↑ "الزواج فطرة كونية"، www.bahareth.org، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية: 34.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم: 1467، حديث صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم: 3/98، حديث إسناده صحيح.
- ↑ "مواصفات الزوجة الصالحة "، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.
- ↑ "م ذا يكابد عاشق ويلاقي"، www.aldiwan.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020.
- ↑ "إعداد الزوجة الناجحة فن.. هل نتقنه؟!"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 04-01-2020. بتصرّف.