أهم مواد تخصص علم النفس

كتابة:
أهم مواد تخصص علم النفس

علم النفس البيولوجي

يعدّ من أهم مواد تخصص علم النفس، ويركز علم النفس البيولوجي، والذي يشار إليه أيضًا بإسم علم الأعصاب السلوكي، على العلاقات بين العقل والسلوك وعملياته البيولوجية الأساسية، بما في ذلك علم الوراثة وكذلك الكيمياء الحيوية وبعض العلوم الحياتية مثل علم التشريح وكذلك علم وظائف الأعضاء، بمعنى آخر، يهتم علماء النفس البيولوجي بالآليات الجسمية المرتبطة بالسلوك، إن التقدم التكنولوجي الذي بدأ في سبعينيات القرن العشرين، خاصّة الطرق الجديدة لمراقبة نشاط الدماغ، بدأت تضاعف المعرفة حول الروابط بين الدماغ والسلوك، باستخدام هذه التقنيات الجديدة.[١]


تناول علماء النفس البيولوجيين مسألة تخزين واسترجاع الذكريات بعدة طرق مختلفة، بدءًا من ملاحظة التغيرات في التواصل بين الخلايا العصبية في الدماغ إلى التحقيق في آثار هرمونات الإجهاد على القدرة على تكوين ذكريات، وينصب تركيز هذا المنظور على الآليات المستخدمة لتخزين واستعادة الذكريات والعمليات العقلية العليا، ومن أمثلة هذه الآليات التغيرات في بنية الخلايا العصبية أو في البيئة الكيميائية الحيوية للجهاز العصبي.[١]


علم النفس التطوري

يعدّ من أهم مواد تخصص علم النفس كذلك يعد منظورًا وثيق الصلة بسابقه، وعلم النفس التطوري يحاول الاستفادة من مفاهيم نظرية التطور في السياق النفسي، عبر الإجابة على سؤال حول كيفية تشكيل الهيكل المادي والسلوك من خلال مساهماتهم في بقاء الجنس البشري؛ إن المبدأ الأساسي لعلم النفس التطوري هو أن السلوك الحالي موجود في شكله الحالي لأنه قدم بعض المزايا في البقاء والتكاثر لدى أسلاف البشر.[٢]


إن علم النفس التطوري مهتم بحقيقة أن لدى الإنسان ذاكرة جيدة جدًا للوجوه، خاصّة لوجوه الأشخاص الذين المرتبطين بالخبرات السلبية في الماضي، في عالم الجمع والصيد، فمن المرجح أن التعرض للخبرات السلبية، مثل الخداع في توزيع نصيب الأفراد العادل في الصيد، كان يؤدي إلى الجوع للفرد ولعائلته، وبالتالي فإن من غير المرجح أن يستمرّ الأشخاص الذين لم يتمكنوا من كشف الغشاشين بالعيش والتكاثر.[٢]


علم النفس المعرفي

يمكن أن يعدّ علم النفس المعرفي أهم مواد تخصص علم النفس حاليًا، ويركز علم النفس المعرفي على عملية التفكير، ومعالجة المعلومات، نظرًا لأنّ قدرة الإنسان على التذكر تلعب جزءًا لا يتجزأ من معالجة المعلومات، فمن المحتمل أن يكون لعلم النفس المعرفي الكثير ليقوله عن تخزين واسترجاع الذكريات، وقد يتساءل عالم النفس المعرفي عن سبب اختلاف المعالجة عندما يحاول الفرد أن يتذكر الأسماء والتواريخ أثناء إجراء اختبار في درس التاريخ مقارنةً بتذكر كيفية ركوب الدراجة.[٣]


إن من أهم مواد تخصص علم النفس المعرفي هي العمليات العقلية التي تؤدي إلى تجربة ذاكرة جيدة أو قد تؤدي إلى نسيان المعلومات، والتي يتذكر فيها الحرف الأول أو جزء من الكلمة التي يحاول الفرد استرجاعها ولكنه لا يتذكر كل شيء، ويمتدّ مجال اهتمام علم النفس المعرفي بدراسة الاستراتيجيات التي يمكن للأفراد استخدامها لجعل العمليات المعرفية الخاصة بهم أكثر كفاءة، لا سيّما عمليات معالجة البيانات الخاصة بالذاكرة والإدراك.[٣]


علم النفس الاجتماعي

وهو من أهم مواد تخصص علم النفس وأوسعها انتشارًا من الناحية التجريبيّة، ويصف علم النفس الاجتماعي آثار البيئة الاجتماعية، بما في ذلك الثقافة، على سلوك الأفراد؛ ويدرك علماء النفس الاجتماعي أنّ الإنسان يبني حقائقه الخاصة المتأثّرة ببيئته، وأنّ البيئة الاجتماعية تؤثّر على أفكاره ومشاعره وسلوكه، وقد كان علماء النفس الأوائل محدودين في فَهمهم للعقل من خلال تركيزهم الحصري على السياقات الاجتماعية والثقافية الخاصة بهم فقط، أمّا في الآونة الأخيرة، فقد أكد علماء النفس الاجتماعي على الحاجة لاستكشاف تأثيرات السياق الاجتماعي والثقافي وعلم الأحياء على سلوك الأفراد، فقد يتساءل عالم النفس الاجتماعي عن كيفية تأثير وجود الآخرين على تخزين البيانات واسترجاعها.[٤]


علم نفس النمو

يستكشف علم النفس التنموي التغيرات الطبيعية في السلوك التي تحدث عبر عمر الإنسان، باستخدام منظور النموّ، قد يبحث الأخصائي النفسي في كيفية عمل القدرات المعرفية العامّة كالذاكرة والإدراك والانتباه لدى الأشخاص من مختلف الأعمار وفقًا لمراحل نمو معينة، على سبيل المثال كيف يمكن لطفل يبلغ من العمر ثلاثة أشهر الاحتفاظ بالذاكرة،

بأنّ حركة الركل يمكن أن تحرك هاتفًا محمولًا معلقًا فوق سريره، لمدّة شهر تقريبًا دون ممارسة أي سلوك آخر، الأخصائيين في علم نفس النمو يناقشون على سبيل المثال أنّه بالرغم من أن الذاكرة قد تكون تراكمية فإن معظم الأفراد يواجهون صعوبة في تذكر الأحداث التي وقعت قبل سن 3 إلى 4 سنوات أو نحو ذلك، ويمكن للأطفال والشباب تذكر الأسماء بشكل أسرع بكثير من البالغين الأكبر سنًا.[٥]


علم نفس الشخصية

قد يكون هذا الفرع هو من أهم مواد تخصص علم النفس وأكثرها شهرة واتساع بين العامّة من الناس، ويشير نمط الشخصية إلى التصنيف النفسي لأنواع مختلفة من الناس، وتتميز أنواع الشخصية عن السمات الشخصية، والتي تأتي بدرجات مختلفة، ويوجد هناك العديد من أنواع النظريات المتعلقة بالشخصية، وقد تحتوي نظرية الشخصية التي يصممها أي عالم نفسي على نظريات متعددة أو نظريات فرعية مرتبطة في كثير من الأحيان.[٦]


على سبيل المثال، وفقًا لنظريات الأنماط، هناك نوعان من الشخصيات: الانطوائيون والانبساطيون، ووفقًا لنظريات السمات، يعد الانطواء والانبساط جزأين طرفيين من بُعد مستمر، إذ يوجد العديد من الأشخاص في الوسط، وقد نشأت فكرة الشخصيات النفسية قديما، خاصّة في العمل النظري لكارل يونغ.[٦]


علم النفس الإيجابي

يعدّ علم النفس الإيجابي من أهم مواد تخصص علم النفس الحديثة نسبيًا، وهو الدراسة العلمية للحياة الجيدة، والجوانب الإيجابية للتجربة الإنسانية التي تجعل الحياة تستحق العيش، ويركز علم النفس الإيجابي على كل من الصحة النفسية والرفاهية الفردية والمجتمعية.[٧]


وقد بدأ علم النفس الإيجابي كمجال جديد لعلم النفس في عام 1998، كرد فعل على التحليل النفسي والسلوكية، الذين كانا يركزّان على المرض العقلي، مع التركيز في الوقت نفسه على السلوك غير التكيفي والتفكير السلبي، ويعتمد علم النفس الايجابي بشكل أكبر على الحركة الإنسانية، التي شجعت التركيز على السعادة والرفاهية والإيجابية، ويهتم علم النفس الايجابي بالحياة الجيدة، والتفكير حول الأمور التي تحمل أكبر قيمة في الحياة، والعوامل التي تُسهِم أكثر في حياة جيدة ومُرضية.[٧]


اقترح علماء النفس الإيجابيّون عددًا من الطرق التي يمكن بها تعزيز السعادة الفردية، تكتسي العلاقات الاجتماعية مع الزوج أو الأسرة أو الأصدقاء أو الشّبكات الأوسع من خلال العمل أو الأندية أو المنظمات الاجتماعية أهمية خاصة، في حين أن ممارسة الرياضة البدنية وممارسة التأمل قد تسهم أيضًا في السعادة، وقد يرتفع الشعور بالسعادة مع زيادة الدخل الماليّ، على الرّغم من أنّها قد ترتفع أو تنخفض عندما لا يتم تحقيق مكاسب أخرى.[٧]

علم النفس التربوي

إنّ النفس التربوي هو أهم مواد تخصص علم النفس التي تَعنى بالدراسة العلمية للتعلم الإنساني، إذ تسمح دراسة عمليات التعلم للباحثين، من المنظورَيْن المعرفي والسلوكي، بفَهم الفروق الفردية في الذكاء، والنمو المعرفي، والتأثير، والدافع، والتنظيم الذاتي، والمفهوم الذاتي، وكذلك دور هذه العوامل في التعلم، ويعتمد مجال علم النفس التربوي اعتمادًا كبيرًا على الأساليب الكمية الإحصائية، بما في ذلك الاختبارات والقياس؛ لتعزيز الأنشطة التعليمية المتعلقة بالتصميم التعليمي وإدارة الفصول الدراسية والتقييم، والتي تعمل على تسهيل عمليات التعلم في مختلف البيئات التعليمية عبر العمر الافتراضي للتعلم.[٨]

علم النفس البيئي

علم النفس البيئي هو مجال متعدّد التخصصات يركز على التفاعل بين الأفراد ومحيطهم، إنه يفحص الطريقة التي تشكل بها البيئة الطبيعية والبيئة المبنية للأفراد، ويعرّف الحقل مصطلح البيئة على نطاق واسع، وتشمل أهم مواد تخصص علم النفس البيئي البيئات الطبيعية والاجتماعية والبيئات المبنية وبيئات التعلم والبيئات المعلوماتية، لم يكن علم النفس البيئي معترفًا به تمامًا كواحد من أهم مواد علم تخصص النفس حتى أواخر الستينيات عندما بدأ العلماء في التشكيك في العلاقة بين سلوك الإنسان والبيئة الطبيعية والبنائية، منذ نشأته، كان هذا الحقل ملتزمًا بإعطاء الأولوية للبحث الذي يهدف إلى حل المشكلات البيئية المعقدة في السعي لتحقيق الرفاهية الفردية داخل مجتمع أكبر.[٩]


عند حل المشكلات التي تنطوي على تفاعلات بين الإنسان والبيئة، سواء كانت عالمية أم محلية، يجب أن يكون لدى الفرد أنموذج للطبيعة البشرية التي تتنبأ بالظروف البيئية التي يستجيب البشر في ظلها، إذ يمكن أن يساعد هذا الأنموذج في تصميم وإدارة وحماية البيئات الايجابية للبشر، والتنبؤ بالنتائج المحتملة عند عدم تلبية هذه الشروط، وتشخيص الحالات والمشكلات البيئية، يطور الحقل نموذجًا للطبيعة البشرية مع الحفاظ على تركيز واسع ومتعدد التخصصات بطبيعته. إنه يستكشف قضايا مختلفة مثل الإدارة المشتركة للموارد البيئية، وتحديد الطرق والأبنية في البيئات المعقدة، وتأثير الضغط البيئي على الأداء البشريّ، وخصائص البيئات الصديقة للإنسان، ومعالجة المعلومات البشرية.

علم النفس الإكلينيكي

يركّز علماء النفس اهتمامهم بما يحدث عندما ينهار السلوك الطبيعيّ، ويعدّ علم النفس الإكلينيكي من أهم مواد تخصص علم النفس، إذ يسعى منظور علم النفس الإكلينيكي إلى توضيح وتحديد ومعالجة السلوكيات غير الطبيعية، وفي الآونة الأخيرة، وسّع علماء النفس الإكلينيكيّون والاستشاريّون من منظورهم ليشمل تعزيز الرفاهية والصحة النفسية العامة، والذي قد يتداخل مع عمل علم النفس الإيجابي.[١٠]


يناقش علم النفس الكلينيكي العديد من أنواع الاضطرابات النفسية تؤثر على العمليات العقلية والسلوك، ومن مشاهير هذا الفرع هو عالم النفس الشهير سيجموند فرويد، إذ اعتقد فرويد أن التجارب المؤلمة كانت أكثر صعوبة في التذكر، وهي عملية وصفها بالقمع، والتي ناقشها في محاولاته لدراسة الذاكرة والاضطرابات النفسية.[١٠]

علم نفس الشواذ

علم النفس غير الطبيعي أو الشاذّ، هو من أهم مواد تخصص علم النفس، الذي يدرس أنماطًا غير عادية من السلوك والعاطفة والتفكير، والتي قد تُفهم على أنها تؤدي إلى اضطراب عقلي، على الرّغم من أن العديد من السلوكيات يمكن اعتبارها غير طبيعية، فإن هذا الفرع من علم النفس عادة ما يتعامل مع السلوك في سياق سريري.[١١]

هناك تاريخ طويل من محاولات فهم ومراقبة السلوك الذي يُعدّ شاذًا أو منحرفًا، إحصائيًا أو وظيفيًا أو معنويًا، وغالبًا ما يكون هناك تباين ثقافيّ في النّهج المتبع، ويحدّد مجال علم النفس غير الطبيعي أسبابًا متعددة للاضطرابات في الظروف المختلفة لها، حيث يستخدم نظريات متنوعة من المجال العام لعلم النفس، وكانت هناك أيضًا طرق مختلفة في محاولة تصنيف الاضطرابات العقلية.[١١]

المراجع

  1. ^ أ ب Rosenzweig R, Breedlove M, Leiman L (2002), Biological psychology: An introduction to behavioral, cognitive, and clinical neuroscience, USA: Sinauer Associates, Page 20-34. Edited.
  2. ^ أ ب Pat Barclay, Martin Lalumière (2006), "Do people differentially remember cheaters?", Human Nature, Issue 17, Folder 1, Page 98-113. Edited.
  3. ^ أ ب Robert Sternberg, Karin Sternberg (2016), Cognitive psychology, United States: Nelson Education, Page 1-6. Edited.
  4. Steven Neuberg, douglas Kerick, Mark Schaller (2010), "Evolutionary social psychology", Handbook of social psychology, Issue 2, Folder 1, Page 761. Edited.
  5. Rovee Collier, Cuevas K (2008), The development of infant memory. In The development of memory in infancy and childhood, United Kingdom: Psychology Press, Page 23-54. Edited.
  6. ^ أ ب Philip Corr, Gerald Matthews (2009), The Cambridge handbook of personality psychology , Cambridge : Cambridge University Press, Page 1-7, Part 1. Edited.
  7. ^ أ ب ت Martin Seligman (2000), "positive psychology: An introduction", American Psychologist, Issue 55, Folder 1, Page 5-14. Edited.
  8. Jack Snowman (1997), "Educational Psychology: What Do We Teach, What Should We Teach? ", Educational Psychology, Issue 9, Folder 1, Page 151-169. Edited.
  9. Robert Gifford (2007), Environmental psychology: Principles and practice, Colville, WA: Optimal books, Page 372-375. Edited.
  10. ^ أ ب Richard M. McFall (2006), "Doctoral Training in Clinical Psychology", Annual Review of Clinical Psychology, Issue 2, Folder 1, Page 21-49. Edited.
  11. ^ أ ب Jeffrey Nevid , Spencer Rathus, Beverly Green (2003), Abnormal psychology in a changing world, New Jersey, USA : Prentice Hall, Page 1-4. Edited.
6362 مشاهدة
للأعلى للسفل
×