محتويات
أهمية التفاؤل في الإسلام
حثت الشريعة الإسلاميّة على التفاؤل، ونبذ التشاؤم واليأس والقنوط، وبيّنت أنّ غياب التفاؤل نابعٌ من غياب الفقه في الدين، ومن القصور في فهم مقاصد التشريع،[١]وفيما يلي بيانٌ لأهميّة التفاؤل:[٢]
- إنّه عقيدةٌ لدى المسلم؛ فهو نابعٌ من حسن ظنّه بالله وتوكّله عليه، ويقينه بأنّ ربّ الخير لا يأتي إلا بالخير.
- يعمل على تقوية الثقة بالله -عزّ وجلّ- والاعتماد عليه، وغرس معاني اليقين به سبحانه، وأنّ كلّ ما يحصل للإنسان هو تقدير العزيز العليم.
- إنّه أمرٌ مستحسنٌ؛ لأنّ فيه حفزٌ للهمم على تحقيق الأهداف وتوقّع الأفضل دائمًا.
- يغرس الطمأنينة في النفوس؛ من خلال صدق توكّلها على الله، وتوقّعها لأفضل الخيارات في كلّ الظروف والأحوال، وذلك بعد الأخذ بالأسباب.
آياتٌ حاثَّةٌ على التفاؤل والاستبشار
جاءت آياتٌ كثيرةٌ في القرآن الكريم تدعو المسلم ليكون من المتفائلين المستبشرين، ومنها ما يأتي:
- قول الحقّ -عز وجل- في سورة يوسف: (وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ)؛[٣] فقد حرَّمَ القرآن اليأس، وبيّن أنّه قرينٌ للكفر، أمّا المسلم فيحملُ من اليقين بالله ما يجعله يستبشر دائمًا بما هو خيرٌ.[٤]
- وفي سياق نبذ التشاؤم وترك الخوف وتوقع الشر والنتائج السيئة؛ جاء على لسان الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم- قول الله -تعالى-: (إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ)،[٥] وفي هذا تربيةٌ للمسلمين على توقّع أفضل النتائج بعد التوكّل على الله، والأخذ بالأسباب.[٦]
التفاؤل كما ورد في السنة النبوية
كان الرسول - صلى الله عليه وسلم- متفائلًا، ويحثّ على التفاؤل؛ وهذا من حسن ظنّه بالله وتوكّله عليه، ولقد زخرت السيرة النبويّة بهذه المعاني؛ ومن الأحاديث الواردة في هذا الشأن:[٧]
- عَن أبي هُرَيْرَة -رَضِي الله عَنهُ- أنّ رَسُول الله -صلى الله عَلَيْهِ وَسلم- قال: (إِذا بعثتم إِلَيّ رَسُولا فَاجْعَلُوهُ حسن الْوَجْه حسن الِاسْم)؛[٨] وفي هذا الحديث دلالةٌ واضحةٌ على أنّه -صلى الله عليه وسلم- كان يُحبّ الفأل الحسن.[٧]
- عن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: (سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم يَقُولُ: لَا طِيَرَةَ وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: (الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يسمعها أحدكم).[٩]
- ما رُوي عن أَنَسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-: (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَتَى خَيْبَرَ لَيْلاً وَكَانَ إِذَا أَتَى قَوْمًا بِلَيْلٍ لَمْ يُغِرْ بِهِمْ حَتَّى يُصْبِحَ؛ فَلَمَّا أَصْبَحَ خَرَجَتْ الْيَهُودُ بِمَسَاحِيهِمْ وَمَكَاتِلِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: مُحَمَّدٌ وَاللَّهِ، مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ ـيعني الجيش- فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: خَرِبَتْ خَيْبَرُ؛ إنَّا إذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ)،[١٠] ويتضح كيف استبشر -صلى الله عليه وسلم- بأنّ مدينتهم ستخرب، وسيكون العلو والنصر للمسلمين.[١]
المراجع
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، مجلة البيان، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ محمد بن عبد العزيز القرعاوي، الجديد في شرح كتاب التوحيد، صفحة 256. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:87
- ↑ إبراهيم الدويش، دروس للشيخ إبراهيم الدويش، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ سورة التوبة، آية:40
- ↑ فاضل صالح السامرائي، لمسات بيانية في نصوص من التنزيل، صفحة 1091. بتصرّف.
- ^ أ ب الترمذي، نوادر الأصول في أحاديث الرسول، صفحة 305. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:413، خلاصة الحكم على الحديث صحيح.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:2223.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:4197.