محتويات
المساعدة في فهم القرآن الكريم
السيرة النبوية المُطهّرة هي الصورة العملية لأفضل فهم وتطبيق للقرآن الكريم، وفي مُطالعة السّيرة النبوية تتعرّف على الظروف التي نزل بها القرآن الكريم، وفي ذلك زيادة فهم آياته، وتعديل الفهم الخاطئ الذي قد ينشأ من مجرد المعنى اللغوي للنص القرآني، وقد حدث ذلك مرّات عدّة.
ونذكر قصة تفسير سيدنا عروة بن الزبير لقوله -تعالى-: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّـهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّـهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)،[١] حيث فهم عروة أنّ الحاج مُخيّر بين السعي بين الصفا والمروة وعدمه، وهو ما عدلته سيدتنا عائشة -رضي الله عنها- المُطّلعة بالسيرة النبوية.[٢]
حيث وضّحت أنّ لهذه الآية سبب نزول، وهو تحرّج الأنصار من الطواف بين الصفا والمروة؛ لأنّ من مناسكهم في الجاهلية قبل الإسلام عدم الطواف بهما، فبيّن لهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أنْ لا حرج في ذلك بل هو ركن شرعيّ للحاج والمعتمر.[٢]
الاقتداء والتأسي بالنبي
دراسة سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- تُفضي إلى الاقتداء به، وجعله مثالاً يقيسه المسلم على نفسه؛ فهو أحسن مَن يُقتفى أثره، قال الله -تعالى-: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّـهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا)،[٣] وكيف لا نتأسّى به، وهو الذي جمع المحامد كلها، ويكفيه -صلى الله عليه وسلم- أن زكّاه الله -سبحانه وتعالى- بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ).[٤][٥]
زيادة معرفة الرسول
إنّ دراسة السيرة النيوية تُمكّن صاحبها من المعرفة الصحيحة للرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ فيتعرّف القارئ على الشخص الذي اختاره الله -تعالى- ليكون خير الأنبياء وآخرهم، وما هي مراحل حياته، وهذه المعرفة الدقيقة للرسول -صلى الله عليه وسلم تُعطي السيرة القدر والأهمية التي على المسلم أن يعطيها؛ لأنّه يعرف أنّه أمام وحي من الله -تعالى-.[٥]
أخذ الدروس والعبر من سيرة النبي
إن من يدرس سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم- سيتحصّل على كثير من الدروس والعبر، والتي تعتبر منهجاً تربوياً عملياً لبناء الجيل صاحب الشخصية المسلمة السوية، ولتقويم السلوك، وهذه مهمّة العلماء بأن يستخلصوا من سيرته -صلى الله عليه وسلم- المناهج التربوية العملية، بالإضافة إلى تقديمها ليستطيع الجيل الناشئ متابعة سيرة النبيّ المصطفى ويتأسّوا بها.[٦]
معرفة تضحيات الصحابة وفضائلهم
إن دراسة السيرة النبوية توضّح سيرة الجيل الأول الذي تربّى على معاني الإسلام على يد المعلم الأول -صلى الله عليه وسلم-،[٧] الجيل الذي أخذ على عاتقه مسؤولية نشر الإسلام، وبذلوا في ذلك كلّ غالٍ ونفيس، ونرى في السيرة النبوية القصص التي تحكي عن بطولاتهم.
حيث أبو بكر الصديق الذي لم يترك باباً إلا وولجه في سبيل الدعوة، وذاك عمر بن الخطاب المؤمن القوي في كل جوانب حياته، وذاك عثمان ضحّى بماله لتجهيز جيوش المسلمين، وأنّى لنا بسيرهم وتضحياتهم لولا السيرة النبوية التي حفظت مع سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- سيرة صحابته -رضوان الله عليهم أجمعين-.
المراجع
- ↑ سورة البقرة، آية:158
- ^ أ ب عماد الشربينى، رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم فى ضوء السنة النبوية الشريفة، صفحة 48-49. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية:21
- ↑ سورة القلم، آية:4
- ^ أ ب راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 13-14، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ محمد السلمي (2010)، صَحِيحُ الأثَر وجَمَيلُ العبر من سيرة خير البشر (الطبعة 1)، جدة:مكتبة روائع المملكة، صفحة 13، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن الحجي (1420)، السيرة النبوية منهجية دراستها واستعراض أحداثها (الطبعة 1)، دمشق:دار ابن كثير، صفحة 50، جزء 1. بتصرّف.