أهمية السيرة النبوية في فهم القرآن الكريم

كتابة:
أهمية السيرة النبوية في فهم القرآن الكريم

تعريف السيرة النبوية وأهميتها

تعريف السيرة النبوية

السيرة لغة: السنة والطريقة، أمّا السيرة النبوية في الاصطلاح: هي الترجمة لحياة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- منذ ولاته وحتى وفاته، بما في ذلك من أقواله، وأفعاله، وتقريراته، وصفاته الخُلقية والخَلقية، سواء كان ذلك قبل البعثة أو بعدها، في المرحلة المكية أو المدنية، وقد أولى العلماء اهتماماً خاصاً بتدوين السيرة النبوية ومن أهم وأشهر المؤلفات التي تُعنى بذلك: السيرة النبوية لابن إسحاق، وتهذيب ابن هشام، والسيرة النبوية لابن حزم، والسيرة النبوية لابن عساكر.[١]


أهمية السيرة النبوية

يعود سبب اهتمام العلماء بتدوين السيرة النبوية لأهميتها ومكانتها العظيمة، ومن ذلك ما يأتي:[٢]

  • تعدّ السيرة النبوية وسيلةً تعين على فهم شخصية رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
  • تعدّ السيرة النبوية وسيلةً تقدّم للإنسان مثلاً أعلى يقتدي ويتمسك به في سائر مجالات حياته.
  • تعدّ السيرة النبوية وسيلةً يظهر من خلالها التطبيق العملي لمبادئ وأحكام الإسلام.
  • تعدّ السيرة النبوية وسيلةً للتعرف على جيل الصحابة -رضي الله عنهم- حيث نزل القرآن في عهدهم فكانوا خير من امتثل لأوامره ونهيه.

أهمية السيرة النبوية في فهم القرآن الكريم

أُشير مسبقاً إلى أهمية السيرة النبوية ومكانتها العظيمة، وممّا لا شكّ فيه أنّ السيرة النبوية لها أهميةٌ بالغةٌ في فهم القرآن الكريم، وذلك لأنّ الكثير من الآيات القرآنية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالأحداث والوقائع التي عاشها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث كان القرآن الكريم ينزل معقباً لحدثٍ من الأحداث، أو مجيباً لسؤالٍ قد طرحه المشركون أو الصحابة -رضي الله عنهم- على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وممّا تجدر الإشارة إليه التنويه إلى بعض الأحداث التي ذكرها القرآن الكريم وكانت مرتبطةً بأحداث من السيرة النبوية:[٣][٤]

  • غزوة بدر الكبرى وهي أولى المعارك التي خاضها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حيث نزل في شأنها سورة الأنفال، وبعض من آيات سورة آل عمران.
  • غزوة أحد وهي ثاني المعارك التي خاضها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- حيث نزل في شأنها والحديث عنها ستون آية من سورة آل عمران.
  • غزوة بني قينقاع وقد كانوا أولى القبائل اليهودية التي نقضت عهدها مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، حيث نزل في شأنهم آيتان من سورة آل عمران حيث قال الله -تعالى-: (قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ* قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُم مِّثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّـهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبْرَةً لِّأُولِي الْأَبْصَارِ).[٥]
  • غزوة بني النضير، وقد نزل في شأنها سورة الحشر.
  • غزوة الأحزاب، وقد نزل في شأنها سورة الأحزاب.
  • منافقو المدينة وكشف أساليبهم وألاعيبهم ومخططاتهم، حيث نزل في شأنهم سورة التوبة.
  • تبرئة أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- من حادثة الإفك والبهتان الذي رمُيَت به، حيث نزل في شأنها سورة النور.


ويمكن القول من خلال ما سبق أنّ السيرة النبوية من أهم العلوم التي يُستند إليها في فهم القرآن الكريم، حيث إنّ معرفة أسباب نزول الآيات القرآنية وسيلةٌ قويةٌ في تحقيق فهم معاني القرآن الكريم وآياته، وهو ما أشار إليه الإمام الواحدي بقوله: "لا يمكن تفسير الآية دون الوقوف على قصتها وبيان نزولها".[٦][٧]


المراجع

  1. محمد العواجي، اهمية دراسة السيرة النبوية والعناية بها في حياة المسلمين، صفحة 6-7. بتصرّف.
  2. مجموعة مؤلفين، التعريف بالاسلام، صفحة 175. بتصرّف.
  3. "بيان أهمية السيرة لفهم القرآن، وأحسن ما صُنف في السيرة"، إسلام ويب، 1/9/2014، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2022. بتصرّف.
  4. "علاقة السيرة النبوية بالقرآن والسنة"، إسلام ويب، 21/11/2015، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2022. بتصرّف.
  5. سورة آل عمران، آية:12-13
  6. "بيان أهمية السيرة لفهم القرآن، وأحسن ما صُنف في السيرة"، إسلام ويب، 1/9/2014، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2022. بتصرّف.
  7. "علاقة السيرة النبوية بالقرآن والسنة"، إسلام ويب، 21/11/2015، اطّلع عليه بتاريخ 21/2/2022. بتصرّف.
3069 مشاهدة
للأعلى للسفل
×