العمل الصالح
يراد بالعمل كلّ فعل يقوم به الإنسان وهو قاصدٌ له، سواءٌ بالنية القلبية، أوالميل والإرادة، أو فعل الجوارح وتركها، أو قول اللسان وسكوته، أمّا العمل الصالح فهو ما يقوم به العبد من أعمال يكون قاصدًا بها وجه الله -تعالى- ومرضاته من حيث القصد والنية، وكان هذا العمل موافقًا للشرع في أصل المشروعية، ويتحقق به التأسي والاقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- في أدائه وكيفيته، حيث قال الله -تعالى- في القرآن الكريم: {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}،[١] وللعمل الصالح الذي يبنى على الإيمان ثمرات كثيرة،[٢] وفي هذا المقال سيتم الحديث عن أهمية العمل الصالح في حياة الإنسان، وشروطه.
أهمية العمل الصالح في حياة الإنسان
قرن الله -تعالى- في القرآن الكريم وفي السنة النبوية بين الإيمان والعمل الصالح، فقال الله -تعالى- في القرآن الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً}،[٣] وقد أخبر -سبحانه- بأنّ من يجمع بين الإيمان والعمل الصالح ذو حظٍ وفضلٍ عظيم، وأنّه من خير المخلوقات، حيث قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}،[٤] وذلك لأهمية العمل الصالح، فمن أهمية االعمل الصالح في حياة الإنسان ما يأتي:[٥]
- العمل الصالح سببٌ في الفوز بمحبة الله -تعالى- ومحبة العباد، حيث قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمْ الرَّحْمَنُ وُدًّا}،[٦] وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِذَا أحَبَّ اللَّهُ العَبْدَ نَادَى جِبْرِيلَ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحْبِبْهُ، فيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فيُنَادِي جِبْرِيلُ في أهْلِ السَّمَاءِ: إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فأحِبُّوهُ، فيُحِبُّهُ أهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ له القَبُولُ في الأرْضِ".[٧]
- العمل الصالح سببٌ في رفعة العبد وعلو درجاته في الجنة، حيث قال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}.[٨]
- العمل الصالح سببٌ في تكفير السيئات، والرقي في الدرجات، حيث قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ}.[٩]
- العمل الصالح سببٌ في نجاة العبد من الوقوع في الشدائد.
- العمل الصالح سببٌ في عيش العبد المؤمن الحياة الطيبة، ونزول البركات.
شروط العمل الصالح
للعمل شروط لا بُدّ أن تتوفر فيه حتى يكون عملًا صالحًا، فالعمل لا يُطلق عليه صالحًا؛ إذا توفر فيه ثلاثة شروط، وفيما يأتي بيان لهذه الشروط:[١٠]
- أن يكون العمل مطابقًا لما جاء به رسول الله صلّى الله عليه وسلم، ويُعدّ كلّ أمر مخالف لما جاء به -صلى الله عليه وسلم- عملًا باطلًا، حيث قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.[١١]
- أن يكون العمل خالصًا لله، حيث قال الله تعالى: {قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ* وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ* قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ* قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي}.[١٢]
- أن يُبنى العمل عل أساس العقيدة الصحيحة والإيمان، حيث قال الله تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ}.[١٣]
المراجع
- ↑ سورة البينة، آية: 5.
- ↑ "فضل العمل الصالح وثمراته"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-2-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية: 30.
- ↑ سورة البينة، آية: 7.
- ↑ "فضل العمل الصالح"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 16-2-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة مريم، آية: 96.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبو هيرة، الصفحة أو الرقم: 3209، حديث صحيح.
- ↑ سورة الفتح، آية: 29.
- ↑ سورة العنكبوت، آية: 7.
- ↑ "شروط العمل الصالح"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 16-2-2020. بتصرّف.
- ↑ سورة الممتحنة، آية: 7.
- ↑ سورة الزمر، آية: 11-14.
- ↑ سورة النحل، آية: 97.