محتويات
أهمية القرب من الله تعالى في حياة المسلم
يتفاوت المؤمنون فيما بينهم في القرب من الله عزّ وجلّ، حيث يكون قرب كلّ واحدٍ منهم بحسب طاعته لله تعالى ولزوم أمره، فأكثر الناس قربًا من الله -عزّ وجلّ- الأنبياء -عليهم السلام-، وفي الدرجة الأولى: أولو العزم، وفي مقدمتهم نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.[١]
إنّ المسلم لَيَجدُ سعادةً حقيقيَّةً في القرب من الله عزّ وجلّ؛ فقد تجد أغنى الأغنياء يعيش في قلقٍ دائمٍ وتعبٍ، وتجد إنسانًا آخرًا يتمتّع بكلّ الشهوات ومع ذلك تجده من أكثر الناس الذين يعانون من القلق النفسيّ، والضجر في الحياة، إذ إنّ الراحة والطمأنينة لا تتأتى إلا بالقرب من الله تعالى،[٢]ولا يستطيع الإنسان التمتع بلذّة الحياة إلّا بقربه من الله -تبارك وتعالى-، وجعل أنس الحياة في القرب منه -عزّ وجلّ-، ولعلّ أكثر ما يُقرّب الإنسان من ربّه: الصلاة؛[٢]فعندما يؤدي الإنسان المسلم صلاته، وينتهي من ركوعه وسجوده وعبوديته لربه، فإنّه يشعر براحةٍ نفسيَّةٍ؛ حيث نستنتج من ذلك أنّ الحياة الطيبة لا تكون إلا بالقرب من الله، والحياة الهنيئة والسعيدة لا تكون إلّا بالقرب منه -تبارك وتعالى-.[٢]
طرق القرب من الله تعالى
إنّ للتقرّب من الله -عزّ وجلّ- طرقًا ووسائل كثيرةٍ، منها:[٣]
- يستطيع الإنسان التقرّب من الله -عزّ وجلّ- من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
- التصديق بكلّ ما أخبر به الله -تبارك وتعالى- في كتابه العزيز، وما أخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- في سنته الشريفة.
- اتباع أوامر الله -عز وجل- وتنفيذها وذلك من خلال ترك نواهيه، وعلى الإنسان المسلم الرضوخ للأمر الله وطاعته، وترك نواهيه، فاتباع هذه الأمور كلّها سبيلٌ للوصول إلى الله -تعالى- والتقرّب منه.
عوائق القرب من الله تعالى
ثمّة عوائق تعيق الإنسان من التقرّب إلى الله، ومنها:[٤]
- تبدأ هذه العوائق بالشهوة التي تمنع الإنسان من القرب من الله -تعالى- والوصول إليه، وصف الله -تعالى- الحياة الدنيا باللهو واللعب، ولكن كم من البشر اتبعت هذه الشهوات، وكانت مصيرها العذاب والهلاك في القبر، إنّ الإنسان لا يدرك أهميّة الحياة وقيمتها ولا حقيقة هذه الشهوات إلّا حين يفارق فيها الحياة.
- سوء ظن الإنسان بالله -تعالى-.
- آخر الأمور التي تعيق الإنسان عن الوصول لله -تعالى- وطاعته والتقرب منه، هو الشيطان؛ فالشيطان نوعان: شيطان الإنس، وشيطان الجنّ، فمن أراد الوصول لله -تعالى- والتقرّب منه ينبغي عليه الابتعاد عن شياطين الإنس والجنّ، أمّا شياطين الإنس فهم الذين يزهدون في طاعة الله -تعالى-.
حيث يقوم شيطان الإنس بحثّ الإنسان على اليأس والقنوط من رحمة الله -عز وجل-، أمّا شيطان الجنّ؛ فهو الوسواس الذي يقذف ويزرع فيها الشيطان في قلب الإنسان، فيوسّوس له، ويُجَمّلُ ويزين له شهوات الدنيا وملذاتها.
المراجع
- ↑ ناصر العقل، شرح باب توحيد الربوبية من فتاوى ابن تيمية، صفحة 1. بتصرّف.
- ^ أ ب ت محمد بن محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ سعيد بن مسفر، دروس للشيخ سعيد بن مسفر، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ محمد بن محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 5. بتصرّف.