نعم الله تعالى
وهب الله -تعالى- الإنسان نعمًا كثيرة وفضائل عظيمة، فنعم الله -تعالى- على العباد لا تُعد ولا تُحصى، وقد قال سبحانه: {وَآتَاكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ ۚ وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ}،[١] وكل النعم التي تُصيب المرء هي من عنده سبحانه، فقد قال الله تعالى: {وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ۖ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ}،[٢] والهداية والإسلام من أكبر النعم وأعظمها، فقد قال سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا}،[٣] والإنسانُ منذُ أنّ كان في بطن أمه وهو يتنعم بنعم الله تعالى، فهو سبحانه من أوجده من العدم، وجعله يخرج من ظلمات الأرحام إلى الدنيا، وقد وهبهُ الأعضاء المختلفة التي صّورها سبحانه بعظمته وقدرته، وقد قال الله تعالى: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۙ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.[٤][٥]
أهمية المحافظة على النعمة
تكمنُ أهمية المحافظة على النعمة ببقائها وزيادتها، فالإسراف والتبذير في استخدام النعم طريقٌ إلى زوالها، فالإسراف محرمٌ في الإسلام لما فيه من هدرٍ وضياعٍ للنعم، وقد قال الله تعالى: {يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُواۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}،[٦] وكثيرٌ من الفقراء لا يجدون ما يسدون به جوعهم هم وأطفالهم، بينما يقوم البعض بإلقاء الطعام والشراب كل يوم في القمامة دون شعورٍ بالمسؤولية تجاه من يعاني من الجوع، وكذلك بالإعراض عن طاعة الله -تعالى- ومعصيته تزول النعم، فقد قال الله -تعالى- عن قوم سبأ: {لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ ۖ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ۖ كُلُوا مِن رِّزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ ۚ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ * فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُم بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِّن سِدْرٍ قَلِيلٍ}.[٧][٨]
أهمية شكر النعم
بعد الحديث عن أهمية المحافظة على النعمة، من الجدير الحديث عن أهمية شكر النعم، فالنعم كلها من الله تعالى، فالواجب على المرء أنّ يشكر الله -تعالى- على نعمه حتى يزيدها ولا يمحقها، فقد قال سبحانه: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ}،[٩] والشكر يكون بالأقوال والأفعال، فالمؤمن يشكر الله -تعالى- ويحمده بلسانه في كل يوم على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، كما يستخدم نعم الله -تعالى- في طاعته والبعد عن معصيته، وشكر النعم من صفات المؤمنين في الإسلام، فعن صهيب الرومي رضي الله عنه، حيث قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له".[١٠][١١]
المراجع
- ↑ سورة إبراهيم، آية:34
- ↑ سورة النحل، آية:53
- ↑ سورة المائدة، آية:3
- ↑ سورة النحل، آية:78
- ↑ "شكر النعم"، al-maktaba.org، 2020-04-23، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-23. بتصرّف.
- ↑ سورة الأعراف، آية:31
- ↑ سورة سبأ، آية:15 16
- ↑ "نعمة لا قمامة"، www.saaid.net، 2020-04-23، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-23. بتصرّف.
- ↑ سورة إبراهيم، آية:7
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن صهيب بن سنان الرومي، الصفحة أو الرقم:2999، حديث صحيح.
- ↑ "دفع الشكر للبلاء قبل وقوعه"، al-maktaba.org، 2020-04-23، اطّلع عليه بتاريخ 2020-04-23. بتصرّف.