أهمية المذهب المالكي

كتابة:
أهمية المذهب المالكي

المذهب المالكي

المذهب المالكي هو أحد المذاهب الأربعة الفقهية الإسلامية المعتبرة، مؤسسه هو الإمام مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي، ولكون هذا المذهب إحدى أكبر المذاهب الفقهية في الإسلام فلا شك أن هذا يعني أن كان للمذهب أثر علمي كبير سواء في إثراء المكتبة الإسلامية عموماً أو في إثراء العلوم الفقهية خصوصاً، أو حتى من خلال أثره على المجتمع وأفراده ونشره للدين الإسلامي وتعاليمه بينهم.

أهمية المذهب المالكي

أهميته العلمية العامة والخاصة

تظهر الأهمية العامة للمذهب المالكي من خلال عدة أمور:[١]

  • مؤلفات أصحاب مذهب المالكية الكبيرة المتنوعة: إذ رافق نشأة مذهب المالكية منذ أيام الإمام مالك وحتى عصرنا هذا تأليف المالكية مجموعة كبيرة ومتنوعة من المؤلفات المالكية، فقد ألّف أهل المذهب مؤلفات في التفسير والقرآن والحديث والأصول والفقه وقواعده، وهذه المؤلفات بلا شك ساعدت بإثراء المكتبة الإسلامية عموماً، عدا عن مدى بيانها لما قدمه المالكية من جهود في بناء مذهبهم تأصيلاً وتفريعاً.
  • الجوانب التي انفرد بها الإمام مالك: وهي أمور هامة بلا شك لها أثر في إثراء المسائل الفقهية في كل مذهب من المذاهب.
  • التنوع الفكري داخل المذهب: كان طلبة العلم قد قصدوا الإمام مالك من كافة أنحاء الدولة الإسلامية؛ ومن هذه المناطق: جزيرة العرب والأندلس والشام والعراق وما وراءها من بلاد فارس كخراسان وسمرقند وغيرها، فأتوا إليه لينهلوا من علمه معتنين بفهم كلامه والتتلمذ على يديه، وبرز من هؤلاء الطلاب مجموعات كان لها الأثر الأكبر في نشر مذهب الإمام مالك أصولاً وفروعاً.[٢]

وقد تميزت كل مجموعة منها بعدد من الميزات بسبب البيئة أحيانا وبسبب تأثرهم بالإمام مالك،[٢] وبسبب هذا فقد اعتبرت كل مجموعة منها مدرسة مستقلة وإن كانت لا تخرج عن أصول مدرسة الإمام مالك الكبرى، ولا شك أن هذا التنوع داخل هذا المذهب ساهم في تميز المذهب المالكي وتقويته وزيادة أهميته، سواء أكان ذلك في بنائه أو زيادة إثرائه الفكري والعلمي.

  • تنوع مصادره: تميز المذهب المالكي بوفرة مصادره وكثرة أصوله التي منها: الكتاب، والسنة، والإجماع، وإجماع أهل المدينة، والقياس، والاستحسان، وقول الصحابي، والاستصحاب، والمصالح المرسلة، وغيرها من المصادر والأصول التي بنى عليها مالك مذهبه، حتى قيل إنها وصلت نحو ستة عشر دليلاَ.[٣]

وهذه الكثرة في الأدلة أغنت المذهب المالكي وزادت من حيويته، مما جعله مذهبا يملك وسائل الاجتهاد وأدوات الاستنباط مما يؤهلهم لبلوغ درجة الاجتهاد ويمكنهم من ممارسته ويسهل عليهم مهمته، وهذا فيه بلا شك زيادة لأهمية المذهب المالكي.[٣]

أهميته المجتمعية الدينية

وهذا يتضح أولا من خلال مدارس المالكية؛[١] إذ إن كثرة المدارس المالكية وتنوع مناطق وجودها كان لها أثر مهم في نشر الدين الإسلامي وتعاليمه، وثانيا من خلال معرفة أنه مذهب فقهي معمول به حتى الآن في كثير من الدول الإسلامية خاصة بلاد الشمال الإفريقي.[٤]

المراجع

  1. ^ أ ب محمد المامي، المذهب المالكي مدارسه ومؤلفاته خصائصه وسماته، صفحة 15-18. بتصرّف.
  2. ^ أ ب سعود العجمي، المذهب المالكي مدارسه وأشهر مصطلحاته، صفحة 1242. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد التاويل، خصائص المذهب المالكي، صفحة 13-15. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، موسوعة سفير للتاريخ الإسلامي، صفحة 4. بتصرّف.
4206 مشاهدة
للأعلى للسفل
×