أهمية حسن معاملة الزوج لزوجته

كتابة:
أهمية حسن معاملة الزوج لزوجته


نيل رضا الله عزّ وجلّ

كيف يكتسب المسلم رضا ربه من خلال زوجته؟


إنَّ الله لمَّا خلق المرأة للرجل فإنَّه خلقها -سبحانه- حتّى تسكن إليه ويسكن إليها، والسكينة لا تكون إلا من خلال المعاملة الحسنة الطيبة، وقد قال الله تعالى في سورة الروم: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}،[١] فلو أطاع المسلم ربه والمسلمة ربها وسكن كلّ منهما إلى الآخر واتقى الله فيه لكان ذلك أدعى إلى مرضاة الله سبحانه.[٢]


دوام المحبّة بين الزوجين

ما أسباب بقاء الحب بين الرجل وامرأته؟


إنّ الإنسان جُبل في أصله على الخطأ والنسيان والتقصير، وليست المرأة معصومة عن ذلك وليست هي دمية يُمكن أن يجدها الرجل في الحال التي تعجبه على الدوام، فلو تغاضى عن تقصيرها وحاول أن يُساعدها ويُحسن من نفسه تجاهها لكان ذلك أدعى إلى دوام المحبة والإلفة بين الرجل وزوجته، فلا بدَّ للرجل من أن يكون سندًا لزوجته وأمانًا لها، لا أن يتصيّد الخطأ منها ويُحاول أن يُثبته نجاحه على أخطائها، فليس ذلك بالخُلُق الحسن الذي يتمثله المسلم.[٣]


شعور الزوجة بقيمتها عند زوجها

كيف تشعر المرأة بأهميتها مع زوجها؟


إنَّ المرأة فُطرت على الرقة وحبّ الكلام الحسن وحب الاهتمام بها، ولمَّا يتمكّن الرجل من ذلك فإنَّه يأسر قلب زوجته فتشعر هي بقيمتها عنده، وذلك هو الشعور الذي تقوم عليه الحياة الزوجية السليمة التي يرضاها الله -تعالى- ورسوله عليه الصلاة والسلام، فلو قابل الرجل خطأ زوجته بالكلمة الطَّيبة وابتعد عن الفحش في الكلام وسوء الخلق والبذاءة في اللفظ لشعرت بأنّها تأخذ مكانة في نفسه لا يصل إليها غيره، وهذا هو صُلب الحياة الزوجية الطيبة.[٤]


دوام العشرة بين الزوجين واستقرارها

كيف يدوم استقرار المجتمع؟


الحياة الزوجية هي عشرة بين الرجل وامرأته يحصل فيها ما يحصل من الاختلافات التي لا بدَّ للرجل من احتوائها بطريقة ذكية حتى يتفادى المشكلات التي قد تتولد نتيجة الاختلافات الصغيرة، فلمّا يفعل الرجل ذلك -وهو الأقدر من امرأته على مثل هذه المواقف- تستقر الحياة الزوجية بينه وبين امرأته، وتحفظ له المرأة طيب تلك المعاملة فتستقر الحياة وتنتقل من هناء إلى هناء.[٥]


نيل الأجر والثواب

ما الدليل على أنّ خير الإنفاق هو الإنفاق على الزوجة؟


إنَّ الرجل لما يُحسن معاملته مع زوجته فإنّ ذلك مدعاة لنيل الأجر والثواب، فيكون الاهتمام معنويًا وماديًا كذلك، وقد ورد في ذلك أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "دِينارٌ أنْفَقْتَهُ في سَبيلِ اللهِ ودِينارٌ أنْفَقْتَهُ في رَقَبَةٍ، ودِينارٌ تَصَدَّقْتَ به علَى مِسْكِينٍ، ودِينارٌ أنْفَقْتَهُ علَى أهْلِكَ، أعْظَمُها أجْرًا الذي أنْفَقْتَهُ علَى أهْلِكَ"،[٦] ويدلّ الحديث عن عظم الحسنة التي يفعلها الرجل مع أهل بيته.[٢]


نشأة الأولاد في بيئة مناسبة

كيف يكون للعائلة أثر في نفس الطفل؟


لمَّا تكون البيئة التي ينشأ فيها الأطفال سليمة ومستقرة فإنَّ ذلك يؤدي بشكل حتمي إلى إنشاء أطفال مستقرين نفسيًّا قادرين على التعلم والعطاء، فيكون نجاح المجتمع بأكمله متوقفًا على نجاح الأسرة الواحدة، ولا تنجح الأسرة إلا باستقرار كينونتها الأولى وهي الأم تلك المرأة التي تكون في صورتها انعكاسًا عن حالة معاملة الزوج لها، فلو كان يُعاملها ندًّا لند فإنَّه لن تكون إلا تلك القنبلة التي تستعد للانفجار في كل حين، ولكن حسن الاهتمام يُؤدي إلى خلق جو أسري سليم.[٧]


رغبة الزوجة بمضاعفة عطائها تجاه زوجها

كيف يتجلى إحسان الرجل لامرأته؟


لمَّا تشعر المرأة باهتمام زوجها بها وإحسانه لها في معاملته ترغب أن تُعطي أضعاف ما تحصل عليه من ذلك الاهتمام والحب، فالمرأة بطبعها رقيقة فيّاضة ترغب أن تعيش مع زوجها عيشة هنيئة والرجل الصالح يعلم أنَّه يستطيع امتلاك قلب زوجته بإحسانه لها ومداراتها، كما يتمنى غدًا من زوج ابنته أن يُداريها.[٨]


تطبيق نهج النبي في معاملة زوجاته

كيف عامل النبي عليه الصلاة والسلام زوجاته؟


إنّ الرجل الذي يُحسن إلى أهل بيته يكون متبعًا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد ذُكر في حديث نبوي أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان عند إحدى نسائه وكان عنده بعض الحاضرين فأرسلت واحدة من نسائه قصعة فيها بعض الطعام مع خادم لها، فضربت عائشة -رضي الله عنها- يد الخادم فوقعت القصعة من يده فانكسرت فلقتين وكانت القصعة خشبية، فجمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الفلقتين ووضع فيها الطعام وهو يقول للصحابة رضوان الله عليهم: "غَارَتْ أُمُّكُمْ".[٩][١٠]


فأكل الصحابة -رضوان الله عليهم- وأعطى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قصعة صحيحة للتي كُسرت قصعتها، وترك المكسورة لعائشة -رضي الله عنها- وانتهى الأمر، فلو اتبع كل رجل هذا النهج في معاملة زوجته فامتصّ غضبها ودافع عنها ووضع لها المسوّغات لانتهت كثير من حالات الطلاق بالصلح وهو الخير.[١٠]


القدوة الحسنة للأبناء

كيف تُؤثر معاملة الرجل لامرأته على الأبناء؟


إنَّ الأب هو قدوة لأبنائه، وكما يرونه يُعامل أمهم سيكبرون ويعاملون زوجاتهم بنفس الطريقة، فلو رأى الابن أنَّ أباه يحترم أمه ويُقدم لها أسباب الكرامة ويعمل على إرضائها بما فيه خير وصلاح الأسرة فإنّه سوف ينشأ عن ذلك بيتٌ سليم يحترم فيه الأولاد أمهم وبالتالي سيحترمون أباهم، أمَّا لو لم يكن ذلك فسيهين الابن أباه وأمه لما يكبر؛ لأنه سيكون خاليًا من المشاعر لكل منهما.[١١]


صور حسن معاملة الزوج لزوجته

ما تلخيص ما سبق؟


ومن أهم صور حسن معاملة الزوج لزوجته:[٢]

  • الإنفاق عليها بالحسنى وعدم المن عليها بالمال الذي يُنفقه عليها.
  • تفقد أحوالها بشكل دائم ومشاركتها أحداث يومه بحيث تشعر برغبة الزوج في الحديث معها.
  • تخصيص وقت لها يحيث لا يُشاركها ذلك الوقت أحد.
  • دوام استعمال الكلمة الطيبة في الحديث معها.

المراجع

  1. سورة الروم، آية:21
  2. ^ أ ب ت أبو زيد مكي، فن التعامل بين الزوجين، صفحة 6. بتصرّف.
  3. محمد المختار الشنقيطي، دروس للشيخ محمد المختار الشنقيطي، صفحة 1. بتصرّف.
  4. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1246. بتصرّف.
  5. محمد المختار الشنقيطي، كتاب شرح زاد المستقنع للشنقيطي، صفحة 1. بتصرّف.
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:995، حديث صحيح.
  7. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية، صفحة 63. بتصرّف.
  8. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 2392. بتصرّف.
  9. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:5225، حديث صحيح.
  10. ^ أ ب ابن أبي الدنيا، مداراة الناس، صفحة 126. بتصرّف.
  11. عائض القرني، دروس الشيخ عائض القرني، صفحة 1. بتصرّف.
5471 مشاهدة
للأعلى للسفل
×