ما هي أهمية دورة الماء في الطبيعة؟
تُغطي المياه حوالي 73% من سطح الأرض، إذ تنتقل المياه عبر الغلاف الجوي على شكل بخار ماء، ثمّ سُحب، وبعدها تهطل الأمطار، وتُعدّ دورة الماء من العمليات الطبيعية بالغة الأهمية؛ إذ إنّها تجعل الحياة ممكنةً على سطح الأرض بتوفيرها للماء، ويُشار إلى أنّ المياه تُعدّ من المصادر المتجددة التي تُعيد تدوير نفسها طبيعيًّا من خلال الأمطار وتساقط الثلوج، وإذا حصل خلل في دورة المياه الطبيعية فهذا يعني نفاذ المياه النظيفة، وبالتالي تهديد حياة الكائنات الحية،[١] وفيما يأتي توضيح لأهمية دورة الماء:
تنظيم أنماط الطقس
تتمثّل فائدة دورة المياه في الطبيعة بتنظيم أنماط الطقس من خلال تعرّض مياه المحيطات لأشعة الشمس، حيث تسخن جزيئات المياه التي تتفاعل مع الهواء وتتبخر مُشكّلةً طقساً أكثر دفئًا ورطوبةً في المناطق القريبة من خط الاستواء، كما تُساهم عملية التبخر أيضًا في إثارة العواصف وهطول الأمطار، وتوزيع درجات الحرارة حول العالم عن طريق انتقالها عبر تيارات المحيط إلى القطبين، ممّا يُساعد على جعل الأراضي صالحةً للحياة والسكن.[٢]
توفير المياه لجميع الكائنات الحية
تصل المياه إلى الأرض مرورًا بعدد من مراحل دورة الماء في الطبيعة، إذ تبدأ هذه الدورة بتبخر المياه، ثمّ تكاثفها، ثمّ إعادة هطولها مرة أخرى على الأرض على شكل أمطار لتُشكّل مجارٍ مائية، وأنهار، وبحيرات، أو تتسرب إلى باطن الأرض وتُسمّى مياهاً جوفية، وهكذا تصل المياه إلى البشر، والنبات، والحيوان.[٣]
توزيع الماء إلى جميع أنحاء سطح الأرض
يتغير توزيع المياه على الأرض، إذ ينتج عن ذلك اختلاف الجغرافيا على سطح الأرض، ويُعدّ هطول الأمطار المسؤول الأساسي عن هذا الاختلاف، فقد تغمر الأمطار بعض الأماكن، مثل: الغابات المطيرة المعتدلة والاستوائية، في حين أنّ المواقع الأخرى تبقى جافة لحصولها على القليل من الأمطار والثلوج.[٤]
يُعدّ توزيع الماء على سطح الأرض، وكيفية تحرّكه في الغلاف الجوي، والتغيّر بين أشكاله الصلبة، والسائلة، والغازية وسيلةً أساسيةً لإعادة توزيع الطاقة على الأرض، كما يُؤثّر في سلوك مناخ الكوكب والأنظمة البيئية الأخرى، ويجدر الذكر أنّ هطول الأمطار هو المصدر الحيوي المسؤول عن تجديد مياه الأنهار، وزيادة المياه الجوفية، وتحديد مصادر المياه العذبة.[٤]
تنقية المياه
تُنقَّى المياه طبيعيًّا خلال دورة الماء في الطبيعة عندما تتبخّر مياه البحيرات والمحيطات تاركةً خلفها الشوائب، كما تُنّقى أيضًا عندما ترشح النباتات ويتبخّر الماء من خلال أوراقها.[٥]
المحافظة على توازن الأنظمة البيئية
تتمثّل أهمية الماء في الطبيعة بالحفاظ على توازن الأنظمة البيئية على كوكب الأرض؛ وذلك من خلال إمداد الكائنات الحية بالماء اللازم للبقاء على قيد الحياة، ونقل العناصر الغذائية، ومسبّبات الأمراض، والرواسب داخل وخارج النظم الإيكولوجية المائية.[٣]
ما تأثير تغير المناخ على دورة المياه؟
تتأثّر دورة المياه في الطبيعة بتغيّر المناخ؛ فقد يتسبّب تغيّر المناخ في تسريع مراحل دورة المياه من خلال ارتفاع درجات الحرارة العالمية ممّا يُؤدي إلى زيادة معدلات التبخر، وبالتالي زيادة هطول الأمطار،[٦] وفيما يأتي توضيح لتأثير تغيّر المناخ في دورة المياه:
زيادة نسبة حدوث العواصف المطرية الشديدة
تُسخّن درجات الحرارة العالية سطح المحيطات، وتؤدي مياه المحيط الدافئة إلى زيادة نسبة حدوث العواصف والأعاصير المطرية الاستوائية الشديدة، ممّا يزيد من خطورة هبوط اليابسة، ويتوقّع العلماء زيادة هذه الأعاصير في المستقبل.[٦]
زيادة مخاطر الفيضانات
مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة نسبة التبخر للمياه، تزداد نسبة الماء في الهواء، وبالتالي تزداد معدلات هطول الأمطار الغزيرة في بعض المناطق ممّا يؤدي إلى حدوث الفياضانات، ويجدر بالذكر أنّ الفيضانات تُشكّل خطراً على البيئة وعلى صحة الإنسان أيضاً.[٦]
زيادة مخاطر التصحر
يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى المزيد من عملية التبخر التي تُؤثّر في رطوبة التربة بجعلها أكثر جفافًا في بعض المناطق، الأمر الذي يزيد من احتمالية تحوّل المناطق إلى صحراء، وتقليل إنتاج المحاصيل الزراعية، ويتوقّع العلماء أن تُصبح المناطق المعرّضة للجفاف أكثر جفافاً في السنوات القادمة.[٦]
زيادة نسبة حدوث موجات الحر
تزداد احتمالية أن تكون موجات الحر في المستقبل أكثر شيوعًا في أغلب مناطق العالم؛ نظراً لارتفاع درجات الحرارة، إذ إنّ ارتفاع درجات الحرارة يُؤثّر في نسبة وجود السحب المختلفة، حيث إنّ السحب تُعدّ أحد أشكال التبريد الطبيعي،[٦] ويُشار إلى أنّه من المُمكن أن تُؤدي درجات الحرارة العالية المُرتبطة بموجات الحر إلى تسريع نمو النباتات في المناطق الرطبة ممّا يزيد من عملية النتح التي تعني خروج الماء من النبات على شكل بخار، وبالتالي تسريع مراحل دورة المياه.[٦]
تُعرف دورة الماء في الطبيعة بأنّها الحركة المستمرة للمياه على سطح الأرض وفي الغلاف الجوي، وتتمثّل بتبخر المياه من سطح المحيطات والأنهار، لتكوّن السحب المحمّلة ببخار الماء، ثمّ يتبعها هطول الأمطار التي تتوّزع بنسب مختلفة على سطح الأرض، ويُشار إلى أنّ أهمية هذه الدورة تتمثّل بتوفير المياه العذبة للكائنات الحية، وتنظيم أنماط الطقس المختلفة، وتنقية المياه لجعلها صالحة للاستهلاك، ويجدر الذكر أنّ دورة الماء في الطبيعة تتأثر بتغير المناخ، ممّا يؤدي إلى حدوث ظواهر طبيعية تؤثر سلبًا على الكائنات المختلفة وتهدّد حياتها، مثل: الأعاصير، والعواصف، الفيضانات.
المراجع
- ↑ "Why are water cycle processes important?", nasa, Retrieved 15/8/2021. Edited.
- ↑ "How does the ocean affect climate and weather on land?", ocean explorer, Retrieved 15/8/2021. Edited.
- ^ أ ب "Hydrologic cycle as an ecological function", kingcounty, 2/11/2016, Retrieved 15/8/2021. Edited.
- ^ أ ب "EARTH’S WATER", nasa, Retrieved 15/8/2021. Edited.
- ↑ "THE WATER CYCLE", waternsw, Retrieved 15/8/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "The Water Cycle and Climate Change", UCAR CENTER FOR SCIENCE EDUCATION, Retrieved 15/8/2021. Edited.