محتويات
معرفة الله وسننه
يعدّ العلم السبيل الذي يُتوصّل به إلى مرادات الله -تعالى- في كتابه الكريم، وسنّة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، وما يتفرّع منهما من الفروع والأصول التي لا سبيل إلى الوصول إليها إلّا بالعلم وبذل الجهد والاجتهاد، ولا بدّ في طلب العلم من الاقتداء بما كان عليه علماء الأمة وأئمتها.
والعمل يتطلّب العلم، وقد قال -تعالى-: (وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)،[١] فالعمل بغير علم لا قيمة له، ولربما جاء الهلاك بسبب العمل في هذه الحالة، كما يُتوصّل إلى قبول العمل من عدمه بالعلم ونوره وما يمنحه لصاحبه من البصيرة.[٢]
طلب العلم فريضة
أوجب الإسلام على كلّ مسلم طلب العلم، لأنّ القيام بالفرائض التي فرضها الإسلام يتطلّب العلم بها، فلا عمل بلا علم، ويشمل ذلك جميع الفرائض من الصّلاة، والزّكاة، والحجّ، وغيرها، ويستمرّ طلب العلم إلى يوم القيامة، ذلك أنّ القيام بهذه الفرائض مستمرّ إلى يوم القيامة، والعلم مرتبط بها،[٣] وقد أخبر رسول الله أنّ طريق العلم هو طريق الجنّة، لأنّ العلم أساس لقبول العمل.[٤]
عن أبي الدرداء -رضيَ الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (من سلك طريقًا يطلبُ فيه علمًا، سلك اللهُ به طريقًا من طرقِ الجنةِ، وإنَّ الملائكةَ لتضعُ أجنحتَها رضًا لطالبِ العِلمِ، وإنَّ العالِمَ ليستغفرُ له من في السماواتِ ومن في الأرضِ، والحيتانُ في جوفِ الماءِ، وإنَّ فضلَ العالمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ ليلةَ البدرِ على سائرِ الكواكبِ، وإنَّ العلماءَ ورثةُ الأنبياءِ، وإنَّ الأنبياءَ لم يُورِّثُوا دينارًا ولا درهمًا، ورَّثُوا العِلمَ فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافرٍ).[٥]
تطور الأمة
تقوم الأمم على العلم، وتُبنى عليه، وتنهض بسببه، فقد كانت نهضة المسلمين وسيادتهم قائمة على تقدّمهم بالعلم، وإذا تخلّت أيّ أمّةٍ عن العلم وتراجعوا فيه سيكون ذلك سبباً لتراجعهم وخضوعهم تحت غيرهم من الأمم.[٦]
الوصول إلى رضا الله وتحصيل الأجر والثواب
قال -تعالى-: (يَرْفَعِ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)،[٧] وقال: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)،[٨] فالعلم طريق الجنّة، وسبيل الوصول إلى رضا الله، وهو ميراث الأنبياء، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ).[٩][١٠]
العلم طريق من طرق الدعوة إلى الله
ينبغي على المسلم أن يصوّب هدفه ونيّته من العلم من خلال تعليم النّاس وتفقيههم بدين الله، ودعوتهم إلى الخير والحق، والسير بهم نحو صراط الله المستقيم، والعمل بما ورد في الآيات القرآنيّة التي تنصّ على ذلك، وهذه هي وظيفة المعلم الأساسيّة؛ إرشاد النّاس وإنذارهم وتحذيرهم من الجهل والمعصية، أمّا المتعلّم فوظيفته الاستجابة لهذه التحذيرات والعمل بها.[١١]
المراجع
- ↑ سورة العصر ، آية:3
- ↑ مجموعة من المؤلفين (1996)، الدرر السنية في الأجوبة النجدية (الطبعة 6)، صفحة 342، جزء 4. بتصرّف.
- ↑ محمد الشيباني (1400)، الكسب (الطبعة 1)، دمشق:عبد الهادي حرصوني، صفحة 66. بتصرّف.
- ↑ مظهر الدين الزيداني (2012)، المفاتيح في شرح المصابيح (الطبعة 1)، سوريا :دار النوادر، صفحة 313، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني ، في صحيح أبي داود ، عن أبي الدرداء ، الصفحة أو الرقم:3641 ، صحيح .
- ↑ راغب السرجاني ، كيف تصبح عالما، صفحة 1، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ سورة المجادلة ، آية:11
- ↑ سورة الزمر ، آية:9
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن معاوية بن أبي سفيان ، الصفحة أو الرقم:1037، صحيح .
- ↑ ذياب العامري (2008)، المنهج العلمي لطلاب العلم الشرعي (الطبعة 4)، صفحة 15-16. بتصرّف.
- ↑ وهبة الزحيلي (1418)، التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج (الطبعة 2)، دمشق:دار الفكر المعاصر، صفحة 79، جزء 11. بتصرّف.