أهمية علم الفرائض
يعد علم الفرائض من أجلّ العلوم وأعلاها مكانة وقدراً، وأكثرها وأعظمها ثواباً وأجراً، وتنبع أهميته من خلال ما سيأتي ذكره:[١]
- يعدّ علم الفرائض أو علم المواريث أحد أهم العلوم الشرعية، والتي جاءت غالبية أحكامها مفصّلة في القرآن الكريم، وقد عدّها العلماء أفضل العلوم بعد علم العقيدة من توحيد الله -تعالى- ونحوه من أصول الدين.
- يعد علم المواريث والفرائض أهمّ علم في النظام المالي الإسلامي.
- حثّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- صحابته على تعلّم علم الفرائض وتدارسه، فقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أحاديث تأمر بتعلّم الفرائض وأنّه أوّل علم يُنزع من صدور الناس.
- يعتبر علم الفرائض نصف العلم، فالنصف الأول من العلم يتعلق بالإنسان حال حياته كالصلاة والصيام وغيره، والنصف الآخر حال وفاته وهو علم الفرائض والوصايا.
- تظهر أهمية علم الفرائض من خلال اهتمام الصحابة به، فقد تعلّموه وتفوّقوا به، ومن بينهم: علي بن أبي طالب، وابن عباس، وابن مسعود، وزيد بن ثابت الذي كان أعلم الصحابة به -رضي الله عنهم جميعاً-.
التعريف بعلم الفرائض
علم الفرائض هو العلم الذي يُعنى بما يتركه الميت خلفه من أموال وأملاك؛ ليبين كيفية تقسيمها، ونصيب كلّ وارث من بعده من تلك التّركة، وقد سمّي علم الفرائض بهذا الاسم من باب التغليب، إذ إن التركة يستحقها الفروض والعصبات، ولكن غالبهم يكون من الفروض؛ فسمي علم المواريث بعلم الفرائض.[٢]
الحكمة من تشريع الميراث
ولأهمية علم الفرائض وتوزيع التركات تولى الله -سبحانه- تحديد أنصبة المواريث بذاته العليا، ففصّل لكل صاحب حق من التركة، ووضحها في آيات معلومة ومعروفة معينة، وتكمن الحكمة من تشريع الميراث فيما سيأتي ذكره:[٣]
- إنّ علم الفرائض والمواريث علم في غاية الأهمية، فلولا أنّ الإنسان يعلم يقيناً أن ما يتركه من أموال ومنافع تنقل لمن بعده، لما حرص على الإنسان على الكسب والرزق، خوفاً أن تذهب أملاكه بعد وفاته لمن لا يستحقها، فجاء شرع الله -تعالى- موافقاً لفطرة الإنسان الذي يحبّ المال والأولاد، ليشرع له انتقال أملاكه وأمواله لأولاده وأرحامه، فهي لا تضيع سدى، قال الله -تعالى-: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)،[٤] وبذلك تطمئن نفس المسلم ويسعى في حياته بكلّ ما أوتي من قوّة دون أن يصيبه يأس ولا قنوط.
- إنّ الأموال التي يتركها الميت خلفه تحقّق التكافل الاجتماعي بين الناس، فينتفع الابن من أبيه، والأخ من أخيه وهكذا.
- إنّ توزيع التركات يعدّ باباً من أبواب صلة الأرحام، فالميت عندما تنتقل جزء من أمواله لأقربائه فهو يصلهم وينال بذلك أجراً وثواباً.
- إن الأموال وتوزيعها صيد ثمين لكل طامع، ولذلك تولّى الله -تعالى- تقسيم الميراث بنفسه؛ حتى لا تكون هذه الأمور ملعباً ومرتعاً خصباً للأهواء والآراء، وقسمها بين الورثة على أساس العدل والمصلحة التي لا يعلمها إلا هو -سبحانه-.[٥]
المراجع
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 68-69. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحيم الطحان، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 70-71. بتصرّف.
- ↑ سورة الكهف، آية:46
- ↑ إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 879. بتصرّف.