أهمية علم النحو في تفسير القرآن

أهمية علم النحو في فهم معاني القرآن

يشكّل علمُ النحو مُرتكزاً أساسياً لمن أراد تفسير القرآن وفهمه فهماً صحيحاً، إذ إن بمعرفة إعراب الكلمات وموقعها في الجملة يمكّن القارئ من فهم الآيات القرآنية فهماً صحيحاً سليماً، ولا شك في أن علم النحو مهم في التمييز بين معاني الكلمات ودلالاتها المختلفة باعتبار تغيّر حركاتها ومواقعها الإعرابية،^[١]وأمثلة ذلك كثيرة، منها ما يأتي:

• قوله تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ).^[٢]

إذ إن المعنى يختلف بتغير حركة الكلمة، فلو قُلنا "إنما يخشى اللهُ من عباده العلماءَ" لكان المعنى مختلفاً وفاسداً تماماً، فهو من الكفر والعياذ بالله.

• قولنا: (خلق اللهُ الناسَ)، ثم غيّرنا تشكيل العبارة إلى (خلق اللهَ الناسُ)، فإن المعنى الثاني مختلف تماماً ويدخل في الكفر أيضاً.

أهمية علم النحو في فهم دلالات القرآن

يساعد تعلم النحو على معرفة دلالات القرآن الكريم على المعاني، وما يدل على مراد الله سبحانه وتعالى من الألفاظ الواردة في الآيات القرآنية، ويُعين قارئه على فهم كلامه، ويُعلِّمه كيفية التفقه فيه، ويُساعد على تجنب اللحن في فهم الدلالات والمعاني، مما يؤدي إلى تفسير معاني ودلالات الآيات تفسيراً صحيحاً، إذ إن علم النحو يعد أساساً مهماً في تفسير القرآن.^[٣]

ومما هو جدير بالذكر أن لألفاظ القرآن الكريم دلالات مختلفة من شأنها التأثير في معنى الكلمة، ومن هنا تأتي الفائدة الأكبر لعلم النحو إذ إن لها أثراً واضحاً على إمكانية تحديد الدلالة المُرادة من اللفظة، وإلا فإن اللبس يتمكن من القارئ، أما إذا كان متعلماً للنحو دارساً له، فإنه يستطيع بمعرفته تلك أن يُتقن تفسير القرآن أفضل إتقان.^[٤]

يعتبر علم النحو الأداة البارزة في فهم القارئ للآيات القرآنية، والوسيلة التي تساعده على شرح وإيضاح مدلولات النص القرآني، وذلك بعد أن اختلطت الألسنة وفسدت، وتعددت الشعوب وتمايزت لهجاتها، فصار من الصعب تفسير القرآن وفهمه إلا بعد التمكِّن من علوم اللغة كافة بما فيها علم النحو، وبالتالي امتلاك القدرة على تفسير القرآن تفسيراً صحيحاً بالاعتماد على قواعد لغوية صائبة.^[٥]

أهمية علم النحو في تجنب الأخطاء

من أهم الأمور التي يجب على من أراد تفسير القرآن أن يتعلمها هي المعرفة الكافية والشاملة لقواعد علم النحو وأسسه، إذ إن بها يتمكن من فهم الآيات والتمكن من تفسيرها وتحليلها والوصول إلى معانيها ودلالاتها على أتم وجه، ويساعد علمُ النحو بقواعده وأبوابه القارئَ على تجنب الأخطاء قدر الإمكان، والبعد عن اللحن في القراءة والتفسير على قدر المستطاع.^[٦]

لم يُعرَف علم النحو عند العرب قبل الإسلام، لِما تميّزوا به من الفصاحة والبلاغة، وجودة قرائحهم ونطقهم السليم بالفطرة، وذلك نتيجة نشوء اللغة العربية في أحضان الجزيرة العربية، والذي أدى بدوره إلى جَبْلهم على قواعد اللغة العربية السليمة، مما ساعدهم على تجنب الأخطاء النحوية اللغوية، وأبعدهم عن اللحن في فهمهم للنص القرآني.^[٧]

المراجع

1. ↑ وليد الصميدعي، إسماعيل الدراجي، أهمية علم النحو في فهم النص الشرعي، صفحة 5. بتصرّف.
2. ↑ سورة فاطر، آية:28
3. ↑ وليد الصميدعي، إسماعيل الدراجي، أهمية علم النحو في فهم النص الشرعي، صفحة 8. بتصرّف.
4. ↑ مراد الشوابكة (11/1/2021)، "أهمية علم النحو"، موضوع، اطّلع عليه بتاريخ 15/2/2022. بتصرّف.
5. ↑ عماد زبن، أبو السعود ومنهجه في النحو من خلال تفسيره: إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم، صفحة 19. بتصرّف.
6. ↑ أشرف حسن (16/5/2017)، "النحو والتفسير وقراءة القرآن"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف.
7. ↑ لخضر روبحي (30/8/2008)، "أهمية الشاهد النحوي في تفسير القرآن الكريم"، ملتقى أهل التفسير، اطّلع عليه بتاريخ 16/2/2022. بتصرّف.