محتويات
أهمية معرفة قصص الأنبياء للأطفال
أخذت القصص في القرآن الكريم أكثر من ثلثه؛ وذلك لأهمّيتها البالغة على المسلم وأثرها الطيّب في بناء الشخصيّة المتكاملة القويّة،[١] وقد خاطب القرآن الكريم جميع الناس؛ ليكون مصدر هدايةٍ لهم، وممّن خاطبهم القرآن الكريم: الأطفال، ومن هنا تنبع أهميّة معرفة قصص الأنبياء عند الأطفال؛ إذ إنّ القرآن خاطب الجميع ولم يستثنِ أحدًا، وقد كان خطاب القصص المتعلّقة بالأنبياء في القرآن الكريم خطابًا متكاملًا يشمل جميع الجوانب في بناء الشخصيّة المتكاملة عند المسلم كما سنفصله لاحقاً إن شاء الله -تعالى-.
مظاهر أهمية معرفة قصص الأنبياء للأطفال
تنبع أهميّة معرفة الأطفال لقصص الأنبياء من عدَّة أمورٍ، فيما يلي ذكر جملةٍ منها.
الأنبياء هم القدوة الحسنة والأسوة الصالحة
فالأنبياء هم القدوة الحسنة التي يجب أن تتّجه بوصلة التربية نحوهم، يأخذون منهم جميع الصفات التي ترسخ الإيمان، وتصنع من هذا الطفل إنسانًا مؤمنًا صالحًا عابدًا تقيًّا نقيًّا، يقول الله -تعالى-: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّـهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّـهَ كَثِيرًا).[٢]
إثارة التفكير عند الأطفال وتوسيع نطاق العقل
القصة تُسهم في إثارة التساؤلات في أذهان الأطفال، فعندما يستمع الطفل لمثل هذه القصص الكريمة، ويتأثر بها، وتدور في ذهنه التساؤلات، وتنعقد في نفسه التحليلات؛ مما يجعله يشقّ طريقًا ناهجةً نحو الصلاح والخير.
غرس القيم والمبادئ الأصيلة في نفوس الأطفال
حيث يتأثّر الأطفال بأخلاق الأنبياء الكرام؛ كصبرهم على الدعوة، وثباتهم على المبدأ، وشجاعتهم في قول الحقّ، وغيرها من القيم التي رسّختها تلك القصص العجيبة، كقصة صبر نوحٍ في دعوته لقومه، يقول الله -تعالى-: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ).[٣]
معرفة الجوانب التاريخية لهذه الحياة الدنيا
وذلك يثري ثقافة الطفل إثراءً هائلاً؛ فيعلم به كيف بدأ الله الخلق، وكيف أرسل الله الرسل ليعمروا الأرض بعبادة الله، ويتعرف على أحوال الأمم والخلائق.
أسلوب القصة أسلوبٌ تربوي
إنّ معرفة الأطفال لقصص الأنبياء يوجّههم توجيهًا عميقًا وبشكلٍ مؤثِّرٍ وغير مباشرٍ نحو قيم الأخلاق ومحاسنها، ويصرفهم عن قبيح الأخلاق ومساوئها؛ فالقصة سلاحٌ من أسلحة المربي التي يبني بها طفله بناءً سليمًا،[٤] يقول الله -تعالى-: (لَقَد كانَ في قَصَصِهِم عِبرَةٌ لِأُولِي الأَلبابِ ما كانَ حَديثًا يُفتَرى وَلـكِن تَصديقَ الَّذي بَينَ يَدَيهِ وَتَفصيلَ كُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً لِقَومٍ يُؤمِنونَ).[٥]
قصص الأنبياء كفيلةٌ في غرس الإيمان
تسهم قصص الأنبياء في تعزيز إيمان الأطفال وتثبيته في نفوسهم، وتعليمهم منهجية الحوار العقليّ الإيمانيّ؛ كما في قصّة نبي الله إبراهيم -عليه السلام- مع النمرود، أو قصة إبراهيم -عليه السلام- مع قومه حينما ذهب وحطم أصنامهم.[٦]
مصادر قصص الأنبياء للأطفال
تؤخذ قصص الأنبياء للأطفال أو غيرهم من المصادر الموثوقة، ومن هذه المصادر ما يأتي:
- القرآن الكريم وكتب التفسير: فالقرآن الكريم هو المصدر الأساس في قصص الأنبياء، وقد وردت فيه بعض القصص التفصيليّة؛ كقصة الخضر مع موسى -عليه السلام- وقصة العزير -عليه السلام- وقصة إبراهيم -عليه السلام- مع قومه.
- من كتب السنة النبوية الشريفة: كصحيح البخاري ومسلم.
- كتب متخصّصةٌ في قصص الأنبياء: مثل كتاب قصص الأنبياء لابن كثير، أو كتاب قصص الأنبياء للأطفال.
المراجع
- ↑ عبد الرحيم الطحان، خطب ودروس الشيخ عبد الرحيم الطحان، صفحة 4. بتصرّف.
- ↑ سورة الأحزاب، آية:21
- ↑ سورة العنكبوت، آية:14
- ↑ حمود الرحيلي، منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام، صفحة 492. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:111
- ↑ عبد الله الجلالي، دروس للشيخ عبد الله الجلالي، صفحة 2. بتصرّف.