أهوال يوم القيامة الواردة في سورة الكهف

كتابة:
أهوال يوم القيامة الواردة في سورة الكهف


أهوال يوم القيامة الواردة في سورة الكهف

هناك ثلاثة مواضع في السورة الكريمة تناولت موضوع يوم القيامة، وسنذكر تلك المواضع مع بيان معانيها فيما يأتي:

الآيات من (47 إلى 49)

قال الله -تعالى-: (وَيَومَ نُسَيِّرُ الجِبالَ وَتَرَى الأَرضَ بارِزَةً وَحَشَرناهُم فَلَم نُغادِر مِنهُم أَحَدًا* وَعُرِضوا عَلى رَبِّكَ صَفًّا لَقَد جِئتُمونا كَما خَلَقناكُم أَوَّلَ مَرَّةٍ بَل زَعَمتُم أَلَّن نَجعَلَ لَكُم مَوعِدًا* وَوُضِعَ الكِتابُ فَتَرَى المُجرِمينَ مُشفِقينَ مِمّا فيهِ وَيَقولونَ يا وَيلَتَنا مالِ هـذَا الكِتابِ لا يُغادِرُ صَغيرَةً وَلا كَبيرَةً إِلّا أَحصاها وَوَجَدوا ما عَمِلوا حاضِرًا وَلا يَظلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا).[١]

تبيّن الآيات الكريمة أن الله -سبحانه وتعالى- بقدرته العظيمة سيقتلع تلك الجبال من أماكنها، ويجعلها كالصوف المنفوش كما بيّنتها آيات أخرى في سورة القارعة، وأنه -سبحانه وتعالى- سيجعل الأرض مستوية لا يوجد فيها جبال أو تلال أو شجر يغطي شيئاً منها، ثم يجمع -سبحانه- الخلائق جميعها؛ بإنسها وجنها ووحوشها ودوابها.[٢]

وتُجمع تلك الخلائق لتعرض عليه -سبحانه وتعالى- في صفوفٍ ليقضي الله -تعالى- بينهم في هذا اليوم الذي أنكره الكافرون، فكما خلقهم أول مرة فهو قادر على بعثهم مرة أخرى، ثم يضع الله -سبحانه وتعالى- الكتب التي سُجّلت فيها أعمالهم، فتجدهم خائفين مرعوبين يتحسرون من إحصائه لجميع أعمالهم صغيرها وكبيرها، ولكن الله -سبحانه وتعالى- لا يظلمهم، بل سيحاسبهم على أعمالهم بكمال عدله.[٢]

الآيات من (52 إلى 53)

قال الله -تعالى-: (وَيَومَ يَقولُ نادوا شُرَكائِيَ الَّذينَ زَعَمتُم فَدَعَوهُم فَلَم يَستَجيبوا لَهُم وَجَعَلنا بَينَهُم مَوبِقًا* وَرَأَى المُجرِمونَ النّارَ فَظَنّوا أَنَّهُم مُواقِعوها وَلَم يَجِدوا عَنها مَصرِفًا).[٣]

تبيّن الآيات الكريمة مشهداً من مشاهد يوم الجمع في يوم القيامة، حيث يقول الله -سبحانه وتعالى- للكافرين مؤنباً وموبخاً لهم: أنْ نادوا لنصرتكم من زعمتم أنهم شركائي؛ لِيُنْقِذوكم مما أنتم فيه من العذاب، فيقومون بدعوتهم، ولكنهم لا يجيبون بشيء، ولا ينفعوهم بشيء.[٤]

وجعل الله -سبحانه وتعالى- بين المشركين وبين آلهتهم المزعومة مكاناً سحيقاً ومهلكاً؛ أي موضعاً للهلاك، وهو نار جهنم أو وادٍ في جهنم، وعندما رأى المجرمون النار أيقنوا وتحقّقوا أنهم لا محالة واقعون فيها، ومخالطوها وداخلون فيها حتماً، وأنهم ليس لهم طريق ولا مكان يعدل بهم عنها.[٤]

الآيات من (105 إلى 106)

قال الله -تعالى-: (أُولـئِكَ الَّذينَ كَفَروا بِآياتِ رَبِّهِم وَلِقائِهِ فَحَبِطَت أَعمالُهُم فَلا نُقيمُ لَهُم يَومَ القِيامَةِ وَزنًا* ذلِكَ جَزاؤُهُم جَهَنَّمُ بِما كَفَروا وَاتَّخَذوا آياتي وَرُسُلي هُزُوًا).[٥]

تبيّن الآيات الكريمة أن الذين كفروا بآيات الله -سبحانه وتعالى- وبالبعث ستَبْطل أعمالهم ولن تُقبل، ولن يكون لهم وزن ولا قدر ولا منزلة، وقد جاء في الحديث الصحيح: (إنَّه لَيَأْتي الرَّجُلُ العَظِيمُ السَّمِينُ يَومَ القِيامَةِ، لا يَزِنُ عِنْدَ اللهِ جَناحَ بَعُوضَةٍ)،[٦] وكان ذلك بسبب كفرهم بالرسل والآيات واستهزائهم بها.[٧]

المراجع

  1. سورة الكهف، آية:47-49
  2. ^ أ ب الطنطاوي (1997)، الوسيط (الطبعة 1)، القاهرة:دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، صفحة 528-531، جزء 8. بتصرّف.
  3. سورة الكهف، آية:52-53
  4. ^ أ ب الزحيلي، المنير، صفحة 275. بتصرّف.
  5. سورة الكهف، آية:105-106
  6. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2785، صحيح.
  7. الصابوني (1997)، صفوة التفساير (الطبعة 1)، القاهرة:دار الصابوني للطباعة والنشر والتوزيع ، صفحة 190، جزء 2. بتصرّف.
9293 مشاهدة
للأعلى للسفل
×