أوجه الاستعاذة والبسملة في وسط السورة

كتابة:
أوجه الاستعاذة والبسملة في وسط السورة

أوجه البسملة في وسط السورة

إذا أراد القارئ أن يبدأ قراءته من وسط السورة لا من أولها وكان ذلك بداية لجزء، أو حزب، أو ربع، أو ثمن، أو غير ذلك؛ فإن بإمكانه الإتيان بالبسملة أو عدم الإتيان بها، فهو مخيّر في ذلك، ولكنّ الإتيان بها أفضل لما يترتّب على قراءتها من أجر وثواب.[١]

وإذا أراد القارئ بدء القراءة من وسط سورة براءة، فإنّ له الوجهان السابق ذكرهم أيضًا وهما؛ الإتيان بالبسملة أو عدم الإتيان بها، بخلاف ما لو بدأ القارئ من بداية سورة التوبة، فإنّ ليس له إلا عدم الإتيان بالبسملة، وقد ذهب بعض علماء إلى منع قراءة البسملة عند البدء في أيّ موضع من سورة براءة؛ لأنّهم قاسوها على المنع الوارد في بداية السورة.[١]

أوجه الاستعاذة في وسط السورة

الاستعاذة ليست من القرآن الكريم، لكنّها سنّة عند قراءة القرآن، وقد ذهب البعض إلى أنّها واجبة خاصةً في بداية القراءة،[٢] ولها في وسط السورة مجموعة من الأوجه تختلف حسب قراءة القارئ للبسملة من عدمها؛ فإن قرأها فله أوجه، وإن لم يفعل فهناك أوجه أخرى، نبيّنها فيما يأتي:

الاستعاذة في وسط السورة مع الإتيان بالبسملة

للاستعاذة في وسط السورة حال الإتيان بالبسملة نفس أوجه الاستعاذة والبسملة عند بدء القراءة من أول السورة وعددها أربعة،[٣]وهي كما يأتي:[٤]

  • قطع الجميع

وذلك بأن يبدأ القارئ بالاستعاذة ويقف بعدها، ثمّ يأتي بالبسملة ويقف بعدها، ثم يبدأ القراءة من الآية المراد قراءتها، فتكون قراءته مثلًا: (أَعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)، (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)، (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا).[٥]

  • وصل الجميع

عندما يختار القارئ وصل الجميع، فإنه لا يفصل بين الاستعاذة والبسملة والآية التي يريد القراءة منها بوقف، بل يصلها كلّها معًا، فتكون قراءته مثلًا: (أَعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا). [4]

  • قطع الأول ووصل الثاني بالثالث

يبدأ القارئ بالاستعاذة ويقف عندها، ثم يقرأ البسملة ويصلها بأول الآية التي يريد أن يبدأ القراءة منها، فتكون قراءته مثلًا: (أَعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)، (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا).[٥]

  • وصل الأول بالثاني وقطع الثالث

يبدأ القارئ بالاستعاذة ويصلها مباشرة بالبسملة ثمّ يقف، ويقرأ بعدها من بداية الآية التي يريد القراءة منها، فتكون قراءته مثلًا: (أَعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)، (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا).[٥]

الاستعاذة في وسط السورة دون الإتيان بالبسملة

إذا أراد القارئ البدء في القراءة من وسط السورة واختار عدم الإتيان بالبسملة فله أوجه كما يأتي:[٣]
  • الوصل

وذلك بأن يبدأ القارئ بالاستعاذة ويأتي بعدها مباشرة بأول الآية التي يريد القراءة منها دون توقّف، فتكون قراءته مثلًا: (أَعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا). [4]

  • الوقف

إذا اختار القارئ الوقف، فإنه يأتي بالاستعاذة ويقف عندها، ثمّ يبدأ القراءة من بداية الآية التي يريد القراءة منها، فتكون قراءته مثلًا: (أَعُوذُ باللَهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)، (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا).[٥]

مواضع إعادة الاستعاذة

يعيد القارئ الاستعاذة في حال أنّه توقّف عن القراءة لعارض أجنبي لا علاقة له بقراءة القرآن الكريم؛ كأن دخل أحد النّاس فردّ السلام عليه، أو خاطب صديقًا له، أو انقطع عن القراءة لمدّة طويلة أو كانت نيّته التوقّف عن القراءة ثمّ عاد إليها، لأنّه في هذه الحالة يكون له حكم من ابتدأ القراءة.[٦]

أمّا من قطع القراءة لعارض من جنسها؛ كمن نظر إلى تفسير الآية الكريمة، أو سجد للتلاوة، أو أراد تصحيح خطأ في قراءته، أو سؤال عن حكم معيّن أو نحو ذلك فإنّه لا يعيد، ومثله من قطع القراءة لعارض اضطراريّ كأن عطس أو سعل أو تنحنح أو نسي،[٦]مع مراعاة أن لا تطول المدّة، فإن طالت يعيد الاستعاذة.[٣]

أوجه البسملة بين سورتين

إذا وصل القارئ إلى نهاية سورة وأراد البدء بما بعدها فله ثلاثة أوجه، وهي كما يأتي:

  • قطع الجميع؛ بأن يفصل بين نهاية السورة الأولى والبسملة وبداية السورة التالية.
  • وصل الجميع؛ بأن يصل بين نهاية السورة الأولى والبسملة وبداية السورة التالية.
  • قطع الأول ووصل الثاني بالثالث؛ بأن ينهي السورة الأولى ويتوقّف، ثم يقرأ البسملة ويصلها مع بداية السورة التالية.

المراجع

  1. ^ أ ب لجنة التلاوة في جمعية المحافظة على القرآن الكريم، الأردن، المنير في أحكام التجويد، صفحة 29. بتصرّف.
  2. غير معروف، كتاب المختصر المفيد في أحكام التجويد، صفحة 608. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت لجنة التلاوة في جمعية المحافظة على القرآن الكريم، الأردن، المنير في أحكام التجويد، صفحة 25. بتصرّف.
  4. حليمة سال، كتاب القراءات روايتا ورش وحفص دراسة تحليلية مقارنة، صفحة 166. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث سورة الكهف ، آية:46
  6. ^ أ ب "حكم الاستعاذة عند استكمال القراءة بعد التوقف عنها لمعرفة تفسير الآيات"، إسلام ويب ، 30/03/2014، اطّلع عليه بتاريخ 03/02/2022. بتصرّف.
4082 مشاهدة
للأعلى للسفل
×