أورام الرحم الليفية

كتابة:
أورام الرحم الليفية

أورام الرحم الليفية

الأورام الليفية الرحمية (Uterine fibroids) هي نمو غير سرطانيّ يتطوّر داخل الرحم ويظهر أثناء سنوات الإنجاب غالبًا، وتسمّى هذه الأورام أيضًا بالورم العضلي الأملس، وفي الحقيقة لا تزيد الإصابة بأورام الرّحم من خطر الإصابة بسرطان الرحم، ولا تتطوّر إلى سرطان في الغالبية العظمى من الحالات.

يتراوح حجم الأورام الليفية في الرحم من الأورام الصغيرة التي لا تُرى بالعين المجردة إلى الأورام الضخمة التي يمكن أن توسّع الرّحم وتشوّهه، ويمكن أن يكون لدى المرأة ورم واحد أو عدّة أورام ليفية معًا، وفي الحالات الشديدة يمكن للأورام الليفية الرحمية المتعدّدة أن توسّع الرّحم ليصل إلى القفص الصدري، كما يمكن أن تضيف وزنًا للجسم.

تظهر لدى العديد من النساء أورام الرحم الليفية خلال مرحلة ما من حياتهن، لكن معظم النساء لا يكتشفن إصابتهن بها؛ لأنّها لا تسبّب أيّ أعراض في كثير من الأحيان، فقد يتم الكشف عن وجودها عن طريق الصدفة عند فحص الحوض، أو عند إجراء الفحص بالموجات فوق الصّوتية لهذه المنطقة.[١]


أنواع أورام الرحم الليفية

الأورام الليفية الرحمية هي أورام غير سرطانية تظهر في الأنسجة المحيطة بالرحم كما ذُكرَ سابقًا، وتوجد أربعة أنواع من الأورام الليفية الرحمية، يعتمد تصنيفها على موقعها في الرّحم، وتتضمن هذه الأنواع ما يأتي:[٢]

  • الورم الليفي داخل جدار الرّحم: يعدّ هذا النوع من أكثر أنواع أورام الرحم الليفية شيوعًا، ويتطوّر داخل الجدار العضلي للرحم.
  • الأورام الليفية تحت المصلية: تمتدّ هذه الأورام إلى ما وراء جدار الرحم وتنمو داخل طبقة الأنسجة الرحمية الخارجية المحيطة بالرحم، ويمكن أن تتحول إلى أورام ليفية لها ساق، إذ تكون للورم الليفي ساق متصلة بقاعدة الرحم، كما يمكن أن يزداداد حجمها لتصبح كبيرةً جدًا.
  • الأورام الليفية تحت المخاطيّة: يمكن أن يندفع هذا النوع إلى التجويف الرحمي، وعادةً ما يوجد في الأنسجة أسفل البطانة الداخلية لجدار الرّحم.
  • الأورام الليفية العنقيّة: تتطوّر هذه الأورام في عنق الرحم.


سبب تطور الأورام الرحمية الليفية

ما يزال سبب تطور الأورام الليفية في الرحم غير واضح، لكن توجد عدّة عوامل قد تؤثر في تكونها، تتضمن ما يأتي:[٣]

  • الهرمونات: تُنتج المبايض هرموني الإستروجين والبروجيستيرون، ويسبّب هذان الهرمونان تجديد بطانة الرحم في كل دورة حيض، وربّما تساهم هذه الهرمونات في تحفيز نمو الأورام الليفية الرحمية.
  • التاريخ العائليّ: يمكن أن تكون الأورام الليفية الرحمية وراثيّةً، لذا إذا كانت أخت المرأة تعاني من الأورام الليفية الرحميّة أو أمها أو جدّتها فإنّ ذلك يزيد من خطر تطوّر الأورام الليفية الرحمية لديها.
  • الحمل: إذ يزيد إنتاج الإستروجين والبروجيستيرون في الجسم أثناء الحمل، ممّا قد يسبّب تطور الأورام الليفية الرحمية ونموها بسرعة خلال هذه المرحلة.
  • عوامل أخرى تزيد من خطر الإصابة بالأورام الليفية الرحمية: تتضمن ما يأتي:
    • تجاوز المرأة سن الثلاثين من العمر.
    • زيادة الوزن.
    • المرأة من الأصول الإفريقية الأمريكية.


أعراض الأورام الرحمية الليفية

لا تظهر أيّ أعراض لدى العديد من النساء اللواتي يعانين من الأورام الليفية الرحمية، وفي الحقيقة يتأثر ظهور الأعراض بموقع الأورام وحجمها وعددها، ويمكن أن تتضمن الأعراض الأكثر شيوعًا عند ظهورها ما يأتي:[١]

  • غزارة الطمث؛ أي نزيف الحيض الشديد.
  • استمرار فترة الحيض أكثر من أسبوع.
  • الشّعور بالضغط والألم في الحوض.
  • كثرة التبوّل.
  • صعوبة إفراغ المثانة.
  • الإمساك.
  • ألم في الظهر أو الساق.
  • ألم شديد، ففي حالات نادرة يمكن أن يسبّب الورم الليفي الرحمي الألم الشديد عندما لا تكفي التروية الدموية الواصلة إليه نتيجة حجمه المتزايد، الأمر الذي يُسبِّب موت خلاياه وبدئه بالضّمور.


مضاعفات الأروام الرحمية الليفية

على الرّغم من أنّ أورام الرحم الليفية عادةً لا تعدّ ضارّةً إلّا أنّها يمكن أن تسبب عدم الراحة، وقد تسبّب حدوث بعض المضاعفات، مثل انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء (فقر الدم)، الذي يسبّب التعب بسبب فقدان الدم الشديد، وفي حالات نادرة قد تظهر حاجة إلى نقل الدم.

في العادة لا تتداخل الأورام الليفية مع الحمل، ومع ذلك من المحتمل للأورام الليفية الرحمية -خاصّةً الأورام الليفية تحت المخاطيّة- أن تسبّب فقدان الحمل أو العقم، فقد تُسبِّب انسداد قناة فالوب المُسبِّب للعقم، كما قد تزيد أورام الرحم الليفية من خطر حدوث بعض مضاعفات الحمل، مثل: انفصال المشيمة، وتقييد نمو الجنين داخل الرحم، والولادة المبكرة.[١][٤]


تشخيص الأورام الليفية الرحمية

يُشخّص الأطباء الأورام الليفية الرّحمية من خلال الفحص الرّوتيني للحوض، وذلك من خلال التّصوير بالموجات فوق الصّوتية للبطن والمهبل، والتصوير بالرنين المغناطيسي الذي يُحدّد حجم الأورام الليفية، كما قد يُجري الطبيب تنظيرًا للرّحم، ويأخذ عيّنة من خلاياه للكشف عن وجود الأورام السّرطانية، وبالاعتماد على التّشخيص يُحدّد الطبيب الخطط العلاجيّة.[٥]


علاج الأورام الليفية في الرحم

يمكن توضيحه على النحو الآتي:


العلاج الطبي للأورام الليفية

يوجد الكثير من الخيارات التي تساعد على علاج الأورام الليفية الرحمية، تتضمن الآتي:[٦]

  • العلاج الهرموني: يتضمن استخدام الأدوية التي تمنع إفراز هرمون الإستروجين من المبايض، وهي ناهضات الهرمون المطلق لموجهة الغدد التناسلية (GnRHa)، ويمكن تناول هذه الأدوية لمدة 3-6 أشهر للمساعدة على خفض هرمون الإستروجين، وتقليص الأورام الليفية. ومن الأعراض الجانبية لهذه الأدوية الهبات الساخنة، واضطرابات النوم، والجفاف المهبلي، وتغيرات المزج، كما أنَّ استخدامها لمدة طويلة قد يُسبِّب هشاشة العظام.
  • ميفبريستون (Mifepristone): ​​هو دواء مضاد للبروجيستيرون يساعد على تقليص الأورام الليفية، ويقلل من النزيف المرتبط بها، لكنه يرتبط بحدوث بعض المضاعفات، مثل فرط تنسج بطانة الرحم، ويُمنَع استخدامه خلال الحمل؛ إذ قد يُسبِّب الإجهاض.
  • دانازول (Danazol): هو دواء مُشابه لهرمونات الذكورة، يساعد على تقليل النزيف لدى النساء المصابات بالورم الليفي؛ لأنّه يتسبب بمنع الحيض، لكنه قد لا يقلص من حجم الأورام الليفية، ويرتبط الدانازول أيضًا بحدوث المضاعفات، مثل: حب الشباب، والشعرانية، والجلد الدهني، وزيادة الوزن، وتقلصات العضلات، وتناقص حجم الثدي، وتغيير المزاج، والاكتئاب، وانخفاض مستويات البروتين الدهني عالي الكثافة (الكوليسترول الجيد)، وزيادة مستويات إنزيم الكبد.
  • دواء رالوكسيفين (Raloxifene): يساعد هذا الدواء في تقليل حجم الأورام الليفية لدى النساء بعد انقطاع الطمث، ويُستخدم أيضًا في منع مرض هشاشة العظام أو علاجه لديهن بعد انقطاع الطمث.
  • حبوب منع الحمل: تُستخدَم جرعات صغيرة من حبوب منع الحمل لإيقاف نزيف الأورام الليفية، لكنها لا تُقلص حجم الورم.


جراحة الأورام الليفية

تعدّ الجراحة حلًا علاجيًا أخيرًا للأورام الليفية الرّحمية، وفيها يجري استئصال الرّحم جزئيًا أو كُلّيًا، وذلك عندما تكون الأورام الليفية كبيرةً جدًا، أو استئصال الورم من جدار العضلات في الرّحم، وعندما تكون الأورام قريبةً من السّطح الدّاخلي للرّحم فإنّ استئصال بطانة الرّحم يكون الحلّ العلاجي الأمثل.[٥]


نصائح للوقاية من الإصابة بالأورام الرحمية الليفية

على الرّغم من أنّ الباحثين يواصلون دراسة أسباب تطور أورام الرحم الليفية، إلّا أنّه يوجد القليل من الأدلة العلمية المتاحة حول كيفية الوقاية منها، وقد لا يكون منع تطور أورام الرحم الليفية ممكنًا، لكن نسبة بسيطة من هذه الأورام تتطلّب العلاج.

لكن يُنصَح باتخاذ خيارات نمط الحياة الصحّي، مثل: الحفاظ على الوزن الصحي، وتناول الخضروات والفواكه؛ إذ وُجدَ أنّ ذلك قد يقلّل من خطر تطور أورام الرحم الليفية، كما تشير بعض الأبحاث إلى أنّ استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية قد يترافق مع انخفاض خطر الإصابة بها.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (24-7-2019), "Uterine fibroids"، mayoclinic, Retrieved 12-8-2019. Edited.
  2. Christian Nordqvist, "Fibroids: Everything you need to know"، medicalnewstoday, Retrieved 12-8-2019. Edited.
  3. Brindles Lee Macon & Winnie Yu, "Fibroids"، healthline, Retrieved 12-8-2019. Edited.
  4. NHS Staff (2018-9-17), "Fibroids"، NHS, Retrieved 2019-4-28. Edited.
  5. ^ أ ب Christian Nordqvist (2017-11-30), "Fibroids: Everything you need to know"، medicalnewstoday., Retrieved 2019-4-28. Edited.
  6. Melissa Conrad Stöppler, MD (22-3-2019), "Uterine Fibroids (Benign Tumors Of The Uterus)"، www.medicinenet.com, Retrieved 16-4-2019. Edited.
5461 مشاهدة
للأعلى للسفل
×