أول صلاة صلاها الرسول

كتابة:
أول صلاة صلاها الرسول

أول صلاة صلاها الرسول

إنَّ أوَّل صلاةٍ ظهرت هيَ صلاة الظُّهر، وهي الصّلاة الأُولى التي صلَّاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكان مأموماً خلف جبريل -عليه السَّلام-، والصّلاةُ رُكنٌ من أركان الإسلام الخَمس، ومن أهمِّ فرائضِ وأعمدةِ الإسلامِ، وفُرضَت على النبيِّ محمد -صلى الله عليه وسلم- في ليلةِ الإسراء والمعراج، وقد صلّى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ببني سَلَمَة صلاة الظُّهر في مكَّة المكرمة،[١] وقد ورد أنَّها سُمّيَت الصَّلاةَ الأولى؛ لأنَّها أوَّل صلاةٍ في الصَّباح، ومن العلماء من قال أنَّ سبب تسميتها بذلك؛ لأنَّها أوَّل صلاةٍ يُصلّيها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، وتُسمَّى صلاة الهجير لأنَّها في وقت الحرِّ.[٢]


وتُعدُّ صلاة العصر أوَّل صلاةٍ صلّاها الرّسول -صلى الله عليه وسلم- في المسجد النبويِّ، وأوَّلُ صلاةٍ صلّاها أهل قباءَ في مسجد قباء هي صلاةُ الفجر،[٣] وهذا لا يعني أنَّ الرّسول -صلى الله عليه وسلم- تَرك صلاة الفجر ولم يُصليها، إذ إنّ الصلاة تلزم بعد البيان، وقد جاء جبريل للنبيّ يُبيّن طريقة أداء صلاة الظهر في البداية، أما الفجر فلم تُبيّن قبل ذلك، ولِذلك لمْ تَلزم حينها والله أعلم، فلا يُقال أنَّها تُرِكَت بعد فرض الصَّلاة.[٤]


متى فُرِضت الصلاة

فُرضت الصَّلاة قبل الهجرةِ بعامٍ، وكانت الصلاةُ قبل ليلةَ الإسراء والمعراج صلاتين فقط، صلاة قبل شروق الشمس وصلاة قبل غروبها، ودليل ذلك ما ورد في القرآن الكريم من قوله -تعالى-: (وَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ قَبلَ طُلوعِ الشَّمسِ وَقَبلَ غُروبِها)[٥][٦] وكانت ركعتين ركعتين،[٧] وفُرضت الصَّلاة في اللّيلة التي أُسرى بها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- ليلة الإسراء خمس صلواتٍ، وورد دليل ذلك في السّنة النبوية، عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالَتْ: (فُرِضَتِ الصَّلَاةُ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ في الحَضَرِ وَالسَّفَرِ، فَأُقِرَّتْ صَلَاةُ السَّفَرِ، وَزِيدَ في صَلَاةِ الحَضَرِ)،[٨] فالزِّيادة هنا أنَّها أصبحت خمس صلواتٍ.[٩][١٠]


الصَّلوات المفروضة

الصَّلوات المفروضة: هي الصلوات التي فُرضت ليلة الإسراء والمعراج على كلِّ المسلمين المكلّفين، وهي الصّلوات الخمس المعروفة: الفجر، والظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء،[١١] وقد ثبتت صحَّتها في الكتاب والسنَّة، وأجمع الفقهاء والعلماء على فرضيّتها، وأنَّ الإسلام لا يتحقق إلَّا بها، فهي ركنٌ من أركانه، ويترتب على تركها جحوداً وإنكاداً الرِّدّة عن الإسلام،[١٢] وقد أجمع الفقهاء على عددها وعدد ركعاتها؛ فصلاة الفجر ركعتين يُجهَر بهما، وصلاة الظّهر أربع ركعاتٍ بينهما جلسة التَّشهد، ولا جهرَ فيها، وكذلك صلاة العصر، وصلاة المغرب ثلاث ركعاتٍ، وبعد الركعتين جلسة تشهّد، ويُجهَر بأول ركعتين ويُسرّ بآخِر ركعة، والعِشاء أربع ركعاتٍ بينهما جلسة تشهّد، يُجهر فيها بأول ركعتين ويُسَرّ بآخر ركعتين.[١٣][١٤]


المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 4285. بتصرّف.
  2. عبد السلام العامر، فتح السلام شرح عمدة الأحكام، صفحة 24. بتصرّف.
  3. أكرم العمري (1415 هـ - 1994)، السِّيرةُ النَّبَويَّةُ الصَّحيْحَةُ مُحَاوَلَةٌ لِتَطبِيْقِ قَوَاعِدِ المُحَدِّثيْنَ فِيْ نَقْدِ روَايَاتِ السِّيْرَةِ النَّبَويَّةِ، المدينة المنورة: مكتبة العلوم والحكم، (الطبعة السادسة)، صفحة 351. بتصرّف.
  4. عبد الكريم الخضير، شرح سنن الترمذي، صفحة 5. بتصرّف.
  5. سورة طه، آية: 130.
  6. بدر العيني (1420 هـ -1999 م)، شرح ابي داود للعيني، الرياض: مكتبة الرشد، (الطبعة الأولى) صفحة 54. بتصرّف.
  7. عبد الكريم الخضير، شرح المحرر في الحديث، صفحة 4. بتصرّف.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 685، صحيح.
  9. السهيلي (1412 هـ)، الروض الآنف، بيروت: دار إحياء التراث العربي، (الطبعة الأولى)، صفحة 12. بتصرّف.
  10. عبد العزيز السلمان، الاسئلة والاجوبة الفقهية، صفحة 74. بتصرّف.
  11. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الدرر السنية، صفحة 71. بتصرّف.
  12. عبد الرحمن الجزيري، الفقه على المذاهب الاربعة، صفحة 163. بتصرّف.
  13. وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية (1404 - 1427 هـ)، الموسوعة الفقهية الكويتية، الكويت: دارالسلاسل، (الطبعة الثانية)، صفحة 171، جزء 7. بتصرّف.
  14. ابن المنذر (1405 هـ، 1985 م)، الاوسط في السنن والاجماع والاختلاف، الرياض: دار طيبة، (الطبعة الأولى)، صفحة 318. بتصرّف.
3827 مشاهدة
للأعلى للسفل
×