محتويات
عبادة الأصنام
تُعتبر عبادة الأصنام من طرق العبادة التي اتبعها الكثير من الأقوام في فترة انقطاع الرسالات السماوية من الله عز وجل عليهم، فكانوا يضعون صنمًا مَصنوعًا من الحجارة أو من المعادن في مكان مُحدد، ويذهبون إليه لتقديم القربان له.
وعندما كان يأتي الرسل لتلك الأقوام ويسألونهم عن سبب عبادتهم لتلك الأصنام التي لا تضر ولا تنفع، كانوا يُجيبون بأنهم رأوا آباءهم يعبدونها وهم بقوا على ذلك.
أول من أدخل عبادة الأصنام للبشر
أول من عبد الأصنام على وجه الأرض هم قوم نوح -عليه السلام-، دخول عبادتها كان ابتداؤه من أن الأبناء كانوا يبرون آباءهم ويحبونهم، حتى إذا مات أحدهم اتخذ ابنه له مجسما فيه صورته، يعكف عليها وينظر إليها، فلما تعاقبت الأجيال ظن من بعدهم أنهم كانوا يعبدونهم، فعبدوها.[١]
أول من أدخل عبادة الأصنام للجزيرة العربية
عمرو بن لحي الخزاعي هو أول من أدخل عبادة الأصنام إلى مكة المكرمة، فكان عمرو زعيمًا كبيًرا في مكة إذ تولى أمرها بعد جرهم، وقد مرض مرضًا شديدًا، فنصحوه بالذهاب إلى حمة قرب البلقاء بالشام، فإن الاغتسال فيها يشفي، فذهب إليها ووجد القوم هناك يعبدون الأصنام.
فسألهم عن الأصنام، وقالوا له: (نستسقي بها المطر ونستنصر بها على العدو)، فطلب منه أن يعطوه مثلها، فأعطوه ونصبها حول الكعبة، ثم تبع أهل مكة أهل الحجاز في تلك العبادة، لتنتشر بين جميع القبائل العربية.[٢]
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: ([٣]رَأَيْتُ عَمْرَو بنَ عامِرِ بنِ لُحَيٍّ الخُزاعِيَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ في النَّارِ وكانَ أوَّلَ مَن سَيَّبَ السَّوائب).
انتهاء عصر عبادة الأصنام
انتهت عبادة الأصنام في شبه الجزيرة العرب بعد أن بُعث الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، من الخالق عز وجل إلى العرب، فدعا الرسول الكريم أهل مكة بأن لا يعبدوها وأن يعبدوا الله تعالى الخالق والقادر على كل شيء.
استكبر أهل مكة في بداية الأمر واتهموا النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنون، ولكن الله تعالى أمده بالصبر ومواصلة الدعوة إلى أن دخل عدد كبير من الناس في الإسلام، ونسوا عبادة الأصنام، وبقيت الديانة الإسلامية هي الديانة المنتشرة بين العرب إلى وقتنا الحاضر.[٤]
يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ).[٥]
المراجع
- ↑ أبو عبد الله الفاكهي، أخبار مكة، صفحة 162. بتصرّف.
- ↑ توفيق برو، تاريخ العرب القديم، صفحة 292. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3521 ، صحيح .
- ↑ إبراهيم الإبياري، الموسوعة القرآنية، صفحة 317. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم:2812 ، صحيح .