محتويات
علي بن أبي طالب أول من أسلم من الصبيان
أنجب أبو طالب الكثير من الأبناء وكان فقيراً، فاتّفق رسول الله وعمّه حمزة أن يخفّفا عنه فيأخذوا من أبنائه، فأخذ حمزة جعفراً، وأخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- عليّاً، ولمّا نزل الوحي على سيّدنا محمد كان علي بن أبي طالب قد بلغ من العمر عشر سنين،[١] وصار يسمع القرآن من رسول الله،[٢] فبادر بالدّخول في الإسلام فكان أوّل من دخل في الإسلام من الصبيان،[٣][٤][٥] وكان قد أسلم قبل سنّ البلوغ.[٦]
قصة إسلام علي رضي الله عنه
أخذ رسول الله علياً ليخفّف عن أبي طالب وليعينه في تربية أبنائه، كونه كان قليل المال وكثير العيال،[١] وذلك بعدما اتّفق رسول الله وحمزة على ذلك، فكان علي من نصيب رسول الله، وتربّى في بيته وكان ملازماً له،[٧] وفي يومٍ من الأيّام رأى علي رسولَ الله وخديجة يصلّيان، وكذلك الأمر في اليوم الذي يليه، فسأل رسول الله عن أمرهما فأخبره أنّ هذا دين الله الذي أرسل به رسله، ودعاه إلى توحيد الله وترك عبادة الأصنام، فأراد علي أن يستشير والده في ذلك الأمر، لكنّ رسول الله كره أن يُعلن الأمر، فقال له إمّا أن يستجيب أو يكتم الأمر، فكتم عليٌّ الأمر، لكنّ الله -تعالى- في ليلتها أوقع في قلبه الإسلام وحبّبه إليه، فتوجّه إلى رسول الله في الصباح واستجاب لدعوته وأخفى أمره.[٨][٩]
وكان عليّ -رضي الله عنه- يخرج مع رسول الله إلى شِعاب مكة ليصلّيا ويعودان في المساء سرّاً، حتى رآهما أبو طالب يوماً، فسأل محمداً عن هذا الدين، فأخبره به ودعاه إليه، لكنّه اعتذر بأنّه لا يمكن أن يترك ما كان عليه آباؤه، لكنّه قال للنبي إنّه سيقف معه وسينصره، ووصّى ابنه علياً بملازمة محمّد وقال له إنّ هذا الأمر خير.[٩]
فضائل علي رضي الله عنه
يعدّ علي أوّل من أسلم من الصبيان، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وقد تزوّج ابنة النبيّ -صلى الله عليه سلم- فاطمة -رضي الله عنها- ولم يتزوّج غيرها في حياتها، وهاجر إلى المدينة المنورة حين كان له من العمر ثلاثة وعشرين عاماً، وتولّى خلافة المسلمين أربعة أعوام.[١٠]
تضحية عليّ بنفسه
كلّف رسول الله عليّاً أن ينام في فراشه في الليلة التي هاجر فيها من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، فضحّى بنفسه في سبيل رسول الله والدعوة الإسلامية،[٤][١١] فلمّا حلّ الصباح وقام علي من فراش النبي، علمت قريش أنّ رسول الله قد خرج من بينهم فلم يروه، فقالوا لعليّ: "أورقيباً كنت عليه"؟ فغاظَهم ما سمعوه منه، وانتهروه وقاموا بضربه وأخذوه إلى المسجد وحبسوه فيه ساعة ثم أخرجوه، ورغم ذلك تحمّل ما تعرّض له ولم يخبرهم بمكان رسول الله.[١٢]
وكان -رضي الله عنه- شجاعاً مقداماً؛ حيث شارك في جميع غزوات رسول الله سوى غزوة تبوك، فقد جعله رسول الله على المدينة المنورة، وحمل راية المعركة في الكثير من الغزوات، كما اختاره رسول الله ليقرأ سورة التوبة على النّاس في الحج في السنة التي كان فيها أبو بكر الصديق والي الحج.[١١]
أحد العشرة المبشرين بالجنة
يعدّ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أحد العشرة المبشّرين بالجنّة، وذلك بنصّ الحديث الصحيح الذي رواه عبد الرحمن بن عوف عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعليٌ في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعدُ ابن أبي وقاص في الجنة، وسعيدُ ابن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة).[١٣][١٤][١٥]
زواجه من فاطمة بنت الرسول
تزوّج علي بابنة رسول الله وسيّدة نساء العالمين فاطمة البتول -رضي الله عنهما-،[١٦] وأمّها خديجة -رضي الله عنها-، وقد وُلدت فاطمة قبل البعثة بخمس سنين، وتزوّجت بعلي بعد غزوة بدر،[١٧] وأنجبت له الحسن والحسين سِبطي رسول الله، وسيّدا شباب أهل الجنّة.[١٨]
علي رضي الله عنه رابع الخلفاء الراشدين
تولّى عليّ خلافة المسلمين بالمدينة المنورة في اليوم التالي لليوم الذي قُتل فيه عثمان، وقد بايعه جميع من كان في المدينة من الصحابة، واتّفقوا على ولايته،[١٩] حيث شهدوا له بالفضل والعلم والأخلاق الكريمة، وسار عليّ على نهج من كان قبله من الخلفاء والراشدين في الاحتكام إلى كتاب الله وسنّة رسوله -صلّى الله عليه وسلّم-، ولم يكن يريد الخلافة، لكن أخذها من شدّة إصرار الصحابة عليه.[٢٠][٢١]
المراجع
- ^ أ ب عبد الله الجبرين، شرح العقيدة الطحاوية، صفحة 9، جزء 87. بتصرّف.
- ↑ محمد حسان، سلسلة مصابيح الهدى، صفحة 3، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 511، جزء 1. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد حسان، سلسلة مصابيح الهدى، صفحة 1، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن المباركفوري، تحفة الأحوذي، بيروت: دار الكتب العلمية، صفحة 164، جزء 10. بتصرّف.
- ↑ عبد الستار الشيخ (2015)، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين والمفترى عليه في العالمين (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 46. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 303. بتصرّف.
- ↑ سامي المغلوث (2007)، أطلس الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة العبيكان، صفحة 18. بتصرّف.
- ^ أ ب عبد الستار الشيخ (2015)، علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين والمفترى عليه في العالمين (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 46-48. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 304. بتصرّف.
- ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، التعريف بالإسلام، صفحة 305. بتصرّف.
- ↑ سامي المغلوث (2007)، أطلس الخليفة علي بن أبي طالي رضي الله عنه (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة العبيكان، صفحة 24. بتصرّف.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن عبد الرحمن بن عوف، الصفحة أو الرقم: 3747، صحيح.
- ↑ محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 511، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ عبد الرحمن المحمود، شرح لمعة الاعتقاد، صفحة 18، جزء 12. بتصرّف.
- ↑ محمد عويضة، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، صفحة 512، جزء 1. بتصرّف.
- ↑ علي الصلّابي (2005)، سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه شخصيته وعصره (الطبعة الأولى)، القاهرة: مؤسسة اقرأ، صفحة 80. بتصرّف.
- ↑ علي الصلّابي (2005)، سيرة أمير المؤمين علي بن أبي طالب رضي الله عنه شخصيته وعصره (الطبعة الأولى)، القاهرة: مؤسسة اقرأ، صفحة 84. بتصرّف.
- ↑ محمد محمد، سيرة ومناقب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، صفحة 128-129. بتصرّف.
- ↑ سامي المغلوث (2007)، أطلس الخليفة علي بن أبي طالي رضي الله عنه (الطبعة الأولى)، الرياض: مكتبة العبيكان، صفحة 126. بتصرّف.
- ↑ علي الصلّابي (2005)، سيرة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه شخصيته وعصره (الطبعة الأولى)، القاهرة: مؤسسة اقرأ، صفحة 183. بتصرّف.